انطلاقاً من حرص المملكة العربية السعودية على الحفاظ على ثرواتها الطبيعية وتمشياً مع اهداف خطط التنمية في المحافظة على الحياة الفطرية وإنمائها ، فقد اصدر خادم الحرمين الشريفين يحفظه الله تعليماته بإنشاء الهيئة الوطنية لحماية الحياة الفطرية وإنمائها في المملكة حيث صدر الأمر السامي الكريم رقم م/22 وتاريخ 12/9/1406هـ القاضي بإنشائها والأوامر السامية اللاحقة المشكلة لمجلس إدارتها تحت رئاسة صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن عبدالعزيز النائب الثاني لرئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع والطيران والمفتش العام ورئيس اللجنة الوزارية للبيئة وعضوية اصحاب السمو والمعالي والسعادة:
صاحب السمو الملكي الأمير نايف بن عبدالعزيز وزير الداخلية.
صاحب السمو الملكي الامير سلمان بن عبدالعزيز امير منطقة الرياض.
صاحب السمو الملكي الامير خالد الفيصل امير منطقة عسير.
صاحب السمو الملكي الامير سعود الفيصل وزير الخارجية والعضو المنتدب .
صاحب السمو الملكي الأمير تركي بن ناصر بن عبد العزيزالرئيس العام للارصاد وحماية البيئة .
معالي وزير الزراعة .
معالي وزير البترول والثروة المعدنية .
معالي وزير الشئون البلدية والقروية .
معالي رئيس مدينة الملك عبدالعزيز للعلوم والتقنية .
سعادة أمين عام الهيئة الوطنية لحماية الحياة الفطرية وإنمائها .
ومن أجل تحقيق ما نص عليه النظام الأساسي للهيئة فهي تعمل على ما يلي:
- إقامة مناطق محمية ممثلة للنظم البيئية والفيزيوجرافية الطبيعية الرئيسية والفرعية في المملكة، يابستها وبحارها، بحيث تشكل منظومة وطنية متكاملة من المناطق المحمية تكفل المحافظة على الحياة الفطرية في مواطنها الطبيعية.
- إنماء الأنواع النباتية والحيوانية الفطرية النادرة والمهددة بخطر الانقراض تحت الأسر في مراكز أبحاث متخصصة، ومن ثم إعادة توطينها في مناطق محمية مناسبة تقع ضمن نطق انتشارها الطبيعي السابق في المملكة.
- القيام بأبحاث علمية وحقلية مكثفة في مجالات حماية الحياة الفطرية وإنمائها في بيئات المملكة العربية السعودية بحيث تعتمد على النتائج التي توصل إليها الباحثون السابقون في مناطق مشابهة لمناطق المملكة.
- العمل على ترشيد استخدام الموارد الفطرية المتجددة ومنع استنزافها وتشجيع جميع الممارسات والإجراءات التي من شأنها أن تؤدي إلى الحد من تلوث البيئة الطبيعية ومنع تدهورها عن طريق تطبيق أسس التنمية الاقتصادية المستدامة بيئيا.
- بناء الكوادر البشرية الوطنية المتخصصة القادرة على اختيار المناطق المناسبة للحماية وإدارتها وتشغيلها بكفاءة لتحقيق المستهدف من إقامتها ومساهمتها المستقبلية في دعم اقتصاد المملكة على المدى البعيد.
- العمل على رفع مستوى الوعي البيئي لدى المواطنين والمقيمين ومساعدتهم على بناء سلوكيات مصادقة للبيئة واستشعار المسؤولية الشخصية في حماية البيئة الطبيعية والموارد الفطرية في المملكة.
- استصدار النظم واللوائح التي تكفل دعم جهود المحافظة على البيئة الطبيعية والحياة الفطرية في المملكة.
إنشا ء المناطق المحمية لحماية النظم البيئية الرئيسة والفرعية والتنوع الأحيائي
تعنى المناطق المحمية بالمحافظة على التنوع الأحيائي وتسهم في استعادة البيئات الطبيعية وخصائصها التي افتقدت نتيجة الإسراف في استغلال الإنسان لها أو نتيجة تأثرها بأشكال التلوث المختلفة. وتتيح المناطق المحمية فرصا نادرة لاستخدامها كمختبرات طبيعية بكر مفتوحة لكافة الطلاب والدارسين من الجامعات والمعاهد العليا في التخصصات ذات العلاقة للقيام بأبحاثهم ودراساتهم التطبيقية.وتؤدي المناطق المحمية دورها الأساسي في تنمية المجتمعات المحلية من خلال حماية الموارد الطبيعية كالمراعي والغابات والموارد المائية والحيوانات ومضاعفة عائداتها وتعزيز إنتاجياتها بشكل متواصل في المناطق المحمية ومجاوراتها، نظرا لكونها تحد من انجراف التربة وتدهورها ومن مخاطر التصحر. مما يسهم في توفير موارد الرزق لأبناء المجتمعات المحلية بصورة مستدامة تضمن صون الخصائص الثقافية والموروثات الشعبية، وتدعم اقتصاديات الأهالي. ولا يقتصر دور المناطق المحمية في تنمية المجتمعات على الاستفادة المباشرة من المحافظة على الموارد الأحيائية المتاحة بل تعتبر المحميات الطبيعية مناطق للجذب السياحي يمكن أن تسهم في توفير فرص العمل لأبناء هذه المجتمعات. وينشط وجود المناطق المحمية كذلك المحافظة على الحرف اليدوية والصناعات المحلية مما يؤدي إلى توفير الموارد المالية لأبناء هذه المجتمعات وتحسين مستوى معيشتهم بوجه عام وتوفير خدمات أساسية لهم.
وقد بلغ عدد المناطق المحمية المعلنة في المملكة العربية السعودية خمس عشرة منطقة منها ثلاث مناطق بحرية هى: محمية جزر فرسان ومحمية جزر أم القماري ومحمية الجبيل للأحياء البحرية، واثنتا عشرة محمية برية هى: محمية حرة الحرة ومحمية الخنفة ومحمية الطبيق ومحمية محازة الصيد ومحمية الوعول ومحمية عروق بنى معارض ومحمية ريدة ومحمية مجامع الهضب ومحمية التيسية ومحمية الجندلية ومحمية نفود العريق ومحمية سجا /أم الرمث. وتمثل هذه المحميات المعلنة أكثر من 50% من النظم البيئية الرئيسة والفرعية والتنوع الأحيائي في المملكة.
ويجري تشغيل هذه المناطق المحميّة وإدارتها بواسطة جهاز إداري فني يعاونه فريق الجوّالين الذين يقومون بمهمّة المراقبة الأرضية لرصد الأحياء الفطريّة في كل محميّة منها وكذلك منع المخالفات والتّجاوزات ويدعمهم في ذلك فريق المراقبة الجويّة. وهناك ما يزيد على تسعين منطقة أخرى تخطط الهيئة الوطنية لحماية الحياة الفطرية وإنمائها لحمايتها مستقبلاحتى تستكمل برنامج المحافظة على معظم النظم البيئية الفريدة في المملكة.
1 - محميّّة حرة الحرة : محميّّة حرة الحرة هي أولى المحميّات التّي أقيمت بالمملكة، وتقع في الشمال الغربي على
الحدود مع المملكة الأردنيّة الهاشميّة ؛ وتمتد شرق
وادي سرحان. يتألّف سطح المحميّة من هضبة بركانيه تكثر فيها الصّخور البازلتيّة السّوداء اللّون إضافة إلى مجموعة من الجبال والحرّات البركانيّة المنخفضة التّي يتراوح ارتفاعها ما بين 800، 1150 متراً. وتمتاز بتنوّع غطائها النّباتي الذي يتألّف من نباتات معمّرة وحوليّة تكثر عادة في مجاري السّيول وعلى جوانبها. ومن أهم الأشجار فيها الطّرفة والأثل والأرطي والعوسج، كما يوجد بها العديد من الشجيرات والأعشاب الحوليّة. وتتميز المحميّة بكونها موطنا هاماً لتكاثر طيور الحبارى المهددة بالانقراض، كما تشتو فيها الحبارى التي تفد إلى المملكة مهاجرة كل عام ، وتعتبر المحميّة موطناً لنحو 20 نوعاً من الثّدييّات أهمها ظبي الريم الذي تقدر أعداده بأكثر من 2000 ظبيا وظبي الإدمي والوشق والذئب العربي والثعلب الأحمر وثعلب الرمال والقطان البري والرملي وغيرها. ويوجد فيها أيضا الضّبع المخطّط، الأرنب البرّي واليربوع وأنواع كثيرة من القوارض. وتقدر أعداد الحبارى في المحميّة بنحو 700 طيرا. ويوجد بها كذلك العديد من الطّيور المستوطنة والمهاجرة منها القطا والنّسر الذهبي والكروان العسلي وتسعة أنواع من القنابر بالإضافة إلى عدد من الزّواحف. وتهييء المحميّة بيئة مناسبة لإعادة توطين المها العربي والنعام حيث تخطط الهيئة لإعادة توطين أعداد من هذين النوعين فيها قريبا.
2 - محميّّة الخنفة : تقع محميّة الخنفة في شمال المملكة العربية السعودية على الحافة الغربيّة لصحراء النّفود الكبير شمال مدينة تيماء. وتمتاز باحتوائها على تضاريس تتألّف غالبا من الحجر الرملي مع وجود جبال يصل ارتفاعها إلى 1141مترا وتلال وهضاب وأودية وشعاب وخباري ورمال. ومن أهم أشجار المحميّة الطّلح والأرطي والغضى والأثل بالإضافة إلى كثير من الشجيرات والأعشاب والحشائش. أما الحيوانات الموجودة فيها فأهمها ظبي الإدمي مع أعداد قليلة من ظبي الرّيم تقدر بأكثر من 1000 ظبي، بالإضافة إلى الثعالب والأرانب البرية والجرابيع و أنواع من الطّيور المستوطنة والمهاجرة والزّواحف.
3 - محميّّة الطّبيق : تقع محميّة الطّبيق في شمال غرب المملكة على الحدود مع المملكة الأردنيّة الهاشميّة وتبلغ مساحتها 12200 كيلومتراً مربّعا. وتتميز بتضاريسها شديدة الوعورة حيث توجد جبال الطّبيق في الجهة الغربيّة والوسطى ويصل ارتفاعها إلى 1388مترا، بالإضافة إلى الأودية والشّعاب والخباري. وتكثر على السّطح الصّخور الرّسوبيّة الرمليّة والجيريّة، وتوجد بعض المناطق الرمليّة في الجهة الشرقيّة من المحميّة ،توصف المحميّة بفقر غطائها النباتي نتيجة للرعي الجائر وقطع الأشجار الحية فيما عدا الأودية التي تكثر فيها أشجار الطّلح والعوسج وبعض الشجيرات والأعشاب. وقد تم تسجيل وجود 142 نوعاً نباتيّا فيها، منها 12 نوعاً لم تسجل في أي من المحميّات الأخرى. ويعتبر الوعل من أهم حيوانات المحميّة، كما توجد أعداد قليلة من الظباء والذّئب والثّعالب والأرانب البريّة إضافة إلى بعض أنواع الزّواحف والطّيور المستوطنة والمهاجرة وتمثل هذه المحميّات الشمالية الثلاث نموذجا طيبا من نماذج تدرج الحماية حيث يسمح فيها بالاستخدام المرشّد للموارد الطبيعية خاصة رعي الإبل في نحو 88% من مساحتها بينما يمنع هذا النشاط في نحو 12% فقط منها.
4 - محميّّة محازة الصيد : تقع محميّة محازة الصيد في المنطقة الغربيّة من المملكة على مسافة 175 كيلومترا شمال شرق مدينة الطائف. وقد خصصت مختبرا حقليا للأغراض العلمية والبحثية، وأعيد توطين المها العربي فيها لأول مرة بالمملكة عام 1410هـ، كما أعيد فيها توطين ظبي الإدمي والحبارى، بالإضافة إلى تجريب إعادة توطين النعام.
وتعتبر المحميّة من أكبر المحميّات الطبيعية المسيّجة بالعالم إذ يبلغ محيط سياجها 220 كيلومترا وأغلب مساحتها من بيئات السهوب؛ وتضمّ مسيّجات متدرّجة المساحات تستخدم لأقلمة الحيوانات الفطريّة على الحياة البرية الحرة في المحميّة قبل إطلاقها. وتجري فيها الدراسات لتتبع نمو قطعان المها وظباء الريم، كما تراقب فيها سلوكيّات طيور الحبارى والنعام أحمر الرقبة.
يتألّف غطاء المحميّة النباتيّ من حشائش قصيرة تتخلّلها مجموعات متفرّقة من أشجار السّمر والسّرح بالإضافة إلى بعض أنواع النباتات الصّحراويّة مثل الرّمث والعوسج والثّمام. وكانت أولى الأنواع الفطرية التي أطلقت في هذه المحميّة المها العربي، حيث تم إطلاق 17 مهاة في بداية عام 1990م وتبعها إضافة مجموعات أخرى صغيرة. وقد تكاثرت هذه الحيوانات بنجاح خاصة على أثر الازدهار المتزايد للغطاء النباتي بسبب الحماية. ويقدر عدد أفراد المها العربي في المحميّة بنحو 600 رأس. كما أعيد توطين ظباء الرّيم فيها خلال عامي 1990 و 1991م وتقدر أعدادهابنحو 1000رأس، وتقدر طيور الحبارى في المحميّة حاليا بنحو 400طائراً، والنّعام بنحو 25 طائرا. ومن أهم حيوانات المحميّة الثّعلب العربي والثعلب الرّملي والقطّ الرّملي وعدة أنواع من القوارض بالإضافة إلى أنواع مختلفة من الطّيور أهمها النّسر الأصلع والنّسر الأسمر والرّخمة المصريّة وكذلك عدة أنواع من الزّواحف.
5 - محميّّة الوعول : تقع محميّة الوعول في المنطقة الوسطى من المملكة، جنوب الحريق وغرب حوطة بني تميم على مسافة 200 كيلومترا جنوب مدينة الرياض. وهي عبارة عن هضبة كبيرة وعرة ضمن سلسلة جبال طويق، يتخلّلها العديد من الأودية والشّعاب وبعض المناطق الرمليّة. ويصل ارتفاع الحوافّ الغربيّة للجبال إلى 1097مترا. تستهدف محميّة الوعول إقامة أنماط متعددة الحماية، وقد سميت بمحميّة الوعول نظراً لأنها من المناطق الهامة القليلة التي مازالت تحتوي على قطيع متبقي من الوعول الجبلية.
وقد تم تسجيل 263 نوعاً نباتيا في المحميّة، التي يكثر بصورة خاصّة في أوديتها أشجار الطّلح والسّمر والسّلم والسّدر والغضى. كما توجد الشجيرات والأعشاب والحشائش في الأودية الصّغيرة والشّعاب، و تنمو بشكل جيد بعد هطول الأمطار. وقد ساعدت حماية المنطقة على نمو القطيـع الصغير من الوعول الباقية بحالتـها الفطريّة فيها، وسرعان مازاد عدده بعد الحماية ليبلغ أكثر من 600 رأس .ويمكن لزوار المحميّة مشاهدة هذه الوعول من مواقع كثيرة في مجموعات كبيرة. وقد أعيد توطين ظباء الإدمي في المحميّة خلال عام1990م وازدهرت أعدادها أيضاً وتنامت بشكل يلفت انتباه رواد المحميّة في كثير من وديانها وشعابها حيث وصل عددها إلى أكثر من 600ظبي في الوقت الراهن. وبالإضافة إلى ذلك يوجد في المحميّة الوبر بأعداد جيدة وكذلك الثّعالب وعدة أنواع من القوارض والطّيور التّي من أهمها الحجل الرّملي وعدد من الزّواحف.
6 - محميّّة فرسان : تقع محميّة فرسان في الجزء الجنوبي الشرقي من ساحل البحر الأحمر، وتبعد عن سواحل مدينة جيزان بنحو 40 كيلومترا. أنشئت بغرض المحافظة على التنوع الأحيائي الفريد فيها خاصة ظباء فرسان والسلاحف البحرية وعروس البحر، إلى جانب ترشيد استغلال مواردها البحرية.
تضمّ مجموعة جزر فرسان 84 جزيرة أكبرها جزيرة فرسان الكبير والسّقيد وقُماح؛ وهي الجزر الآهلة بالسّكان الذين يعمل غالبيّتهم في صيد الأسماك وزراعة الدّخن والذّرة. وتتألّف جزر فرسان من مسطّحات من الأحجار الجيريّة الشّعابيّة، ويتراوح متوسّط ارتفاعها عن سطح البحر بين 10 و20 متراً وقد يصل إلى 75 متراً. وتسمى هذه المرتفعات محلّيا بالجبال. وهناك عدد من الأودية القصيرة التّي تنتهي إلى البحر. أما السّواحل فمغطاة برمال كلسيّة بيضاء نتجت عن تحطّم الشّعاب المرجانيّة والأصداف البحريّة.
ويتميز الشريط الساحلي باحتوائه على غابات الشورة والقندل الساحلية التي تعتبر موطناً هاما لجذب الطيور المهاجرة علاوة على تكاثر العقاب النّساري وكثير من الطيور البحرية والشّاطئيّة فيها. ومن أهم أنواع الأشجار الموجودة بالمحميّة الطّلح والبلسم والسّدر والأراك. ولعل أهم ما تتميز به المحميّة وجود قطيع طيب من ظبي الإدمي الفرساني المتوطن الذي بلغ تعداده حوالي 2000ظبي. ويوجد أيضا في المحميّـة النّمس أبيض الذّنب وعدد من القوارض. أما الطّيور فتتميز بتنوّعها ووفرتها خاصّة الطّيور المائية والشّاطئيّة والمهاجرة ومن أهمها العقاب النّساري والبجع الرّمادي والنّورس القاتم ومالك الحزين وصقر الغروب والقماري. وتوجد كذلك فيها بعض أنواع الزواحف من العظايا والثّعابين.
7 - محميّّة ريــدة :
تبعد محميّة ريدة حوالي 20 كيلو متراً شمال غرب مدينة أبها، وهي من المحميّات ذات الطبيعة الخاصة. أعلنت المحميّة بغرض المحافظة على الغابات النادرة من أشجار العرعر الغنية بتنوع أحيائها وظواهرها البيئية. ويعتبر جرف ريدة جزءاً من الدّرع العربي الذي يتكوّن بدرجة رئيسية من صخـور ناريّة متحرّكة. والمنطقة عبارة عن منحدرات شديدة تمتاز بكثافة غطائها النباتي وتنوّعه حيث توجد في أعلى الجرف غابات العرعر يليها إلى الأسفل نباتات العتم أو الزيتون البري وعدة أنواع من الصّبار. وتحتوي الشّعاب على نسبة عالية من تنوع الغطاء النباتي وكثافته. وهناك العديد من الرّوافد المائية التّي تنحدر من أعلى الجرف وتصب في شعيب ريدة ،و تعتبر محميّة ريدة موطناً هاماً لنحو 12 نوعا من الطيور المتوطّنة بشبه الجزيرة العربية أهمها الدّراج العربي أحمر السّاق ونقّار الخشب العربي والعقعق العسيري بالإضافة إلى عدة أنواع ذات أصول شرق إفريقيّة مثل أبو مِعْول الرّمادي والسّبد الإفريقي وأبو مطرقة والشّقراق الأثيوبي وآكل النّحل الأخضر الصّغير. ومن المعتقد أن محميّة ريدة، بخواصها الطبيعية وارتفاعها عن مستوى سطح البحر بحوالي 2000 مترا، مازالت تضم أعدادا قليلة متبقية من النمر العربي؛ كما يقطنها الوشق والقط البري والبابون والذّئب العربي والثّعلب والضّبع المخطّط والنّمس أبيض الذّنب والوبر.
8 - محميّّة عروق بني معارض : تقع محميّة عروق بني معارض شمال منطقة نجران عند التقاء الحافة الغربيّة للرّبع الخالي مع الجزء الجنوبي لنهاية سلسلة جبال طويق. تتميز المحميّة بتنوع بيئاتها الطبيعية بين جبال وهضاب جيريّة متقطّعة ووديان وكثبان رملية تعتبر نماذج طبيعيّة هامة لمحميّة ذات أنماط حماية متعددة. تعد المحميّة آخر المواطن في شبه الجـزيرة العربيـة التّي شوهد فيها المها العربي قبيل انقراضه عام 1979م. وإلى جانب ما يذكر عن سابق وجود المها العربي وظبي الإدمي وظبي العفري السعودي والوعل والنّعام العربي وطيور الحبارى فيها فإنّها لا تزال تأوي أنواعا عديدة من الحيوانات منها الأرنب البري والوبروالذّئب والضّبع ا لمخطّط والقطّ الرّمل وثعلب الرّمال وغيرها. ومن طيورها الحبارى والصّرد الرّمادي والقطا والحجل العربي والرّخمة المصريّة والعديد من أنواع القنابر؛ ومن الزّواحف الضّب والورل وغيرها. وتمتاز المحميّة بوجود غطاء نباتي غني جيد يتمثّل في أشجار السّمر والسّرح والغضى والأثموم وأشجار الطّلح والبان والحرمل والطّرف والعشار مع شجيرات وأعشاب متنوّعة. وقد أعيد توطين المها العربي وظباء الرّيم في المحميّة بنجاح في أوائل عام 1995م، في المواقع ذات الطبيعة الخاصة؛ ولوحظ أن أعدادها في ازدياد مضطرد، وحاليا حوالي 600 راس . كماتم كذلك إعادة توطين 100 من ظباء الريم في عام 1995م ويبلغ عددها الان حوالي 1000ظبي
9 - محميّّة التّيسيّة : تقع التّيسيّة شمال شرق امارة منطقة حائل ، ويغلب عليها طبيعة الأودية الضّحلة، وتحوي العديد من الشّعاب. ويتميز سطحها بوجود كثبان رملية وأراضي صخرية ذات تربة طينية. ومن المعتقد وجود طائر الحبارى في المحميّة إلا أنه نادر. والغطاء النباتي فيها جيد حيث يمتاز بوجود أكثر من 50 نوعا أهمها أشجار الطّلح والسدر والشجيرات الأخرى مثل العوسج والعرفج والرّمث. وتقوم الهيئة حاليا بإعادة تأهيل المنطقة واختيار مواقع تضم بيئات الحبارى الطبيعية لتستوعب الأعداد المتزايدة المنتجة منها بالإكثار تحت الأسر في المركز الوطني لأبحاث الحياة الفطرية بالطائف. وعلى الرغم من أن الهيئة تستهدف في المقام الأول إعادة توطين أشكال الحياة الفطرية الأخرى المهددة بالانقراض في هذه المنطقة، إلا أنها تعتبر امتدادا طبيعيا لمسار هجرة هذه الكائنات أثناء حركتها خارج حدود المنطقة المحميّة، مما يستلزم مراقبة حمايتها في هذه المواطن.
10 - محميّّة الجندليّة : تقع هذه المحميّة شرق محمية التيسية بحوالي 150 كلم ضمن منطقة الرّياض والمنطقة
الشّرقيّة؛ وتتميز بغطاء نباتي جيد وتصلح كملاذ للطّيور خاصّة الحبارى. تعتبر الجندليّة امتدادا طبيعىّا لمنطقة التّيسيّة على أحد مسارات هجرة طيور الحبارى. وتوجد بها أشجار السدر وشجيرات العوسج بشكل رئيسي؛ وهي من الشجيرات المفضلة لطيور الحبارى، ويوجد بها أيضا الشّفلّح والخزامى والحنظل وغيرها.
11- محميّّة نفود العريق : تقع هذه المحميّة في وسط المملكة جنوب غرب محافظة الرس وشرق مركز الظاهرية التابع لمحافظة الرس بمنطقة القصيم وتتميز بيئاتها بالسهول الرملية الحصويّة، وبعض الجبال الجرانيتيّة والبازلتيّة. تعتبر المنطقة حمىً قديماً لإبل الصدقة؛ وقد ساهمت عدة عوامل مثل وجود الغطاء النباتي الجيد من العوسج والأرطي والحوليّات ووعورة المنطقة في اختيارها موقعاً لإعادة توطين طيور الحبارى فيها.
12 - محميّّة سجا وأم الرّمث :
تقع هذه المحميّة في وسط غرب المملكة شمال شرقي محميّة محازة الصيد.وجنوب مدينة عفيف وتمتاز بغطاء نباتي جيد ووجود بعض الطّيور النّادرة فيها. وتتباين بيئاتها الطبيعية بين التلال المنخفضة قليلة التموج، والسهول الحصويّة المكشوفة، والأودية التي تسودها نباتات الثّمام وأشجار الطّلح والسمر ونباتات الحنظل والحرمل. وتعتبر منطقتي سجا وأم الرّمث امتدادا طبيعيا لانتشار طيور الحبارى بين محازة الصيد ومواطن تكاثرها الأخرى.
13 - محميّّة جزر أم القماري :
تقع محميّة جزر أم القماري جنوب غربي مدينة القنفذة في البحر الأحمر. تعتبر هذه المحميّة من المواطن الهامة لتكاثر طيور القماري، كما أنها محطة لرسوّ بعض الطيور البحرية الأخرى كالبجع والبلشونات والنوارس. وهي محميّة ذات طبيعة خاصة تتألّف من جزيرتين هما أم القماري البرّانية وأم القمـاري الفوقانيّـة. ويبلـغ مجموع مساحة الجزيرتـين حوالي 182500 متراً مربّعا. وقد سُمّيت بأمّ القماري بسبب كثرة طيور القماري فيها وبصورة خاصّة في موسم الهجرة، ويتكوّن سطح الجزيرتين من أحجار كلسيّة شعابيّة ورمال ساحليّة بيضاء؛ ويبلغ متوسّط ارتفاعها عن سطح البحر ثلاثة أمتار. وهناك غطاء نباتي كثيف وسط الجزيرتين يحوي أنواعا أهمها أشجار الأراك والسّواد والصّبار والثّندة والرّغل. ويوجد على سواحلها، إضافة إلى طيور القماري المهاجرة والمقيمة، أنواع كثيرة من الطّيور البحريّة والطّيور الشاطئيّة مثل العقاب النّساري ومالك الحزين والبلشون الأبيض. أما الحياة البحرية فتمتاز بتنوع هائل من الشّعاب المرجانيّة والحيوانات اللاّفقّاريّة البحريّة. وتمتاز الشّعاب المرجانيّة بجزيرة أم القماري البرّانية بكونها في حالة أحيائية جيدة لم تتأثر بعوامل التدمير فضلا عن كونها متنوّعة ممّا يجعلها متميّزة للدّراسة والبحث العلمي.
14 - محميّّة مجامع الهضب : تقع المحميّة شمال غربي وادي الدّواسر على بعد 80 كيلومترا شرق مدينة رنْية. تتميّز بوجود جبال بركانيّة داكنة ذات قبب ملساء محدّبة وسهول صحراويّة رمليّة إلى جانب وجود كثير من القباب الجرانيتيّة المتقشّرة ذات الألوان الباهتة والجبال البازلتيّة، وكذلك العديد من الأودية. وقد سجل بالمحميّة 48 نوعاً نباتيّا ووجد أنها تحتوي على مجموعات كبيرة من أشجار السمر والطّلح والسدر بصفة رئيسية. يمنع فيها الصيد والاحتطاب بينما تدرس الهيئة سبل تنظيم الرعي في بعض أجزائها. ومن المؤمل إعادة توطين ظبي الإدمي والنعام والوعول فيها.
15 - محميّة الجبيل للأحياء البحرية : تقع محميّّة الجبيل للأحياء البحريّة شمال مدينة الجبيل الصّناعيّة، على امتداد الشاطيء الغربيّ للخليج العربي، من جزيرة أبو علي جنوبا وحتى رأس الزّور شمالا. وتتضمن الخلجان الساحلية لدوحة الدفيء ودوحة المسلّميّة وجزر الباطنــة وأبو على الشاطئيّة والمياه المحيطة بها، بالإضافة إلى جزر حرقوص وكاران وكرين وجانا والجريّد. أنشئت هذه المحميّة بالتعاون مع المجموعة الأوروبيّة بغرض إعادة تأهيل الحياة الفطرية والمواطن الطبيعية البحرية الفريدة للخليج العربي، وتتميّز المحميّة بوجود بيئات طبيعية متنوعة تحوي أنواعا متباينة من الأحياء الفطريّة. ففي البيئة البرية يوجد الثّعلب الأحمر وابن آوى وعدد من القوارض والعديد من الطّيور وبعض العظايا والثّعابين. ويوجد في البيئات الشاطئيّة والجزر طيور النّحام وأنواع من الدّريجة والنّوارس والخرشنة والبط والبلشونات والغاق السّوقطري. أما البيئات المائية القريبة من الشاطيء فتوجد فيها أنواع عديدة من الحيـوانات اللاّفقّاريّة كالقواقع والسّرطانـات وأنواع مختلفة من اسماك الشّعاب المرجانيّة وأشجار الشّورة. وأما في البيئات المائية البعيدة عن الشاطيء توجد أنواع مختلفه من الأسماك وأسماك القرش والثّعابين المائية والسّلاحف البحريّة وأربعة أنواع من الدّلافين وحوت برَيْدي النادر.
وتفد إلى المحميّة أنواع هامة عالميا من الطيور المائية المهاجرة خلال موسم الشتاء من كل عام إضافة إلى الطيور البحرية التي تتكاثر هناك. كما تعتبر الجزر المشمولة بالحماية موطنا هاما لتكاثر السلاحف البحرية.
حماية الموارد الوراثية من الأنواع الفطرية المحلية المهددة بالانقراض
أنشأت الهيئة ثلاث مراكز أبحاث متخصصة، تقوم على رعاية وإكثار الحيوانات المهددة بالانقراض، وهى : المركز الوطني لأبحاث الحياة الفطرية بالطائف ومركز الملك خالد لأبحاث الحياة الفطرية بالثمامة ومركز الأمير محمد السديري لأبحاث الغزال بالقصيم. وتستخدم هذه المراكز أحدث التقنيات في الإكثار والإنماء تحت الأسر فضلا عن ما استحدثته من بعضها وكان لها فيه السبق. وقد أجريت في المراكز العديد من الأبحاث العلمية الحيوانية والنباتية إضافة إلى المسوحات البيئية التي قامت بها في جميع أنحاء المملكة بهدف تقويم الموارد الأحيائية لمناطق الدراسة والمخاطر التي تهددها ومن ثم تحديد احتياجات وأولويات المحافظة عليها، ومنها برامج إعادة التأهيل والتوطين.
إعادة توطين الأنواع الفطرية المحلية: أعدت الهيئة قوائم تصنيفية لأنواع الحيوانات الثديية والطيور والزواحف وغيرها التي تكوّن المجموعة الحيوانية الفطرية للمملكة. وكانت أهم الأنواع المهددة بالانقراض التي شملتها الهيئة بالعناية في مراكز أبحاثها أو في المحميات الطبيعية هى المها العربي وغزال الإدمي وغزال إدمي فرسان وغزال الريم والوعول والنمر العربي والوشق والحبارى والحبارى العربية والنعام والطيور الجارحة. أما أهم الأحياء البحرية النادرة التي شملتها الهيئة بالعناية في البيئات الطبيعية فأهمها عروس البحر (الأطوم) والحيتان والدلافين والطيور والسلاحف البحرية والشعاب المرجانية. وقد أعادت الهيئة توطين المها العربي وغزال الريم والنعام والحبارى في محمية محازة الصيد وغزال الإدمي في محمية الوعول والمها العربي وغزال الريم وغزال الإدمي في محمية عروق بني معارض. ويجرى التخطيط لإطلاق المزيد من هذه الأحياء في المناطق المحمية الأخرى الملائمة.وباعتبار أن النباتات تشكل القاعدة الأساسية لشبكة الحياة الغذائية في النظم البيئية فقد اهتمت الهيئة بدراسة الغطاء النباتي والمجموعة النباتية الفطرية في المملكة وقامت بتحديد الأنواع الرئيسة فيها وعمل استراتيجيات المحافظة عليها. وكذلك قامت بتحديد أولى لأهم الأنواع النباتية المهددة بخطر الانقراض وسبل إنقاذها. ومن أهم هذه الأنواع العرعر الجبلي واللبخ والشورة والقندل، التي تشكل غابات المانجروف البحرية ذات الأهمية البيئية القصوى، وأنواع الطلح والغضى وغيرها.
المحافظة على التنوع الأحيائي
من خلال منظومة المناطق المحمية
تقوم المناطق المحمية المنتشرة في ربوع المملكة بالمحافظة على التنوع الأحيائي وتسهم في استعادة البيئات الطبيعية لخصائصها التي فقدتها نتيجة الإسراف في استغلال الإنسان لها أو نتيجة تأثرها بأشكال التلوث المختلفة. ويقوم على تشغيل تلك المناطق مسئولوا المراقبة الأرضية التي تضم شبكة متكاملة من فرق الجوالين المدعمة بالسيارات رباعية الدفع القوية وكافة تسهيلات الاتصالات اللاسلكية المرتبطة بقوة أخرى من المراقبة الجوية تستخدم الطائرات الصغيرة. ويذكر أن المحميات الحالية تشغل فقط 4% من المساحة الكلية للمملكة. والأمل معقود على استكمال إعلان الحماية على المناطق المحمية المقترحة في منظومة المناطق المحمية لاستكمال تحقيق أهداف الحماية. ويتم اختيار المناطق المحمية بعد دراسات تفصيلية دقيقة تشمل مكوناتها الأحيائية ومدى قابليتها للتدهور والظواهر الطبيعية أو العلمية الفريدة بها وإمكانيات التنمية فيها وغيرها من الاعتبارات البيئية والاجتماعية والاقتصادية. وعلى أساس هذه المعلومات التي جمعتها فرق الأبحاث الحقلية بالهيئة تم اقتراح منظومة من المناطق المحمية البرية والبحرية وقد حققت المحميات المعلنة حتى الآن كثيرا من أهدافها خصوصا فيما يتعلق بإنماء عشائر ومجتمعات الحياة الفطرية النباتية والحيوانية والمحافظة على النظم البيئية والتنوع الأحيائي.
سن النظم واللوائح التنفيذية
لحماية واستغلال الحياة الفطرية
ساهمت الهيئة في وضع المقترحات المناسبة لسن نظم ولوائح حماية الكائنات الفطرية وفقا لواقعها وحاجاتها. ولعل من أهم النظم المطبقة في الوقت الراهن: نظام المناطق المحمية للحياة الفطرية الذي يحدد إجراءات الحماية ونظام (صيد الطيور والحيوانات البرية) الذي ينظم استغلال الكائنات الفطرية فيما يعرف بموسم الصيد، وتصدر وزارة الداخلية بالتنسيق مع الهيئة بيانا لتنظيم الصيد كل عام، ونظام «الاتجار في الكائنات الفطرية المهددة بالانقراض ومنتجاتها» الذي ينظم تداول الحياة الفطرية. ثم واصلت الهيئة جهودها لكي تجعل من مواد تلك الأنظمة واقعا ملموسا يتحسسه أفراد المجتمع حتى تبقى مسؤولية الأفراد واضحة في المحافظة على مكتسبات الوطن. ويساهم نظام «الغابات والمراعي» الذي تراقب تنفيذه وزارة الزراعة في حماية الموارد الرعوية الهامة للحياة الفطرية والمستأنسة على السواء، وينص النظام على منع قطع الأشجار والشجيرات أو إتلاف الغطاء النباتي. ويسهم أيضا نظام «صيد واستثمار وحماية الثروات المائية الحية» في المحافظة على الموارد المائية من خلال تطبيق معايير ومقاييس محددة لتنظيم عملية الاستغلال ومنع الإفراط في استخدام هذه الموارد . وتعد عملية تقنين الاتجار في الحياة الفطرية ذات أهمية قصوى من زاويتين، الأولى: المحافظة على الأنواع المهددة بالانقراض، والثانية: التحكم في عملية جلب الأنواع الدخيلة من الأحياء الفطرية التي قد يسبب انتشارها غزوا أحيائيا وعواقب وخيمة على الأنواع المتوطنة
بالبيئة المحلية. ووفقا لالتزام المملكة الدولي، فإن الهيئة تطبق إجراءات اتفاقية «سايتس» الدولية الخاصة بتنظيم التجارة الدولية في الأنواع المهددة بالانقراض من مجموعات الحيوان والنبات، بموجب المرسوم الملكي الكريم رقم م/9 وتاريخ 6/3/1421هـ. وعليه تصدر الهيئة تراخيص استيراد وتصدير الأنواع الفطرية ومنتجاتها. كما تقوم بوضع الضوابط والمواصفات اللازمة لحفظ الكائنات الفطرية تحت الأسر، وتقدم الهيئة المشورة والنصيحة فيما يتعلق بالأنواع الفطرية التي يتم استغلالها اقتصاديا والإجراءات المتبعة في ذلك.
الإدارة المثلى للأنواع الفطرية
بدأت الهيئة في توسيع دائرة أنشطتها لخدمة البيئة المحلية بفضل النجاحات التي حققتها في إدارة الحياة الفطرية تحت ظروف الأسر. شملت أهم الخدمات الاستشارية الفنية التي قدمتها الهيئة من خلال طاقاتها في مراكز أبحاث الحياة الفطرية: تقديم المشورة للمهتمين باقتناء الأحياء الفطرية فيما يتعلق بالأنواع والتصنيف والرعاية البيطرية، والتغذية وتشخيص الأمراض والعلاج وتصميم وتنفيذ الإنشاءات المطلوبة لإيواء الحيوانات الفطرية وأساليب إدارتها ورعايتها اليومية.
المحافظة على الاتزان الطبيعي للأنواع الفطرية
سعت الهيئة إلى التعرف على مشاكل التوازن البيئي أملا في التوصل إلى علاجات ناجعة لها بحول الله. شكلت ظاهرة تزايد أعداد قرود البابون اضطرابا في الاتزان البيئي بين الكائنات يمثل خطرا كبيرا على البيئة بشكل عام وتهديدا لممتلكات المواطنين بشكل خاص في المنطقة الجنوبية الغربية. لذلك أعطت الهيئة أولوية قصوى لدراسة انتشارها وأعدادها والمجموعات المتطفلة منها وسلوكها لفهم أبعاد أهميتها البيئية. وقد تناولت الدراسة الجوانب البيئية والأحيائية لقرد الرباح وآثار تطفله على الإنسان في مواقع وجوده بالمملكة بما في ذلك العوامل المؤدية لازدياد ظاهرة التطفل ونشاط القرود العام وسلوكها الفردي والجماعي في التغذية والتناسل والحركة.وتشير الدراسة إلى الرعي الجائر، الذي أدى إلى تقليص مواطنها الطبيعية، كأحد عوامل تحول القردة من الغذاء الطبيعي إلى حياة التطفل على الإنسان، فضلا عن قلة الأعداد المتوفرة من أعدائها الطبيعية من المفترسات خاصة النمر العربي الذي تهتم الهيئة في الوقت الراهن بدراسة انتشاره الطبيعي والعوامل التي أدت إلى تهديد بقائه وسبل إكثاره تحت الأسر باستخدام أحدث تقنيات الإنماء بالتعاون مع دولة الإمارات العربية المتحدة وسلطنة عمان والجمهورية العربية اليمنية. ولاشك في أن توفير الغذاء لهذه القردة بواسطة الإنسان، سواء على هيئة النفايات أو على الغذاء المقدم إليها، من العوامل الهامة التي تسببت في ذلك التحول. وقد اختلفت حركة القرود تبعا لمستوى التغذية المتوافرة لها على مدار فصول السنة. كما وجد أيضا أن سلوك أفراد قرود الرباح يتأثر بتلك التغذية فيما يتعلق بفترات النشاط والراحة وقد أسهمت توعية الجمهور بعدم تقديم الغذاء للرباح في تقليل اعتمادها على الإنسان وزيادة اعتمادها على الطبيعة وتم وضع عدد من الحلول والمقترحات التي تحد من هذه الظاهرة. وتبين أن عملية إجراء تعقيم الذكور والتخلص من بعض المجموعات قد يساعد في الحد من هذه الظاهرة إلا أنها تحتاج إلى اعتمادات مالية كبيرة للتنفيذ. وقد قامت الهيئة بتكثيف حملات التوعية البيئية للمواطنين وزوار المناطق المتضررة وإرشادهم لعدم تقديم الأطعمة للقرود وطرق التخلص الآمن من النفايات والقمامة.
إعادة تأهيل البيئات الطبيعية وإنقاذ الأشجار المتوطنة
في هذا الإطار قامت الهيئة بالعديد من البرامج التأهيلية لعدد من المواقع والبيئات الطبيعية التي لحق بها التدهور سواء أكانت بحرية أم برية. ففي البيئات البحرية قامت الهيئة بعدة تجارب ناجحة لاستزراع محار البوصر والشعاب المرجانية وذلك بنقل نماذج منها من مواقع مزدهرة إلى مواقع متدهورة حول جزر فرسان في البحر الأحمر وكذلك في الخليج العربي وتحتاج هذه التجارب إلى فترات طويلة نسبيا من الوقت لتؤتي ثمارها. ونظرا لكون الغطاء النباتي هو القاعدة الأساسية في الهرم الغذائي فقد قامت الهيئة بالعديد من المشروعات التي تهدف إلى حماية الغطاء النباتي إضافة إلى إعادة تأهيل الأنواع المتدهورة مرة أخرى، وذلك من خلال عمليات تشجير المواقع الملائمة داخل المناطق المحمية. كان من أبرز تلك المشروعات إعادة تأهيل غابات أشجار الشورة والقندل في منطقة خور فرسان نظرا لأهميتها الاقتصادية والاجتماعية للأهالي بعد أن تدهورت إثر إقامة جسر ترابي حال بين وصول مياه البحر. وهذه الغابات مما أدى إلى موت أشجارها وفقدها لدورها الانمائي الهام في البيئة البحرية.
وبعد دراسة علمية للموقع المتدهور قامت الهيئة بالتعاون مع بلدية فرسان بفتح الجسر الترابي للسماح لمياه البحر بالمرور إلى الخور واستعادة الحياة مرة أخرى في المنطقة لأهميتها لتكاثر الأسماك والأنواع البحرية والبرية الأخرى. ثم تبع ذلك عمليات استزراع أشجار الشورة بمشاركة المواطنين وطلاب وكشافة مدارس فرسان. وتم غرس آلاف الشتلات بخور فرسان وفي باقي الجزيرة إضافة إلى مواقع متدهورة أخرى بالخليج العربي ومواقع تنتشر على كورنيش جدة الشمالي والجنوبي وسواحل جيزان. وقد تمكنت الهيئة بالتعاون مع هيئة تطوير وتعمير جبل فيفا من إنقاذ مجموعة أشجار اللبخ القاري الورق العملاقة من الانقراض حيث تم استنبات آلاف الشتلات التي وُزعت على عدد من الجهات الحكومية والمواطنين بغرض غرسها والإسهام في الحفاظ عليها. كما تم أيضا استزراع مساحة صغيرة من أشجار الآثاب كنواة لإنشاء غابة منها في محمية الوعول. وفي المنطقة الجنوبية الغربية قامت الهيئة بالتعاون مع عدد من الجامعات السعودية والمتخصصين الدوليين بدراسة ظاهرة الموت القمي لأشجار العرعر وتحديد مسبباتها. وقد بدأت الهيئة في إقامة محطة تجريبية بمحمية ريدة لاستنبات العرعر قامت بإنتاج عدد كبير من شتلات أشجار العرعر التي غرست في المنطقة لتجديد غاباتها. كما قامت الهيئة بإنتاج عدد كبير من شتلات الأشجار والشجيرات وغرسها في بعض المناطق المحمية والمناطق الطبيعية الأخرى. بلغ إجمالي الشتلات المنتجة من تلك النباتات أكثر من خمسين ألف شتلة. اشتملت الأنواع على القطف والبطم البري والطلح والآثاب واللبخ والأثل والمسكيت المحلي والارطي والرتم والرمث والسمح والشبرم والضمران والسواس والخزامى والغاف.
تدريب الكوادر الوطنية
حرصت الهيئة منذ إنشائها على الاهتمام بالطاقات البشرية الوطنية باعتبارها قوةالدفع الحقيقية لمسيرة العمل. فقد عززت قدرات الوظائف المحدودة المتاحة لها برفع كفاءة منسوبيها من خلال برامج تدريب مستمرة في الداخل والخارج، إضافة إلى البعثات العلمية وحضور المؤتمرات والندوات العلمية كسبا لمزيد من العلم والخبرة. وقد أنشأت الهيئة بالتعاون مع برنامج الأمم المتحدة الإنمائي مركز التدريب للمحافظة على الموارد الطبيعية وحمايتها وتنميتها في المملكة ودول المنطقة العربية كلها.
التخطيط البيئي السليم للمشروعات التنموية
نظرا لتسارع عجلات التوسع الصناعي والعمراني كان التخطيط البيئي من الضروريات التي اهتمت بها الهيئة، مثلما صارت بؤرة اهتمام للمواطن. لذلك قامت الهيئة بالتعاون مع الجهات المعنية مثل الجامعات السعودية والهيئة العليا لتطوير مدينة الرياض بدراسات مشتركة لتطوير منطقة الحائر التي تعد من الأراضي الرطبة الهامة للطيور المهاجرة فضلا عن اجتذابها لكثير من المواطنين والمقيمين للنزهة. شاركت الهيئة كذلك مع جامعة الملك عبدالعزيز في عمل دراسة للتخطيط البيئي لمنطقة الهدا والشفا وأيضا دراسة لمنطقة جبال أجا ومشار بإمارة حائل. وكذلك نسقت الهيئة مع الجهات المعنية ذات العلاقة للحد من تأثير الكسارات والخلاطات التي تعمل في مناطق حساسة بيئيا. شاركت الهيئة أيضا في إعداد دراسات اجتماعية واقتصادية لمحمية فرسان بالتعاون مع جامعة الملك سعود إسهاما في تطبيق الاستثمار المرشد للموارد الأحيائية المتاحة. وتعمل الهيئة بتعاون وثيق مع الهيئة العليا للسياحة لضمان تنفيذ برامج السياحة البيئية في المملكة بما يحافظ على مواردها الفطرية وبيئاتها الطبيعية ويحقق استثمار المناطق المحمية في السياحة لتدر دخلا يدعم جهود المحافظة ويعود على أهالي المنطقة بالخير والرفاه.
تشجيع الأعمال التطوعية
والجهود الذاتية ومشاركة المواطنين
أنجزت الهيئة العديد من مشروعاتها بالتعاون المثمر مع الجهات ذات العلاقة. فقد أقامت أواصر تعاون ومذكرات تفاهم مع عدد من الجامعات السعودية وأجهزة وزارات الدفاع والطيران والداخلية والإعلام والزراعة والمياه والمعارف وشركة أرامكو السعودية والقطاع الأهلي والمواطنين. شجعت الهيئة على مدار السنوات الماضية البرامج التطوعية والجهود الذاتية الداعمة لأنشطتها. وكان أبرزها: تكوين لجان اتصال من المواطنين في المناطق المحمية تشارك في وضع وتنفيذ خططها الإدارية والتشغيلية، ومشاركات الطلاب في مشروعات التشجير، ومشاركات مواطنين ومقيمين في أعمال مركز إنقاذ ومعالجة الحياة الفطرية المتأثرة بالتلوث النفطي في الخليج العربي، ومشاركات بعض العلماء من الجامعات السعودية في إجراء الأبحاث العلمية ثم مساهمات الأفراد والمؤسسات من خلال مسابقة الأمير سلطان بن عبدالعزيز لخدمة البيئة وصندوق دعم الحياة الفطرية حيث فتحت المجال لكل من يرى في طاقته العون لأنشطة الهيئة أن يشارك في دعم أي من البرامج القائمة أو المستقبلية أو دعم الحياة الفطرية بوجه عام. وكانت الهيئة قد نظمت بالتعاون مع الخبراء والمتخصصين في الجهات الأخرى ذات العلاقة مثل الرئاسة العامةللارصاد وحماية البيئة وجامعة الملك فهد للبترول والمعادن وجامعة الملك عبدالعزيز والهيئة الملكية للجبيل وينبع وشركة أرامكو السعودية حملات لتنظيف الشواطئ والجزر السعودية في الخليج العربي على أثر تعرض مياهه للتلوث النفطي أثناء حرب تحرير الكويت. وما زالت الدراسات التقويمية لحالة التنوع الأحيائي قائمة بالتنسيق مع بعض الجهات العلمية الوطنية والعالمية. وقد شملت أنشطة الهيئة برامج تنظيف البيئة الطبيعية من التلوث بالنفايات الصلبة العديد من الأنشطة التي شارك فيها منسوبوا الهيئة والمواطنون من طلاب ومدرسين وغيرهم لتجميع النفايات الصلبة خاصة البلاستيكية منها في كثير من المواقع الداخلية وعلى شواطئ الجزر والمياه الساحلية حيث حققت مردودا بيئيا وتوعويا جيدا.
الأنشطة التعليمية والتثقيفية
وفرت الهيئة منشآت خصصتها لعامة المواطنين والجهات التعليمية المتعاونة معها في مجالات التربية والتعليم البيئي من أهمها مركز الزوار للتوعية البيئية بمقر الهيئة بالرياض، وفي محمية الجبيل للأحياء البحرية بالمنطقة الشرقية، والمركز الوطني لأبحاث الحياة الفطرية بالطائف ومركز الملك خالد لأبحاث الحياة الفطرية بالثمامة ومركز الأمير محمد السديري لأبحاث الغزال بالقصيم والمناطق المحمية في ربوع البلاد. وقد أنشأت الهيئة مركزا للمعلومات يضم مكتبة وطنية وقواعد معلومات تؤدي دورا حيويا في حفظ التراث الفكري في الوقت الذي يستفيد منه العديد من الباحثين والدارسين على مستوى المملكةوقد ساهمت الهيئة في نشر الوعي البيئي لدى المواطنين بإصدار زخم هائل من الكتب والكتيبات والمطويات والملصقات الجدارية إضافة إلى مجلة (الوضيحي)، وبإنتاج سلسلتي الأفلام العلمية المتخصصة (الإنسان والطبيعة والمناطق المحمية) والبرامج التليفزيونية (قافلة الحياة الفطرية وعالمنا الفطري) وغيرها من البرامج والأفلام والمسابقات التليفزيونية المتنوعة وبإقامة المعارض وبالمشاركة في المهرجانات المحلية والوطنيةتخدم جميع الأنشطة التوعوية التي قامت بها الهيئة توجيه السلوك العام للمحافظة على العمليات الأحيائية الطبيعية والإقلال من مصادر التلوث وتوضيح سبل تفاديها والسيطرة عليها. وقد استفاد على مدار السنوات الماضية عشرات الألوف من الطلاب في المراحل التعليمية المختلفة من الخدمات التعليمية والتثقيفية التي وفرتها الهيئة.ولا شك أن مردود ذلك كان كبيرا من خلال ما لاحظته الهيئة من المشاركات التطوعية المتزايدة لخدمة البيئة خاصة من قبل الجهات التعليمية .
|