الحمد لله والصلاة والسلام على نبيه ورسوله محمد بن عبدالله
انه لشرف كبير ان يكون لي مكان مع زحمة الاقلام التي تتبارى في الاشادة بسلطان الذي تتسامى اليه الاشادة وهو يسمو فوقها بمناقب لم تجمع لكثير سواه فهو سيد السبق في كل ميدان.
ولئن قصرنا الحديث عن سلطان بن عبدالعزيز على مجال الانسانية والاحسان فان شواهد ذلك كثيرة جداً، بل انها اكثر من ان تحصى.
فحصر خصال الحمد في سلطان معجزة
ولكني اعد منها ولا اعددها
فلسموه في اغاثة الملهوف جانب، وله في انتشال الغارقين في الديون جانب وله في اعالة الايتام جانب، وله في ايواء الاسر الفقيرة التي لا تملك مأوى ولا سكناً جانب، وفي كل ميدان من ميادين الجود والخير جانب، وفي مثله قال الشاعر:
يا من على الجود صاغ الله راحته
فليس يحسن غير البذل والجود
عمت عطاياك من في الأرض قاطبة
فأنت والجود مخلوقان من عود
اما عن البذل في سبيل اعادة الابتسامة الى وجوه شحبت بها الامراض وادخال الفرحة الى قلوب قرحتها معاناة المرض وعجز ذووها عن علاجها عن كل ذلك فحدِّث ولا حرج، ناهيك عن الريادة في بناء المستشفيات ومراكز العلاج المختلفة.
ومما يعرفه كاتب هذه السطور شخصياً نماذج اعد منها على سبيل المثال لا الحصر.
1- أسرة زميل لنا فقدته في حادثة أليمة ولم يكن لها عائل بعده الا الله وكانت تضم اطفالاً كثيرين - اولاداً وبناتاً ، ولم يترك لهم لا مالاً ولا مأوى وكانوا يسكنون جنوب المملكة بحكم عمل والدهم وهم من شمالها، فلما نقل الى سموه خبرها وخبر ما اصابها كان لهم بعد الله خير العزاء، فقد امر حفظه الله بأن يشتري لهم من جيبه الخاص مسكناً في المدينة التي يرغبون الاقامة فيها وان ينقلوا بالطائرة اليها واجرى لهم هبة من المال كريمة أعانتهم على تصريف شئونهم علاوة على صرف مرتب التقاعد كاملاً، وقد كان ذلك في زمن لا يقدر فيه اكثر الناس على استئجار السكن المناسب فضلاً عن شرائه، وقد كبر الاولاد وتخرجوا وعملوا ولازالوا يلهجون بالشكر لسموه وبالدعاء الى الله ان يحفظه بعين رعايته.
2- اسرة ضابط آخر فقدت عائلها في حادث سير، وكان اكبر الاولاد لم يتجاوز الثانية عشرة، فلما عرض امرها لسموه الكريم امر ـ حفظه الله ـ بان تشترى لهم عمارة سكنية في المدينة التي يرغبون العيش فيها - يسكنون بعضها ويستثمرون البعض الآخر على حسابه الخاص وقد تم لهم ذلك.
3- قبيلة سعودية تحملت ديات ارتهنت حياتها لسنوات طويلة فلما بلغ سموه امرها تحمل تلك الديات وفك اسر القبيلة فعادت الطمأنينة الى نفوس ابنائها ورفرف السرور على جوانبها وانطلقت في حياتها آمنة مطمئنة.
4- أصيب أحد مواطني بلد شقيق بجلطة شلت جميع قواه ولم يعد يقدر على تحريك شيء من اطراف وكان ذلك اكبر صدمة نفسية وعاطفية حلت به وبأسرته الكبيرة وعندما عرض الامر لسموه الكريم وكان خارج المملكة امر حفظه الله بارسال طائرة الاخلاء الطبي الى بلده ونقله الى مستشفى القوات المسلحة في الرياض وعلاجه، كما امر باركاب اسرته كاملة او من يرغب منها الى الرياض ليكونوا قريبين منه واسكانهم ورعايتهم الى ان يستكمل علاجه وحين عافاه الله واعاد له معظم قدراته التي فقدها بعد ان كان ميؤوساً منها وطلب العودة الى بلاده امر سموه الكريم له ولاسرته بمنح وهدايا فعادوا الى بلدهم بأب معافى وسعادة غامرة ولسان يلهج بالشكر والدعاء.
فكأن موسى قد أعيد لامه
أو ثوب يوسف قد أتى يعقوب
وبهذه السجايا وامثالها تألق سلطان الانسان وتعطر بذكره كل لسان واستعبد القلوب بالاحسان.
كل امرئ يولى الجميل محبب
وكل مكان ينبت العز طيب
فهنيئاً للجائزة انضمامها لموكب الشكر والعرفان لرجل الخير والاحسان وهنيئاً لأمَّة لها في المجد مثل سلطان وهنيئا له ما يشاد له باذن الله من قصور في الجنان.