حققت دولة الإمارات العربية الكثير من الإنجازات في خدمة الإنسان داخل الوطن وخارجه، وعملت على تطوير الموارد البشرية وتنمية قدرات الإنسان باعتباره أداة أي تقدم وتطور ونجاح. وحققت هذه الدولة في سنوات قلائل ما لم تحققه شعوب أخرى في عشرات السنين.
وقد انبثق مركز راشد لعلاج أمراض الأطفال من واقع هذه الفلسفة التي تهتم بالإنسان، ولا عجب أن تهتم بالطفولة التي هي أساس هذا الإنسان.
وذلك من دافع الحرص على توفير كافة سبل الحياة السوية الكريمة والصحية للطفل رجل وفتاة المستقبل.
فكان انتشار المراكز العلاجية للأطفال وكان الاهتمام الكبير بالطفل مقدمة للاهتمام بمستقبل الإنسان، والمواطن في ذلك الوطن.
وكان لا بد لهذا الجهد الإنساني أن يستكمل بظهور جائزة راشد للإنسانية، لكي تعبر عن الاعتراف بالفضل لأصحاب الفضل الذين خدموا الإنسانية بجهودهم وأموالهم وأعظم أوقاتهم، وفي الوقت ثقة تكون فكرة الجائزة مثالاً يحتذى للآخرين في الحث على فعل الخير ورعايته والتشجيع عليه وتقديره.
أسس مركز راشد لعلاج أمراض الأطفال جائزة راشد للإنسانية عام 1996م تحت رعاية سمو الشيخ أحمد بن سعد المكتوم رئيس دائرة الطيران المدني بدبي ورئيس مجلس إدارة المركز.
ويمنح هذه الجائزة المميزة إلى أحد المحسنين العرب تقديراً لمساهمته أو مساهمتها في القضايا الإنسانية والخيرية.
أهداف الجائزة
ـ نشر الوعي في أنحاء العالم بالقضايا الإنسانية.
ـ زرع فضيلة الإحسان في نفوس المواطنين العرب.
ـ الاعتراف بالمجازات وجهود الأفراد النشطين في المجتمع المدني الذين يقدمون الدعم لمختلف الجهود الإنسانية والخيرية دون كلل أو ملل وبغيرية وكرم.
عملية اختيار المرشحين
يمكن لجميع الدول العربية المشاركة ترشيح من تراه أهلاً لنيل جائزة «الشخصية الإنسانية للعام» وذلك من خلال نماذج الترشيح التي توزع عبر السفارات. بعد ذلك يقوم أعضاء لجنة الاختيار بتقييم المرشحين بصورة شاملة وذلك بالاستناد إلى تاريخ إنجازاتهم وإسهاماتهم.
الحاصلون على الجائزة سابقاً
1996 سمو الشيخ محمد بن راشد المكتوم.
1997م سمو الأمير طلال بن عبدالعزيز آل سعود.
1998م سمو الشيخة فاطمة بنت مبارك.
2000م سمو الشيخ حمدان بن راشد آل مكتوم.
2002 صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن عبدالعزيز آل سعود.
لجنة الاختيار
تتألف اللجنة من السادة الأفاضل:
سمو الشيخ أحمد بن سعيد المكتوم
السيد محمد العبار
السيد سلطان الحبتور
السيد خالد محمد
السيد عبدالعزيز حانصاحب
السيد إقبال خوري
محمد بن راشد وجائزة 1996م
سمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم من الرجال الذين يتصفون بالحكمة، وقوة العزيمة والرأي وتحدي الصعاب وقهر المستحيل من أجل إسعاد البشرية، ومن أجل تلوين خارطة العالم باللون الأخضر لون السلام والمحبة.
إنه صاحب القلب الحنون الرقيق، الذي يحتضن الجميع بالمحبة والخير.. القلب الذي يحنو للطفولة واليد التي ترسم البسمة فوق الشفاة المعذبة، نعم أنه شخصية الإنسانية بلا منافس، لقد أجمع القوم على ترشيحه رجلاً للإنسانية وركز الجميع على مواقفه، لأنه الإنسان الذي يحترم الإنسانية، تشعر أن الحروف تخرج على لسان إنسان يقدس ويحترم الإنسانية تشعر أن الكلمات آتية من قلب كبير يحتضن أرقى عاطفة إنسانية.
فهنيئاً لرجل الإنسانية. با ختياره كشخصية إنسانية للعام 1996م.
إنه الأديب والشاعر، إنه القلب العامر بحب الآخرين.
لماذا اختاروا محمد بن راشد شخصية العام الإنسانية؟
* لقد كان لسمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم السبق في توحيد صفوف المسلمين في الفلبين ودعمهم وإيجاد قنوات التعاون والتنسيق والسلام بين صفوفهم وإيجاد اتفاق بينهم وبين حكومة الفلبين للحد من الحرب الطاحنة وإرساء قواعد السلام.
* يقوم سمو الشيخ محمد بن راشد بتقديم التبرعات السخية والعون للمحتاجين في كل المناسبات، خاصة شهر رمضان المبارك والمناسبات الدينية الأخرى.
* قدم سمو الشيخ محمد بن راشد العديد من المساعدات للجاليات المسلمة في أوروبا، خاصة انجلترا «مدينة لندن» وبناء العديد من دور العبادة والمساجد.
* قام سمو الشيخ محمد بن راشد بتقديم معونات مادية وغذائية وبناء دور الأيتام والعبادة في باكستان وبعض الدول الإسلامية الشقيقة والصديقة، ولسموه أياد بيضاء في بعض المدن والمواقع من الدول الأخرى.
* يحرص سمو الشيخ محمد بن راشد أثناء زيارته لبعض المواقع والمدن في الدول الصديقة بتقديم مساعدات علاجية تتمثل في توزيع الأدوية والعقاقير والمساعدات للأفراد وبعض سكان المناطق النائية في الدول الصديقة وغيرها ومن المواقف التي لا تنسى، قام بتحمل نفقات علاج مريض في إيران من مرض عضال، وأمر بعلاجه على نفقته في لندن.
* أمر بتشكيل لجنة خيرية بإمارة دبي لمساعدة المحتاجين والفقراء من المواطنين وغيرهم.
* أمر بأن يكون برج ديرة وقفا ويوزع دخل البرج على الفقراء والمحتاجين، كخطوة إنسانية.
* أمر سموه بتجهيز وشحن حاويات من التمور والمواد الغذائية للمسلمين في جنوبي الفلبين وغيرها خلال شهر رمضان المبارك.
* يحرص سموه على مساعدة الفقراء والمحتاجين والمرضى، وتقديم العون للعديد من القطاعات في المجتمع دون تمييز، ويحرص على عدم ذكر أعمال البر والخير، لأنه يعتبرها سلوكاً ومبادئ إسلامية، يجب أن يتحلى بها الجميع.
* دعمه المتواصل للمواطنين و توفير الرعاية الكريمة في أكثر من مجال مثل المشاركات الإنسانية والمنح والمساعدات.
* كانت الأيادي البيضاء لسمو الشيخ محمد بن راشد الأولى في بناء صرح مركز راشد فقد دعم سموه هذا المركز في بداية تأسيسه بمبلغ من المال أرسى قواعد الانطلاقة الأولى لهذا الصرح الإنساني.
* تبرع لسمو الأميرة بسمة بمبلغ لدعم مشروعات الطفولة والأمومة بالأردن الشقيق.
* أبوابه المفتوحة لعمل الخير فلا شك أن سمو الشيخ محمد بن راشد هو صاحب القلب المفتوح لحل العديد من القضايا الإنسانية.
* رعايته الكريمة لمهرجان «الطفل الفلسطيني» ودعمه السخي لهذا الحدث الإنساني من أجل الطفل الفلسطيني، وحث المجتمع على نصرة الطفولة والأمومة الفلسطينية في أرض فلسطين الباسلة والمقدسة، مما كان له أكبر الأثر في تحقيق أعلى معدلات النجاح وإدخال السعادة في قلوب الطفولة الفلسطينية.
والاهتمام بالطفل العربي والنهوض به إلى آفاق حضارية لأن الطفل العربي نصف الحاضر وكل المستقبل.
* بناء على توجيهات الفريق أول سمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم ولي عهد دبي وزير الدفاع تم افتتاح قسم خاص بشرطة دبي تحت مسمى قسم حقوق الإنسان لرعاية حقوق الإنسان كبادرة انفردت بها الأجهزة الأمنية بدبي لمصلحة الإنسان.
الهدف من اختيار
الشخصية الإنسانية
هناك أهداف عديدة لإجراء استفتاء ومسابقة سنوية لاختيار الشخصية الإنسانية ومن أبرز هذه الأهداف:
ـ تأصيل وتعميق مبدأ الشكر والتقدير إلى الذين بذلوا الغالي والنفيس من أجل سعادة البشرية.
ـ إعطاء العمل الإنساني في مجال خدمات المعاقين بعداً حضارياً وتثبيت ذلك على خارطة المسيرة الإنسانية.
ـ تسخير الإعلام الإنساني لخدمة قضايا الإنسانية من خلال تكريم الشخصية الإنسانية، الأمر الذي يقوي أواصر الإعلام الإنساني وثبته ويؤكد مصداقيته.
ـ إفساح المجال في مجلة راشد صوت الأمومة والطفولة والإنسانية إلى الذين زرعوا مساحة الحياة بالخير والعطاء وتوضيح ذلك.
ـ تحفيز المجتمع الإنساني لانتهاج مسار حضاري يخدم الإنسانية من خلال هذه المبادرة.
أمير الخير.. والعطاء
سمو الأمير طلال بن عبدالعزيز الشخصية الإنسانية لعام 97
الاحتفال بتكريم الشخصية الإنسانية وتوزيع جوائز مسابقة راشد «الدورة الثالثة» في ليلة الثلاثاء الموافق 16 ديسمبر 1997م
أعلن سمو الشيخ أحمد بن سعيد آل مكتوم رئيس دائرة الطيران المدني بدبي رئيس طيران الإمارات رئيس اللجنة العليا لاختيار الشخصية الإنسانية عن فوز الأمير طلال بن عبدالعزيز آل سعود بلقب الشخصية الإنسانية لعام 1997م.
وزعت اللجنة المنظمة 25 ألف استمارة على كافة أنحاء الدول العربية والخليجية والدول الصديقة واعتمدت على ترشيحات 19 ألف شخص وحصل من خلالها الأمير طلال بن عبدالعزيز على نسبة 70% من الترشيحات مشيراً إلى أن أغلب المشاركين كانوا من المتعلمين 60% من الرجال و40% من النساء من مختلف دول مجلس التعاون والدول العربية وبعض الدول الآسيوية والأوروبية وأمريكا.
إن الإنجازات التي قام بها الأمير كثيرة منها مساهمته في دعم مشروعات الأمم المتحدة في مجال الإعاقة والطفولة حيث إن له إسهامات قيمة وكبيرة في هذا المجال.
كما قام بدعم وتشييد مركز التدخل المبكر بإمارة الشارقة مدينة الخدمات الإنسانية كمساهمة خيرية وإنسانية تصب في خدمة قطاع المعاقين والطفولة وتحد من وقوع كارثة الإعاقة. وقام كذلك بتقديم تبرعات سخية للعديد من الأطفال في العالم من خلال برامج الأمم المتحدة أو من خلال دعمه الشخصي السخي. كما كان له الفضل في إنشاء المجلس العربي الأعلى للطفولة والذي يرأسه ذلك المجلس الذي يعتبر نافذة الطفولة العربية في الوطن العربي فقد قدم هذا المجلس العديد من الخدمات الحضارية للطفولة العربية.
وقدم الأمير طلال بن عبدالعزيز معونات إنسانية قيمة لقطاع المعاقين في الدول العربية وبعض الدول الصديقة.
إضافة إلى دعمه لكم هائل من الخطط كمساعدته لمشروعات الطفولة والأمومة والمعاقين وقد تم تنفيذ هذه المشروعات على أرض الواقع العملي.
وفي مدينة الرياض ونيابة عن سمو الشيخ أحمد بن سعيد آل مكتوم ـ رئيس اللجنة العليا «للشخصية الإنسانية»، قام وفد من مركز راشد لعلاج ورعاية الطفولة بزيارة لمدينة الرياض وضم الوفد مؤسس المركز، سعادة أحمد هاشم خوري، وإقبال عبدالله خوري.
ولقد التقى الوفد بصاحب السمو الملكي الأمير طلال بن عبدالعزيز آل سعود «الشخصية الإنسانية» لعام 97، وسلم سموه الدعوة المقدمة من سمو الشيخ أحمد بن سعيد آل مكتوم، وذلك لحضور حفل تكريم الشخصية الإنسانية وتهنئته بهذا الاختيار الذي أتى في موقعه المناسب. ولقد قبل سموه الدعوة بزيارة الإمارات.
وعلى هامش هذا اللقاء والذي تم في مبنى برنامج الخليج العربي لدعم منظمات الأمم المتحدة الإنمائية بمكتب سموه أدلى صاحب السمو الملكي الأمير طلال بن عبدالعزيز آل سعود بالتصريح التالي:
* بداية أتقدم بخالص الشكر والتقدير لأسرة مركز راشد لعلاج ورعاية الطفولة بدبي وإلى رئيس وأعضاء اللجنة العليا لاختيار الشخصية الإنسانية على هذه الجهود الكريمة والمتواصلة ولا شك أنني سعيد بهذا الاختيار وأتمنى أن أكون عند حسن الظن لتقديم أفضل الخدمات الحضارية للإنسانية والبشرية التي كرمتها كل الكتب والأديان السماوية.
ولا شك أن تكريم «الشخصية الإنسانية» كل عام خطوة هامة جداً لتكريم الأوفياء والذين يعملون من أجل إسعاد البشرية خاصة وأن ديننا الإسلامي يحثنا دائماً على الشكر والثناء وتأصيل ذلك في نفوس الجميع لأن الذي يعرف قيمة الشكر والثناء يدرك عظمة الأعمال وجهود الأيادي الكريمة البيضاء، وأتمنى أن تكون كل الموامن القادمة خدمة للبشرية والإنسانية حتى تتبوأ أمتنا الإسلامية والعربية مكانة الصدارة بين الأمم والدول كما أن تكريم الشخصية الإنسانية يترك في القلوب والنفوس بصمة عميقة تدفع وتحفز الآخرين لمضاعفة العطاء والتواصل.
وإننا ومن أرض الحرمين الشريفين ومن مدينة التآخي والمحبة عاصمة العطاء مدينة الرياض أناشد الجميع في كافة أنحاء العالم وخاصة في المنطقة العربية والإسلامية دعم الجهود الإنسانية وتقديم الغالي والنفيس من أجل فلذات أكبادنا طفولتنا الغالية ومن أجل الأمومة الغالية التي تحتضن الجنة تحت أقدامها وتقديم كل ما يمكن لتطوير وتحديث خدمات المعاقين وانصهارهم في دورة الحياة اليومية حتى يمكننا جميعاً تطويق الحاجز النفسي بين المعاق والمجتمع، مع التركيز على العمل الجماعي لاسيما وأننا نعيش في عصر التجمعات والتكتلات ولا وجود للفئات الضعيفة في خارطة كوكب الأرض. إننا ننادي دائماً بتوحيد الجهود والاستفادة من الخبرات المماثلة وتسخير امكانياتنا ووقتنا وعلمنا لمصلحة الإنسانية دون تردد.
واختتم صاحب السمو الملكي الأمير طلال بن عبدالعزيز آل سعود «الشخصية الإنسانية» لعام 1997م حديثه قائلاً:
لا يفوتني أن أنوه بأننا على أبواب القرن الجديد.. «القرن 21»، ولذلك نأمل استقبال القرن الجديد بكل التفاؤل والأمل ومراجعة مئة عام أي قرن كامل انصرم مليء بالمواقف والعبر والدروس والتجارب.. مئة عام انطوت! ماذا قدمنا فيها للطفولة والأمومة والإنسانية؟ مراجعة الماضي بدقة هو الوقود النقي الذي يساعدنا في الإبحار وتحدي الأمواج وتأكيد قوة أمتنا وتاريخنا العريق.. باسم الطفولة نصف الحاضر وكل المستقبل..
باسم الأمومة نصف المجتمع أناشد كل العالم نشر الإسلام والمحبة والتعايش السلمي لأن العالم وحدة واحدة، وجزئية متكاملة، لا يمكن انفصالها أبداً، ولنرفع دائماً شعار «جهودنا متواصلة من أجل المستقبل المشرق لبراعمنا الصغيرة» والتي تلهمنا على مر الأزمنة.. الأمل.. البراءة.. العطاء..
سمو الشيخة فاطمة بنت مبارك
تم الاحتفال في ليلة الأحد الموافق 18/4/1999م بتكريم سمو الشيخة فاطمة بنت مبارك حرم صاحب السمو رئيس الدولة رئيسة الاتحاد النسائي العام رئيسة جمعية المرأة الظبيانية بمناسبة اختيارها الشخصية الإنسانية للعام 1998م.
وكانت الملكة رانيا العبدالله ملكة الأردن في مقدمة الحاضرات في حفل التكريم.
وقد أهدت سمو الشيخة فاطمة بنت مبارك جائزة الشخصية الإنسانية إلى صاحب السمو الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان رئيس الدولة، وأكدت سموها أن الغرس الطيب الذي تعهدته يدا سموه الكريمتان بالرعاية بدأ يؤتي ثماراً طيبة.
أقيم الاحتفال تحت رعاية حرم الفريق أول سمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم ولي عهد دبي وزير الدفاع سمو الشيخة هند بنت مكتوم بن جمعة آل مكتوم، وذلك في قاعة الملتقى في المركز التجاري.
وأكدت سمو قرينة رئيس الدولة أن مبادئ الإسلام هي أساس حضارتنا الراقية، وأن الأمة العربية والإسلامية تعيش مرحلة تتطلب أن يجتمع العرب والمسلمون على كلمة واحدة.
استحقاق وجدارة
وألقت سمو الشيخة هند بنت مكتوم بن جمعة آل مكتوم حرم الفريق أول سمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم ولي عهد دبي وزير الدفاع كلمة أثنت فيها على الدور الحضاري والريادي لسمو الشيخة فاطمة بنت مبارك في مجال العمل النسائي وتحقيق أعلى معدلات النجاح والتفوق من أجل الطفولة والأمومة ركيزة مجتمعنا الحضاري الأصيل.
وأضافت سموها في كلمتها التي ألقتها نيابة عنها أمينة الطاير حرم سمو الشيخ حشر المكتوم، رئيسة جمعية النهضة النسائية بدبي أن تكريم سمو الأخت سيدة العطاء والبر راعية الأمومة والطفولة جاء عن جدارة واستحقاق.
رائدة العمل النسائي
رحبت مريم عثمان يوسف مديرة مركز راشد لعلاج ورعاية الطفولة بالضيفات ووصفت ليلة التكريم بأنها خالدة واستعادت ما قالته سمو الشيخة فاطمة بنت مبارك في أن المرأة في دولة الإمارات يجب أن تفخر بأنه أصبح لها دور فعال في خدمة الوطن والنهوض به، وقالت إنها رائدة هذا العمل نتيجة المبادرات الحضارية التي قامت بها لتعليم الفتيات والقضاء على الأمية وتقديم أفضل الخدمات اليومية والحياتية للمرأة في الأرياف والمناطق النائية وإحياء التراث الشعبي للوطن وتطوير الصناعات البيئية واليدوية خدمة لقطاع النساء وكفالة الأيتام ومساعدة المعاقين ونشر التثقيف الصحي في أوساط النساء مع التركيز على رفع مستوى الرعاية الصحية للحوامل والأطفال الرضع.
إن إنجازات سمو الشيخة فاطمة الكبيرة ثمرة رؤية سديدة وحكيمة وثاقبة بلورتها وجسدتها سموها في كفاح لا يلين من أجل تحقيق تساوي الفرص بين المرأة والرجل فدخلت المرأة الإماراتية معترك الحياة وتحدت المستحيل وقهرت الصعاب وتبوأت الصدارة بجدارة، لقد حققت المرأة المعجزات في إمارات المحبة والتآخي، والزائر لمدنها يشاهد الصروح الحضارية المتمثلة في الجمعيات النسائية وأندية الفتيات والسيدات ومراكز الطفولة والأمومة والجمعيات الاجتماعية وقد ركزت سموها على النهوض بالمرأة والقطاع النسائي وفق تخطيط علمي مدروس مقتضاه قيام المرأة برسالتها على أكمل وجه في البيت والمدرسة والعمل وكافة المرافق الاجتماعية وأنهت سموها بالقول: إن الاحتفال اليوم نقطة تحول كبيرة وعلامة حضارية على دور المرأة القيادي وأن لها رسالة عظيمة وأشادت بمشروعات مركز راشد.
رجل للإنسانية
حظي سمو الشيخ حمدان بن راشد آل مكتوم نائب حاكم دبي، وزير المالية والصناعة، بتقدير كبير يستحقه، وبامتنان عظيم هو أهل له، وبوفاء جميل صادف موقعه، وتمثل كل ذلك في اختياره الشخصية الإنسانية لعام 2000م من قبل مركز راشد لعلاج ورعاية الطفولة، وقد نال اللقب عن جدارة واستحقاق إذ حصل على نسبة في الترشيحات ضمن الشخصيات القيادية المرشحة بلغت 48% بينما حصلت بقية الشخصيات التي تم ترشيحها مجتمعة على نسبة 52%.
وعليه فإن الاختيار صادف أهله، ووانتفت عنه شبهة المجاملة، فكان الاختيار المناسب للرجل المناسب من واقع ما حصل عليه، أما في إطار الحيثيات التي قادت للاختيار فإن سجلاً ناصعاً من المآثر والإنجازات والعطاء اللامحدود وقف سنداً وعضداً وشاهداً يؤكد صدقية الاختيار وعظمة الرجل.
فالسجل حافل والمجال شامل والعطاء كامل وامكانية الحصر والرصد صعبة. فمواقع العطاء شتى، ومواضع الوفاء حبلى، وأماكن الدعم مختلفة، وأركان الدنيا تشهد وبلاد العالم تؤكد ومواطن الفقراء تحدد.
فقد كان سمو الشيخ حمدان بن راشد آل مكتوم البلسم الشافي لكل الجراح، وكان العطاء الكافي لكل البطاح. وكان البسمة الحانية مع إشراقة كل صباح، وكان النسمة الهادئة في هوج الرياح.
عندما أعلن سمو الشيخ أحمد بن سعيد آل مكتوم رئيس دائرة الطيران المدني، رئيس طيران الإمارات، بوصفه رئيس مجلس إدارة مركز راشد لعلاج ورعاية الطفولة عن اختيار أول شخصية في الألفية الجديدة وهي الشخصية الإنسانية لعام 2000م.. قال: إننا نهدف من هذا الاختيار لتكريم الأوفياء الذين ساهموا في دعم الأعمال الخيرية بآياد بيضاء، وبكل سخاء. وفي صمت ونكران ذات. لا شيء سوى إسعاد البشرية التي تعاني ويلات الفقر والمرضى والبؤس.
وعليه فقد جاء اختيار سمو الشيخ حمدان بن راشد آل مكتوم تقديراً له ولعطائه في كافة المجالات الإنسانية.. فقد كان نصيراً للمعاقين وعوناً للمحتاجين، كان البسمة للطفولة والنسمة للأمومة.. وما قدمه من مشروعات يصب في خانة الإنجازات.. لأن قلبه الكبير كان وراء تقديم الكثير، ولم يسع لكل ذلك سعياً وراء سلطة أو جاه أو شهرة أو مكاسب دنيوية. فهو في موقع السلطة، ويتمتع بالجاه، وشهرته تطبق الآفاق.. والمال نهر جار أمامه يغرف منه كما يشاء. لكنه أراد بماله أن يمنح الحياة والحيوية للآخرين. لقد حرص سمو الشيخ حمدان بن راشد آل مكتوم على تأكيد وتأصيل مبدأ التعايش السلمي من أجل الإنسانية جمعاء، أياً كانت شرائحها من المعاقين أو الأسوياء.
وقد امتدت أيادي سموه بالعطاء لكل المحتاجين داخل الدولة وخارجها، في بقاع إفريقيا وأصقاع آسيا. في مناحي أوروبا وبعض نواحي أمريكا الجنوبية.
شيد المدارس وبنى المساكن وكرم العلماء وثمن جهود الأطباء، وقدم للمرضى الدواء. وأسهم في إسعاد شريحة من التعساء.
فعلى الصعيد الداخلي كانت لسموه مكرمته السخية والمتواصلة في إطار سياسته الحكيمة التي صاغها لإتاحة الفرصة أمام أبنائه المعاقين للمشاركة في مسيرة التنمية والبناء في الدولة. ونتج عن ذلك إيجاد مركز حضاري للتأهيل والتدريب الحضاري في دبي لتمكين المعاقين من الارتقاء بمهاراتهم الفنية وقدراتهم البدنية وتطوير ملكاتهم الفكرية والذهنية، وكان للدعم المتواصل لمشروعات ونشاطات نادي دبي للمعاقين أثره في الارتقاء بالأداء.
وقد رفع سمو الشيخ حمدان بن راشد آل مكتوم بوصفه رئيساً لبلدية دبي شعار «سقف آمن لكل مواطن» فقد أكد حرصه على توفير السكن الصحي اللازم والمناسب لكل مواطن مع التوسع في تشييد المساكن الشعبية للمواطنين، بل أن سموه خطا خطوات أبعد من التوجيهات وأكبر من القرارات حيث وقف بنفسه على أحوال المواطنين في كل موقع.. يستمع لشكواهم ويعرف حجم معاناتهم ويسعى لإزالة كافة العقبات عن طريق حياتهم. وبما يسهل أحوال معيشتهم.
وقد نشر سموه مظلة رعايته داخل الدولة لتشمل الأبناء والبنات والنشء والشباب. فكان دائم الحث لهم على التمسك بأهداب الدين الإسلامي بتعلم القرآن الكريم وتجويده والنهل من مبادئه والحرص على تقاليده باعتبار أن ذلك هو بوابة العطاء والعمل الإنساني الخالص.
إن ما ظل يقدمه سمو الشيخ حمدان بن راشد آل مكتوم من أعمال خير وبر لخدمة الإنسانية باسم هيئة آل مكتوم الخيرية إنما يؤكد بجلاء حرصه على ضرورة ترسيخ مفهوم التكافل الإنساني من منطلق إسلامي.
حيث لا يبتغي من ورائه سوى مرضاة الله وسعياً لنيل حسن الجزاء من الخالق لا الإشادة والثناء من خلقه.
ولكن يبقى السؤال لماذا أختير حمدان بن راشد آل مكتوم. تحديداً ليكون الشخصية الإنسانية لعام 2000م؟ والإجابة ببساطة لأنه نهر العطاء ورمز الوفاء وإشعاع الضياء ونصير الضعفاء والفقراء.
|