يا لها من «صدى» قوية.. كانت بحق مؤثرة وبمثابة ضربة موجعة في صميم العاطفة.. فمن كان قلبه من «حجر» واطلع على سيرة الطائي الذاتية التي سطرها بأحرف من أسى ومشاعر حزن يراع الزميل عبيد الضلع الذي نجح بدرجة امتياز في تقديم مأساة بيت الطائي.. من عدة فصول.. يمكن أن يتم توظيفها في عمل درامي مسرحي.. ذلك لتوافر كل العناصر من فكرة وهدف وأحداث متلاحقة تتصف بالتميز والتفرد عن الآخرين..ان الطائي.. هذا الحب الشمالي.. قصته طويلة وطويلة جداً والزميل عبيد استحضر تاريخه في سطور موجزة تطرق لمعاناة فارس الشمال ورحلاته المكوكية ومواجهته لكل محاولات الاحباط التي استهدفت «فرملته» ووقف انطلاقته.
وكان الطائي.. لأنه الطائي الكبير برموزه ورجالاته يخرج من كل موقعة أقوى وأشد عوداً عن ذي قبل.. شعاره من كفاح ووقوده عزيمة وإصرار.. وروحه مملوءة بالتحدي واثبات الوجود.
وعبيد الضلع أحسبه الوحيد الذي لا يزال محتفظاً بنسخة من مفتاح منشأة الطائي النموذجية.. ذلك أن الجميع - بمن فيهم الفقير لله - تعطلت الذاكرة عندهم وأصبحت عاجزة عن استعادة موضوع الطائي.. فربما ضاعت المفاتيح أو قذف البعض بها في سلة المهملات على اعتبار أنه ليس هناك حاجة تدعوه للغور في أسبار التاريخ.. ولا وقت لدينا إلا للكتابة عن الأندية.. الكبار!! أما استعراض مشكلة «صائدهم» فهذا من عاشر المستحيلات.. فجزاك الله يا عبيد كل خير على طرحك الموضوعي.
والطائي يا سادة.. يا كرام الذي يستحق بالتأكيد منشأة أنموذجية لائقة بمكانته مردها أسباب متعددة أشار الزميل لجوانب منها.. ولكن أضيف نقاطاً أخرى..
أولاً: يمثل الطائي واجهة حضارية على مستوى المنطقة الشمالية.
ثانياً: وجوده بالدوري الممتاز حقق سمعة ذهنية كبيرة للمنطقة.
ثالثاً: حاجة المنطقة لمنشأة رياضية أسوة بالمناطق الأخرى.
رابعاً: بعد سنوات عديدة وهذا الحضور المشرف للطائي فإنه يستحق وبجدارة أن يحظى بالتكريم والثواب تقديراً لتميزه.
.. لكن لتبدأ خطوات منشأة الطائي بصورة تدريجية أتساءل عن كيفية معالجة أوضاعه الحالية؟
.. ان النادي وهو يمر بضائقة مالية لا مثيل لها أصبح عاجزاً عن سداد مستحقات شركة الاتصالات والسعودية للكهرباء وهي واجبة الدفع نظير استهلاك النادي من تلك الخدمات وغدت أرقام الفواتير تأخذ مساراً تصاعدياً ومعها «تتضخم» المديونية!!
فكيف بمقدوره السداد؟
ان الطائي الذي لم يكن يوماً مهدداً بالهبوط من درجته الممتازة.. أضحى اليوم مواجهاً الخطر ولكن من نوع آخر.. فقد بات كحالة العراق بين قوسين من الحرب.. والطائي ينتظره فصل التيار الكهربائي إن لم يبادر بالسداد حالاً!!
ان أندية المنشآت النموذجية في مختلف مدن المملكة لا تعرف على الاطلاق فاتورة كهرباء أو ماء.. فالرئاسة العامة لرعاية الشباب تتعهد بدفع قيمة تلك المستحقات فضلاً عن أعمال الصيانة المستمرة لمرافق النادي.
.. إن نادٍ كبير بمستوى ومكانة الطائي يجب معاملته كحالة استثنائية تقديراً وتكريماً لحضوره الممتاز.. فالبداية لطرح منشأة مماثلة أسوة ببقية الأندية.. تنطلق من معالجة وضعه الحالي ولتكن فاتورة الكهرباء أول الغيث..
وسامحونا!!
الوحداوية وصلوا
أحياناً يساورك شعور صادق بأن ما نشاهده في مباريات دوري الدرجة الأولي من قوة واثارة وتنافس كبير على الفوز ببطاقتي التأهل للممتاز قد يدفعك لمزيد من الارتياح والاطمئنان على كفاءة الفرق المحلية ومن ثم التأكيد مجدداً بأن المستوى الفني في حالة جيدة بعكس ما يردده البعض من خوف وحسرة لحالة التردي والانحدار الذي يكتبه واقع الدوري.
.. فريق الوحدة سيؤكد مدى استفادته من تجربة الهبوط وبدأ يقول كلمته بصوت مدو ومرتفع جداً بعد أن كان مستواه متذبذباً.. ولكن مع اقتراب مرحلة الحسم أدرك أهمية اللحاق بفرق الصدارة من أجل عدم التفريط بتذكرة «حجز مؤكد» للعودة إلى بيته الدافئ.. فهل يصمد بالتمسك بمرتبته الحالية؟ أم أنها مسألة مؤقتة ومن ثم تبدأ لعبة الكراسي حيث لا يتمكن من الوصول لخط النهاية ويدع الفرصة من نصيب فرق الخليج، الجبلين، وربما الحزم.
كثيرون هم المتعاطفون جداً مع الوحدة «التي لا يغلبها أكبر غلاب» سابقاً وخاصة بعد أن تولى مهمة التدريب الوطني خالد القروني!
وسامحونا!!
لا ... يا ... الأهلي!!
ما بين فترة وأخرى.. نتابع مسلسل بعنوان «خلخلة الأندية» الذي يدور موضوعه حول مستقبل الألعاب الرياضية.. فكم من مسؤول تواجد إعلامياً ليقرر بأن ناديه سوف يقدم على عملية الترشيد من خلال الغاء بعض الألعاب.. والاكتفاء بنشاط محدود نظراً لتواضع الامكانات المادية..
ويتوالى الظهور من نادٍ إلى آخر.. هذا سيشطب ألعاب القوى.. والسلة، وآخر يؤكد أن الموسم القادم سيشهد الغاء عدة ألعاب والإبقاء على ثلاث أو أربع!!
حاولت التعرف على أوضاع تلك الأندية التي تشترك معاً في رسم وصياغة معالم هذا التوجه الذي لا يرتكز على مقومات وأسس تسمح بها الأنظمة واللوائح الخاصة بالأندية.. فالعملية كلها تقوم على دوافع واجتهادات فردية تحاول مجرد لفت النظر لواقع الحال بالنسبة لعدم قدرة الأندية على تسيير أمورها ودفع حركة سير العديد من فرق الألعاب المختلفة التي تتطلب موازنة مناسبة للصرف ومواجهة الانفاق على متطلباتها الفنية!
... نادٍ كالأهلي يمتلك منشأة حضارية مؤهلة لاستيعاب آلاف من الشباب يومياً ليمارس نشاطاته المختلفة من رياضية وثقافية واجتماعية... وبواسطة رئيسه المثقف د. عبدالرزاق أبو داود يدعو إلى تقليص ألعاب النادي وحصرها في أربع لعبات!!
إذن لماذا تلك المنشأة العملاقة بمرافقها المتعددة والشمولية؟
هل نقول.. ليتها كانت للطائي؟
... ان كنا ننشد تطور وارتقاء الرياضة السعودية في كافة الألعاب حتى تسجل لها حضوراً باهراً في الدورات الآسيوية والأولمبية.. فإن من الواجب الاهتمام بحاضر ومستقبل الألعاب في الأندية وأولى الخطوات إلزامية أندية المنشآت بالمشاركة في كافة الألعاب بصورة فعلية ومثمرة ..
وسامحونا!!
|