قطعت دولة الامارة العربية المتحدة شوطاً طويلاً في تحقيق التنمية الشاملة خلال العقود الثلاثة الماضية في كافة النواحي الاقتصادية والاجتماعية والثقافية، وأصبحت إنجازاتها تمثل معجزة في العطاء إذا قيست بعدد السنين التي حققت فيها ما لم تحققه شعوب أخرى في عشرات السنين. وأصبحت هذه المنجزات محل اهتمام المجتمع الدولي وتقديره وتجربة نموذجية في جهود وعطاء القيادات المخلصة في بناء الأوطان.
فقد احتلت دولة الامارات المركز الرابع والأربعين من بين 175 دولة في الترتيب العام لدليل التنمية البشرية الذي يصدره برنامج الأمم المتحدة الانمائي بينما كانت تحتل المرتبة السابعة والسبعين في عام 1990م. كما أكد التقرير ان الامارات تعد في المرتبة الأولى ضمن ثمان دول في الشرق الأوسط وشمال إفريقيا في مجالات الرعاية الصحية والاهتمام بالطفولة والتعليم ومكافحة الأمية والنهوض بالمرأة وارتفاع المستويات الاقتصادية والاجتماعية للسكان. وقد حافظ الدخل السنوي للفرد في الدولة على مستواه كواحد من أعلى المداخيل في العالم خلال العام 1997 وبلغ نحو 60 ألف درهم للفرد وذلك على الرغم من الزيادة المطردة في عدد السكان.
وجذبت النهضة العمرانية ومشاريع التشجير والزراعة والتخضير اهتمام العالم حيث فازت العاصمة أبوظبي بالمركز الثالث في مسابقة ازدهار الأمم لعام 1997» وفازت مدينة العين بالمركز الثاني، وترأست دولة الامارات لأول مرة خلال شهر سبتمبر من العام 1998 الاجتماعات السنوية المشتركة لمجلس محافظي صندوق النقد والبنك الدوليين، كما تم اختبارها خلال الاجتماعات العامة لمنظمة الصحة العالمية التي عقدت في جنيف خلال شهر مايو 98 عضوا باللجنة العامة للمنظمة الدولية.
وتجسد هذه المكانة الدولية، التي تحظى بها دولة الامارات في المجتمع الدولي السياسات الرشيدة لصاحب السمو الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان رئيس الدولة، وصاحب السمو الشيخ مكتوم بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي واخوانهما أصحاب السمو أعضاء المجلس الأعلى للاتحاد حكام الامارات في الاستغلال الأمثل للموارد الطبيعية وتطبيق الأساليب العلمية المدروسة في تنفيذ برامج وخطط التنمية مع الانفاق بسخاء على هذه البرامج التي بلغ حجم الاستثمارات فيها بمختلف الأنشطة التنموية الاتحادية وحدها خلال الفترة من عام 1972 وحتى العام الحالي أكثر من 46 مليار و400 مليون درهم. لقد تضافرت جهود صاحب السمو رئيس الدولة منذ اعلان قيام اتحاد دولة الامارات العربية المتحدة في الثاني من ديسمبر من عام 1971 مع جهود إخوانه أصحاب السمو أعضاء المجلس الأعلى للاتحاد حكام الامارات على بناء الوطن والمواطن وعمل المجلس الأعلى للاتحاد وهو السلطة العليا في البلاد برئاسة صاحب السمو الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان رئيس الدولة على تحقيق تقدم الوطن وازدهاره ورخاء المواطنين ورفاهيتهم.
وقد عقد المجلس خلال السنوات الخمس الماضية سلسلة اجتماعات مهمة من أبرزها الاجتماع التاريخي الذي عقده يوم 20 مايو 1996 والذي أقر فيه جعل الدستور المؤقت دائما وذلك بحذف كلمة «مؤقت» من أحكام الدستور وبأن تكون مدينة أبوظبي عاصمة للدولة كما وافق المجلس على تمديد عمل لجنة مراجعة الدستور برئاسة سمو الشيخ حمدان بن راشد آل مكتوم نائب حاكم دبي وزير المالية والصناعة لمدة عام للنظر في تعديل أي مواد من أحكام الدستور تتطلبها المرحلة المقبلة من العمل الوطني ووافق أيضا على تشكيل لجنة لمتابعة احتياجات المواطنين وتوفير سبل الحياة الكريمة.
وأكد صاحب السمو الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان رئيس الدولة حرصه الكامل على دعم المسيرة الاتحادية واهتمامه البالغ بتوفير الحياة الكريمة للمواطنين. وقال: «إن أهم الواجبات علينا كحكام أن نعمل جميعا يداً واحدة للارتقاء بالمستوى المعيشي للشعب. وأنني أول من تقع عليه مسؤولية رعاية الوطن والمواطن وأداء الواجب الذي فرضه الله علينا وان المتابعة مسؤولية الجميع، الكبير والصغير لكي يقوم بكل ما يستطيع على الوجه الأكمل وربما تغيب عن الإنسان أمور كثيرة ولا أعلم بها كمسؤول أول في هذه الدولة.
ودعا صاحب السمو رئيس دولة الامارات إخوانه الحكام الى السهر على خدمة الوطن والمواطن وكل من يعيش على أرض الامارات. وقال سموه: «من الواجب عليكم ان تخبروني إن كان هناك أي تقصير،وأنتم عون لي على أداء واجبي ولن ألوم أحداً غيركم بوصفكم حكاماً وشركاء لي في المسؤولية، وسوف أتقبل كل شيء برحابة صدر وسعة بال».
وأكد الشيخ زايد بن سلطان «ان المسؤولية ليست بسيطة ويجب ان يكون جهدنا هو العمل بيد واحدة وان يفكر كل منا في مصلحة الشعب وليس في المصالح الشخصية لأننا جميعا مسؤولون عن رعاية شعب وليس أسرة صغيرة ويجب أن نتحمل المسؤولية التي أوكلنا الله بها باخلاص وجدية لرعاية هذه الأمة». كما قال أيضا: «يجب علينا أن نعمل لخدمة الانسان واسعاده وإذا كان الله قد فضل بعضنا على بعض وأنعم عليه بالثروة فيجب أن يفكر الانسان في أن هذه الثروة ليست ملكاً له ولكن الله سخرها لخدمة عباده». وقال :«إن المال إما أن يكون نعمة أو نقمة ويجب أن يتصرف الانسان فيما رزقه الله التصرف الواجب عليه».
وتوجه صاحب السمو رئيس الدولة الى الله تعالى بالحمد والشكر على ما أنعم به علينا وقال:«ان دخل المواطن في دولة الامارات العربية المتحدة يأتي ترتيبه حسب المصادر الدولية بين المركز الأول والثالث على مستوى دول العالم وعلى الرغم من ذلك لا يخلو الوطن من ذوي الدخل المحدود لأنه مهما كان المسؤول على إلمام وادراك فلابد ان تغيب عنه أشياء، ولكن إذا كان هناك محتاج في الوطن فهذا لا يجوز وعلينا كحكام ان نعمل لصالح جميع أبناء الوطن في كافة أرجائه.
وفي اجتماعه يوم 16 ابريل 1995 ناقش المجلس الأعلى للاتحاد عددا من القضايا الداخلية التي تهم الوطن وتعود بالخير على المواطنين حيث أشاد المجلس في هذا الصدد بالجهود المخلصة والدعم المتواصل لصاحب السمو رئيس الدولة للمسيرة الاتحادية ولكل ما من شأنه خدمة الوطن واعلاء شأنه وعزته ووجه المجلس في هذا الشأن مجلس الوزراء لدراسة احتياجات المواطنين وتوفير الخدمات اللازمة لهم واطلاع المجلس على نتائج هذه الدراسة لاتخاذ ما يراه مناسبا بشأنها، وقرر المجلس في اجتماعه الذي عقده يوم 2 ديسمبر 1996 اعادة انتخاب صاحب السمو الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان رئيسا للدولة وصاحب السمو الشيخ مكتوم بن راشد آل مكتوم نائبا لرئيس الدولة.
وتحدث صاحب السمو الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان خلال الاجتماع الى اخوانه أعضاء المجلس الأعلى حكام الامارات حول مسيرة الاتحاد وتقييم مراحلها على مدار 25 عاما مشيدا سموه باخلاص وجدية أعضاء المجلس الأعلى من أجل تحقيق الانجازات وآمال وطموحات شعب دولة الامارات وقال: «ان هذا الشعب الذي استطاع ان يساهم في تنمية ونهضة البلاد يستحق كل الرعاية الكريمة والحرص على تحقيق مستقبل زاهر» ومثلما يكون حرصنا على أبنائنا يكون حرصنا على شعبنا».
وأضاف ان ما تشهده البلاد اليوم من تقدم ورقي وسعادة ورفاهية للمواطنين يشهد به الجميع في الداخل والخارج ويستحق منا الحمد والشكر لله سبحانه وتعالى حيث تحقق ذلك بعون الله وتوفيقه أولا وسهر وجدية واخلاص اخوانه أعضاء المجلس الأعلى للاتحاد ثانيا. وقد أكد صاحب السمو الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان حرصه الكامل واخوانه الحكام على السعي بارادة مخلصة وعزم أكيد نحو دعم وتعزيز المسيرة الاتحادية وصولا الى تحقيق المزيد من الآمال والطموحات التي يتطلع اليها المواطنون.
وعبر صاحب السمو رئيس الدولة عن اعتزازه وفخره بأبنائه المواطنين وتحملهم مسؤولية العمل الوطني بجدية ونوه سموه بالنمو الذي حققه الاقتصاد الوطني ومردود ذلك على رفاهية المواطنين وازدهار المجتمع.
وأشاد بالجهود التي يقوم بها رجال الأمن وسهرهم على استقرار وأمن الوطن والمواطنين.
ووجه المجلس الأعلى مجلس الوزراء بدراسة احتياجات المواطنين وتوفير الخدمات اللازمة لهم.
تلاحم القيادة والشعب
إن الانجازات الشامخة التي حققتها المسيرة الاتحادية بتضافر جهود مؤسسات الحكم وتلاحم القيادة والشعب تعود أيضا الى النهج المتفرد لصاحب السمو الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان رئيس الدولة في قيادة المسيرة الاتحادية الذي ينطلق من رؤية شاملة لمسؤوليات الحكم ومسؤولية أولي الأمر حيث يؤكد سموه:«إن الحاكم أي حاكم ما وجد إلا ليخدم شعبه ويوفر له سبل الرفاهية والتقدم من أجل هذا الهدف يجب عليه أن يعيش بين شعبه ليتحسس رغباته ويعرف مشاكله ولن يتحقق له ذلك إذا عزل نفسه عنهم». ثم ينطلق من خصائص بارزة للزعامة قادرة على استنهاض الهمم واستنفار الروح الوطنية بإتاحة الفرص واسعة لأبناء الوطن للمشاركة في تحمل مسؤوليات العمل الوطني. ويؤكد صاحب السمو رئيس الدولة في هذا الصدد ان الحاكم العادل المطمئن الواثق لا يخاف شعبه وإنما يوكل اليه ببعض مسؤولياته».
ويضيف سموه الى ذلك «ان الحاكم حين يكون مطمئنا وواثقا يوكل الى أبنائه وإخوانه المسؤولين مساعدته في الوصول الى ما هو أفضل للوطن».
ملحمة بناء الإنسان
ويؤكد صاحب السمو الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان هذا النهج المتفرد في ممارسة مسؤوليات الحكم بقوله:«انه من السهل ان يرعى الانسان أسرة أو أقرباء له ولكن تحمل مسؤولية رعاية الشعوب أمر صعب، وقد فضل الله سبحانه وتعالى الانسان على جميع المخلوقات وسخر له ما في الأرض وما في البحار لهذا يجب علينا أن نعمل لخدمة الانسان وإسعاده، وإذا كان الله قد فضل بعضنا على بعض وأنعم عليه بالثروة، فيجب أن يفكر الانسان في ان هذه الثروة ليست ملكا له ولكن الله سخرها لخدمة عباده». بل ان سموه يؤكد خلال جولته التفقدية لأحوال المواطنين في الامارات الشمالية من الدولة في شهر مايو الماضي «ان خير هذه الأرض يجب ان يشمل الجميع». وتمثل الملحمة التي قادها صاحب السمو الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان واخوانه أصحاب السمو أعضاء المجلس الأعلى للاتحاد حكام الامارات لبناء الانسان الانجاز الأهم والأسمى في مسيرة إعلاء صروح الاتحاد من منطلق ان الانسان المتعلم هو الدعامة الأساسية التي تعتمد عليها دولة الاتحاد في مسيرتها. ويؤكد سموه في هذا الصدد «لقد حصدنا الكثير وحصدنا ما لم يكن يتصوره المواطن أو الصديق أو الشقيق وان خير ما حصدناه في هذا الوطن هو بناء الانسان الذي تعطى له الأولوية والاهتمام والرعاية».
ويضيف سموه الى ذلك قوله: «ان التقدم والنهضة لا تقاس ببنايات من الإسمنت والحديد وإنما ببناء الإنسان وكل ما يسعد المواطن ويوفر له الحياة الكريمة. لذلك أيقنا منذ البداية أن الانسان هو أساس كل عملية حضارية وهو محور كل تقدم حقيقي».
الاهتمام بالتعليم والخدمات
لقد بذلت الدولة جهودا مضنية في ا طار خططها وبرامجها لبناء الانسان وعملت على توفير المعاهد والمؤسسات الثقافية والمهنية ومؤسسات التعليم العالي والمؤسسات العسكرية الأكاديمية والفنية لتحقيق هذه العملية النبيلة برعاية مستمرة ودعم بلا حدود لصاحب السمو رئيس الدولة.
كما عملت الدولة على الارتقاء بالخدمات الصحية والاجتماعية والاسكانية وبناء وتطوير البنية الاقتصادية الرئيسية والمرافق العامة والترفيهية لتوفير كل الظروف الملائمة التي تمكن المواطن من الاسهام في تحمل مسؤوليته الوطنية في بناء الوطن حيث يؤكد صاحب السمو رئيس الدولة أهداف هذا التوجه بقوله:«إن الثروة ليست ثروة المال بل هي ثروة الرجال فهم القوة الحقيقية التي نعتز بها وهم الزرع الذي نستفيء بظلاله والقناعة الراسخة بهذه الحقيقة هي التي مكنتنا من توجيه كل مجهود لبناء الانسان وتسخير الثروات التي منَّ الله بها علينا لخدمة أبناء هذا الوطن حتى ينهضوا بالمسؤوليات الجسام التي تقع على عاتقهم ويكونوا عونا لنا ولأشقائنا». لقد حصد الوطن ثمرات غرسه الطيب وتكللت الجهود المخلصة للقيادة الحكيمة في بناء الانسان بالنجاح وأصبح ابن الامارات يتحمل عبء المسؤولية في كل مواقع العمل على امتداد أرجاء الوطن، كما يؤكد ذلك صاحب السمو رئيس الدولة بارتياح بالغ «الآن أستطيع ان أقول: إنني ربحت ولم أخسر».
رعاية الشباب
وأولت الدولة اهتماما كبيرا بالشباب وحرص صاحب السمو رئيس الدولة أن يتوجه اليهم دائما بالحديث والنصح مركزاً باستمرار على ضرورة الإلمام بالماضي وظروفه ومشاقه وعلى سبر أغوار التاريخ لاستشراف آفاق المستقبل ومؤكداً على أهمية تحقيق المعادلة بين المعاصرة والأصالة، بين الحياة الحديثة وسهولتها، ويسرها ومعطياتها المادية المتطورة وبين القيم الأصيلة والعادات الموروثة التي تشكل ثقافة الشعب وهويته الوطنية.
ويؤكد صاحب السمو رئيس الدولة دائما على أهمية ان يعرف الشباب ماضيهم وكيف كان حال الآباء والأجداد ومعيشة أهلهم في السابق كيف أصبح الحال اليوم ليدركوا الفارق الكبير وفضل نعمة الله علينا ويقول في هذا الخصوص «يجب على الشباب ان يتتبعوا ويسألوا عن التاريخ ويراجعوه سواء التاريخ القريب أو المتوسط أو البعيد حتى يعلموا ماذا مر بهذا الوطن، وكيف عاصرته الأجيال التي مضت، لأنني أؤمن بأن من لا يعرف ماضيه فهو حتما لا يعرف حاضره، أما إذا عرف المرء ماضيه فلا بد ان يعرف حاضره ويعرف ما يجب عليه أن يحسبه من حساب المستقبل».
رعاية اجتماعية شاملة
وفي مجال الرعاية الاجتماعية الشاملة تعتبر دولة الامارات من الدول الرائدة في تطبيق نظم الضمان الاجتماعي لجميع فئات المجتمع التي تهدف في مجملها الى رعاية أسرة وحماية الطفولة وتوجيه الشباب وتأهيل المعاقين وادماجهم في المجتمع ومعاونة العجزة والأرامل والمطلقات والأيتام والمصابين بالعجز والمرضى وأسر المسجونين والعاجزين ماديا والمهجورات وذلك بمنحهم إعانات شهرية منتظمة كافية للوفاء بمتطلبات الحياة الكريمة كل حسب فئته وفقا للقانون الخاص بالضمان الاجتماعي.
ورصدت الدولة في ميزانية العام 1997 أكثر من 663 مليون درهم للإعانات الاجتماعية التي يستفيد منها نحو 30 ألف مواطن في جميع امارات الدولة، وذلك بعد ان أصدر صاحب السمو رئيس الدولة في الأول من ديسمبر 1996 أمراً سامياً بزيادة المساعدات الاجتماعية لمستحقيها بنسبة 25% وذلك ضمن أمر سموه بزيادة رواتب ومكافآت المواطنين العاملين بالدولة والمتقاعدين عن العمل.
مكانة مرموقة للمرأة
واحتلت المرأة بتوجيهات ودعم صاحب السمو الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان رئيس الدولة مكانة مرموقة في المجتمع وأصبحت تنهض بمسؤولياتها الى جانب الرجال في مختلف مجالات الحياة وتلعب دورا نشطا في التحولات الاجتماعية والاقتصادية والثقافية على قاعدة المساواة والتكافؤ في الحقوق. وفي اطار من الالتزام بتعاليم الدين الاسلامي الحنيف وأحكام الشريعة الاسلامية السمحة والعادات والتقاليد المتوارثة.
كما حققت المرأة برعاية وجهود قرينة صاحب السمو رئيس الدولة سمو الشيخة فاطمة بنت مبارك رئيسة الاتحاد النسائي العام مكاسب كبيرة سبقت بها العديد من دول العالم من أهمها إقرار العديد من التشريعات التي تكفل حقوق المرأة الدستورية، وفي مقدمتها حق العمل والضمان الاجتماعي وتمتعها بالأهلية القانونية والتمليك وادارة الأموال والأعمال والتمتع بكافة خدمات التعليم والرعاية الاجتماعية والصحية، إضافة الى امتيازات الوضع ورعاية الأطفال وغيرها من المكاسب وآخرها مصادقة الدولة في العام الماضي على الاتفاقية الدولية الخاصة بمساواة العمال والعاملات في الأجر والعمل المتساوي، على الرغم من ان دولة الامارات تنفذ واقعياً هذه الاتفاقية منذ استقلالها في عام 1971.
وفي تطور بارز لدور المرأة في المشاركة في مختلف أوجه العمل الوطني أعلنت قرينة صاحب السمو رئيس الدولة سمو الشيخة فاطمة بنت مبارك رئيسة الاتحاد النسائي العام انه لا يوجد ما يمنع المرأة من المشاركة في الحياة السياسية ودخول المجلس الوطني الاتحادي. وقالت سموها:«ان ابنة الامارات أثبتت أنها على قدر المسؤولية الملقاة على عاتقها بتوليها المناصب القيادية في الكثير من المؤسسات والوزارات بالدولة، كما انطلقت الى العالمية بالمشاركة في المؤتمرات العربية والدولية».
رعاية وتأهيل المعاقين
وتولي الدولة اهتماما كبيرا لرعاية المعاقين وتأهيلهم وإدماجهم في المجتمع وقد ارتفع عدد مراكز رعاية وتأهيل المعاقين في الدولة الى خمسة مراكز موزعة على «أبوظبي» ودبي والعين ورأس الخيمة والفجيرة.
ويوجد في إمارة الشارقة مدينة الشارقة للخدمات الانسانية التي تستوعب 650 تلميذاً وتلميذة وتحتضن أول مركز اقليمي في المنطقة للتدخل المبكر للوقاية من الإعاقة.
وافتتح في شهر ديسمبر 1996 مشروع زايد الزراعي لرعاية وتأهيل المعاقين في منطقة بني ياس «بأبوظبي» وهو مشروع عالمي رائد نفذ بالتعاون مع برنامج الأمم المتحدة الانمائي وبلدية أبوظبي باقامة مزرعة على مساحة 11 هكتاراً من الأرض يعمل فيها أكثر من 16 من المعاقين بزراعة الخضراوات والفواكه التي يتم تسويق انتاجها عن طريق مراكز التسويق الزراعي بالدولة ويعود ريعها الى المعاقين العاملين.
ولم تقصر دولة الامارات العربية المتحدة عنايتها على الأسوياء من أبنائها بل أتاحت للمعاقين فرصا متكافئة من النشاط والإعداد للحياة ولم تجعل التخلف الحسي أو الجسمي أو الادراكي سببا لحرمانهم من هذا الحق الانساني فوفرت لهم سبل الانتفاع بالخبرات وأنشأت لهم أنديتهم الخاصة لتتولى رعاية أنشطتهم لتساعد كل فرد منهم على النمو الطبيعي والتكيف الاجتماعي الى أقصى مدى تؤهله له امكاناته، وذلك بالوسائل الخاصة التي تتناسب مع نوع الاعاقة وملابساتها وتتفق مع استعداداته وقدراته ليتخطى اثر الاعاقة حتى ينشأ عضواً نافعاً. وأتاحت الدولة الفرصة للمعاقين بالمشاركة في الأنشطة المحلية والخارجية وحقق العديد منهم انجازات هائلة تؤكد نجاح الأهداف التي سعت اليها الدولة. وقد حقق لاعبونا انجازات عديدة أبرزها حصول نادي دبي للمعاقين على الميدالية البرونزية في بطولة ستوك مانيدفيل الدولية بانجلترا عام 1991 وفضية في البطولة ذاتها عام 93 وثماني ميداليات برونزية في بطولة العالم للمعاقين باستراليا عام 1994. كما حصل النادي على 13 ميدالية في بطولة ستوك مانيدفيل عام 94 منها تسع ميداليات ذهبية وفضية واحدة وثلاث ميداليات برونزيات وتأهل لاعبو الامارات علي محمد سيف لأولمبياد اتلانتا بعد احرازه المركز الثاني في البطولة العربية الثانية لرفع الأثقال التي أقيمت بسوريا عام 1995. وحصل الحكمان أحمد محمد حسن ومحمد عبدالله بالجافلة على اشارة التحكيم الدولية وتم ترشيحهما لادارة منافسات أولمبياد اتلانتا للمعاقين. وفاز أيضا نادي دبي بخمس ميداليات في بطولة ستوك مانيرفيل عام 1995. وفاز نادي الثقة للمعاقين بالشارقة بست ميداليات في البطولة الإفريقية العربية بتونس عام 1994، كما فاز بـ19 ميدالية في البطولة بتونس عام 1995.
|