امتلت عيني عَمس واعتلا جوي ضباب
وانهدم صرح العزايم على رأس تعبي
الدروب استوحشت وانفتح للهم باب
وارتدت فعله عدوّي ملابس صاحبي
والوعود الموعدة بالضفر واحة سراب
مرة يلعب نخلها ومرّة تختبي
ارهقوني واذهبوني عساهم للذهاب
من خذوني بالحيل والكلام اللولبي
مدّعين الخير والسير في نهج الصحاب
والحماقة في شرايينهم تدبي دبي
إن تورالك حداهم رفيق ما يهاب
قلت ما شاء الله تحقق مناي ومطلبي
كل هذا في الرخا والرخا ما هو زهاب
ولا تلوَّي من جحر مرتين إلا غبي
أعرف صهيل الحصن وأعرف نعيق الغراب
وأعرف إني ما أعرف اللي وراء سود العبي
وأعرف الوبَّال لا ساق عينه للسحاب
وانتخا فيه الرجاء يا البعيدات اقربي
اصغي كفوف السماء واخمدي نار التراب
وارقصي بغصون الأيام واكلي واشربي
كل هذا بأمر من له عملنا والمتاب
منزل القرآن وفق اللسان اليعربي
ويا قلم ما شاب حبرك بعد توَّه شباب
لكن اللي قل دل وتحقق مطلبي
اعترافك بارتكاب الخطا هو الصواب
وانشد اللي يحكم القال تلقى ماتبي
ولو على رأس الردى لائحة منع اقتراب
كان ما طاحت عزومي على رأس تعبي