فكرة انشاء المركزواختيار المنطقة الشرقية مقراً له
تعود فكرة انشاء المركز إلى اهتمام صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن عبد العزيز النائب الثاني لرئيس مجلس الوزراء، وزير الدفاع والطيران والمفتش العام وحرصه على دعم مسيرة تطور المجتمع السعودي حيث أمر حفظه الله بانشاء مركز مماثل لمستوى المراكز العلمية العالمية واختار سموه حفظه الله مدينة الخبر مقراً لانشاء المركز لما تتمتع به من موقع استراتيجي حيث تعتبر نافذة رئيسية للمملكة تطل على الخليج العربي ومن خلالها سيقوم المركز بخدمة أبناء المملكة بشكل خاص وأبناء دول الخليج العربي بشكل عام.
الأهداف الرئيسية للمركز والخدمات التي سيقدمها
أهداف المركز الرئيسية هي تبسيط الأفكار والمواضيع العلمية وتطبيقاتها المعقدة التي نشاهدها يومياً وجعلها ممتعة وشيقة للجميع. حيث يسعى المركز من خلال المعروضات العلمية والأنشطة الثقافية إلى توسيع الأفق العلمي للزوار وتنمية حب الاستطلاع والاستكشاف لديهم خصوصاً في المجالات العلمية لمختلف الأعمار. أما بالنسبة للخدمات الجديدة التي سيقدمها المركز فهي تتمثل في منهجية الطرح للمواضيع العلمية عن طريق أسلوب التعليم بالترفيه وكذلك التعليم بالتجربة والمشاهدة من خلال مرافق وتجهيزات المركز الحديثة.
المرافق الرئيسية للمركز
يحتوي المركز على سبع قاعات عرض رئيسية تتناول مواضيع في مختلف مجالات العلوم والتقنية تم اختيارها بحرص لتعزز المواضيع المقررة في مناهج التعليم بالمملكة أي أنها مرتبطة ارتباطاً وثيقاً بها اضافة إلى أنه يتم عرضها بأسلوب علمي شيق، والمواضيع الرئيسية التي تم اختيارها هي:
قاعة الأرض والفضاء
هذه القاعة تتيح امكانيات استكشاف جمال الكون وما أودع الله تعالى فيه من أسرار وقوانين العلاقات المترابطة بين النواحي الجمالية والمالية للعالم على الأرض وما حولها وتقدم معلومات عن بعض القوى الكونية وكيفية تأثيرها على تكوينات الأرض والكواكب.
وتوفر هذه القاعة المعرفة عن التقنيات المستخدمة لاستكشاف هذه الظواهر وشرح عجائب الكون بأساليب تنمي أسلوب التفكر والتأمل لدى الانسان. وتتضمن القاعة معروضات عن استكشاف الكون، الطاقة الشمسية، الكواكب وتعلم المزيد من المعلومات عن العلاقات المكونة لها ورؤية الأرض من مواقع مختلفة من الفضاء.
وتوفر هذه القاعة استخدامات التقنية لاستكشاف الأرض والفضاء من خلال شرح لمحطات فضاء عالمية ونماذج مجسمة وتقنيات أخرى تعطي الزائر معلومات من خلال معايشته لرحلة فضائية. من محتويات هذه القاعة مشاهدات عن القمر، تكوين وحركة الأرض، غرفة الطقس، مجسم لتلسكوب هابل.
قاعة الكائنات الحية
هذه القاعة تتيح امكانيات استكشاف المواضيع الرئيسية المتعلقة بحياة الإنسان والكائنات الحية التي تعيش حولنا، حيث يتم شرح الأجهزة التي تعمل في جسم الإنسان وطرق المحافظة عليها للحصول على الصحة الكاملة. كذلك عرض معلومات عن حياة النباتات والحيوانات التي كيفت نفسها للعيش في مختلف مناطق المملكة العربية السعودية، ومن محتويات هذه القاعة بعض أنواع النباتات والحيوانات التي تعيش في البيئة المحلية وبعض المجسمات التي تشرح وظائف أعضاء وأجهزة جسم الإنسان.
قاعة البحار
تعرض هذه القاعة نماذج من الحياة البحرية في المملكة العربية السعودية الغنية بأحيائها في كل من الخليج العربي والبحر الأحمر في بيئاتها المتنوعة. يشاهد الزائر في هذه القاعة تكيف النباتات والحيوانات للحياة في هذه البيئة من الشعب المرجانية والنباتات البحرية ومناطق المد والجزر. كما يتعرف الزائر على مقارنة بين الحياة البحرية في البحر الأحمر والخليج العربي وكيفية العناية بالبحار، تشتمل محتويات هذه القاعة على حوض رئيسي بقطر 7م وارتفاع 4م وعلى أحواض أحياء بحرية أخرى ومعروضات عن النباتات المائية.
قاعة العلوم
يشاهد الزائر في هذه القاعة الظواهر الخارقة في عالم الطبيعة من خلال دراسة علوم الفيزياء والكيمياء ومن خلال شرح مواضيع الطاقة والحركة والقوى الكامنة للطبيعة. وتوفر هذه القاعة اكتشاف الظواهر في عالم الطبيعة بالتحليل العلمي من خلال التمعن في قوانين الطبيعة. استكشاف بعض المبادئ العملية الرئيسية بطرق شيقة في الفيزياء والرياضيات. يتعرف الزائر في هذه القاعة على كيفية اجراء بعض التجارب العلمية وكيفية توقع النتائج. تتضمن هذه القاعة معروضات علمية عن المغناطيس والكهرباء، تقنيات الطاقة الذرية، الليزر، الموجات الصوتية وقوانين الحركة.
قاعة التقنية
هذه القاعة توفر معلومات ومعروضات عن العلوم ودورها في اكتشافات التقنية وكيف نستخدم هذه التقنيات في تطور حياتنا اليومية وعن المستقبل المشرق للتقنية وتطورها في المملكة العربية السعودية. كما تعرض القاعة التحديات التقنية والبيئية التي ستواجهها المملكة العربية السعودية في المستقبل وكيف ستساعدنا العلوم؟ وكيف نتجاوب مع هذه التحديات؟ وسيشاهد الأطفال مجالات العلوم المتاحة أمامهم لتعلمها. وتعرض القاعة التقنيات المستخدمة حالياً في المملكة العربية السعودية وكيف تتناول التحديات في مجالات تحلية المياه والزراعة، صناعة البتروكيماويات، صناعة المعلومات، النقل، الرجل الآلي، الانشاءات وتحولات الطاقة، تشمل القاعة أيضاً معروضات عن معمل انتاج الطاقة، تقنيات الاستشعار، ومسرح للعرض.
قاعة الاستكشاف
توفر هذه القاعة جو المرح والاكتشاف للأطفال من سن 4-8 سنوات وسط أجواء آمنة حيث تم توفير بيئات مثيرة في تركيبات مألوفة تشجع حسب الاستطلاع لدى الأطفال وتجاوبهم من خلال تعلم الاستكشاف في هذا العالم المصطنع ويمكن لذويهم الاشراف أو المشاركة معهم في هذه القاعة. يمكن لكل طفل في هذه القاعة من استكشاف قدراته وامكانياته وارضاء حب الاستطلاع لديه والمرح والتفاعل مع الآخرين واجراء الاكتشافات لوحده أو بالمشاركة مع الآخرين. تعرض في هذه القاعة معروضات عن الزواحف والحيوانات الصحراوية، طائرات رش المياه، ألعاب مجسمة، مرايا الألعاب وأحواض مياه.
القاعة التعريفية
تعطي هذه القاعة تعريفاً للزائر عن مؤسسة سلطان بن عبد العزيز آل سعود الخيرية وانجازاتها كما تبين للزائر رسالة وأهداف المركز والدور الريادي الذي تؤديه المملكة العربية السعودية في العالم الإسلامي واسهاماتها في مجالات العلوم تتضمن هذه القاعة معلومات عن الحرمين الشريفين، المسجد الأقصى، رحلة تاريخية عن تطور المملكة، مناسك الحج، اسهامات علماء المسلمين في مجالات العلوم والارشادات العلمية في القرآن الكريم.
أعمال الإشراف على المركز
منذ بدأ التخطيط للمشروع، يوجد هناك اتصال دائم مع المراكز العلمية المحلية والدولية والتي سبقتنا في هذا المجال اضافة إلى الجمعيات المهنية المتخصصة. كما يوجد لدى المركز لجنة استشارية مكونة من عدد من أعضاء هيئة التدريس من الجامعات السعودية للإشراف على اختيار ومراجعة المواضيع العلمية التي سيتم عرضها بالمركز.
الآفاق المستقبلية للمركز
المركز سيكون بإذن الله أحد شواهد التنمية الحضارية في المملكة وخصوصاً في مجال تنمية وتطوير اهتمامات الجيل الجديد لمواجهة تغييرات التقنية الحديثة التي تطل علينا في كل ساعة بتطور جديد في مختلف المجالات، كما سيكون للمركز دور في عرض كل ما هو جديد من ايداعات العلوم والتقنية وتبسيطها للجمهور بالاضافة إلى امكانية التعاون مع المدارس بتغطية بعض الجوانب العلمية في مناهج التعليم من خلال الاستفادة من مرافق وامكانيات المركز المتاحة.
المشروع من الناحية الهندسية
يقع مشروع المركز على كورنيش مدينة الخبر على أرض تبلغ مساحتها 700.21 متر مربع. وقد بدأت عملية الاعداد لهذا المشروع وبدأت مرحلة التصميم في مطلع عام 1418هـ بتوقيع عقد التصميم مع أحد المكاتب الاستشارية العالمية والمتخصصة في تصميم المتاحف العلمية. وقد استمرت عملية التصميم ما يقارب السنتين نتيجة العديد من الأفكار التي طرحت، حيث تم دراسة سبعة أفكار تصميمية من كافة النواحي للخروج بأفضل النتائج خصوصاً وأن طبيعة مشروع المركز سيكون في مقدمة هذا النوع من المشاريع التي بدأت تظهر مؤخراً في عالمنا العربي. بعد ذلك تم ترسية عقد الإشراف على مكتب استشاري سعودي وكذلك البدء في أعمال التنفيذ بترسية المشروع على احدى شركات المقاولات المحلية بتاريخ 14/8/2000م.
تم توقيع عقد تصميم وتنفيذ المعروضات العلمية للمركز مع إحدى الشركات العالمية المتخصصة في مجال الملتيميديا والمعروضات العلمية بتاريخ 20/11/2000م. حيث تعتبر هذه المعروضات هي مادة العرض التي سوف تكون داخل القاعات العلمية وتظهر على عدة اشكال منها المجسمات المتحركة ومنها على شكل أفلام وثائقية على شاشات الكمبيوتر ومنها الصور على لوحات العرض.
أبرز ملامح المشروع من الناحية المعمارية
المشروع بلا شك يعد أحد معالم المنطقة الشرقية واضافة جميلة في منظومة المشاريع الحديثة على كورنيش مدينة الخبر. اضافة إلى ذلك يمثل مشروع المركز اتجاهاً معمارياً حديثاً في المملكة وهو عمارة التقنية والتي أصبحت مرتبطة بعصر المعلومات والانجازات التقنية. المبنى من الخارج يحاور الزائر ويعكس وظيفته الداخلية من خلال إبراز أهم العناصر المعمارية للمركز حيث تظهر القبة الفلكية بلونها الفضي على الواجهة الرئيسية وكأنها مركبة فضائية هبطت على الأرض.
تحتوي هذه القبة على قاعة عرض باستخدام أحدث تقنيات العرض الحديثة 3-Dimension بواسطة جهاز 1-MAX وجهاز Planetarium حيث تعرض في هذه القاعة الأفلام العلمية «الفضاء الخارجي - قاع المحيطات» بأسلوب علمي شيق يكون فيها الزائر جزءاً من الحديث المعروض في الفيلم. كذلك يبرز المرصد الفلكي على الركن الشمالي للمشروع على قاعدة مخروطية الشكل تعلوها قبة تغطي جهاز التلسكوب يخدم الباحثين والمهتمين بهذا المجال.
كذلك يتكون المبنى بحد ذاته من الأشكال الهندسية الأساسية «الدائرة - المثلث - المربع» وهي الأشكال التي يستوعبها كل طفل وشاب ورجل تحفز الزائر إلى استكشاف ما بداخل المبنى، وقد روعي في تشطيبات المبنى الداخلية توافقها مع أهداف المركز من ناحية إبراز ابداعات العلوم والتقنية من حيث استخدام أحدث المواد والأنظمة الهندسية والتي تدار آلياً بواسطة ربطها بغرفة التحكم المركزية للمشروع. كما يحتوي المركز على شبكة اتصالات متطورة يمكن من خلالها ربط قاعة المحاضرات التي تستوعب حوالي 285 شخصاً بالمراكز العلمية الأخرى في العالم.
مراحل المشروع
الحالية والافتتاح
المشروع يسير والحمد لله حسب الجدول الزمني المعد له على الرغم من الاضافات التي تمت أثناء عملية التنفيذ. حيث تم الانتهاء من الهيكل الانشائي للمبنى خلال سنة من بدء التنفيذ ويجري حالياً العمل في المراحل الأخيرة للتشطيبات الداخلية وسيكون الانتهاء من المشروع بإذن الله في أوائل هذه السنة الميلادية 2003م. ويتوقع افتتاح المشروع بمشيئة الله بعد ذلك بعدة أشهر نظراً لاحتواء المبنى على العديد من الأنظمة الهندسية المعقدة وكذلك على آلمعروضات العلمية والتي تتطلب أخذ وقت كاف لتشغيلها وتدريب طاقم العمل عليها وتجهيزها لاستقبال الزوار قبل الافتتاح بشكل رسمي.
تكاليف انشاء المشروع
لا تذكر تكاليف المشروع إلا ويسبقها الشكر الجزيل لله سبحانه وتعالى ثم لصاحب الأيادي البيضاء في دعم وتحمل تكاليف هذا المشروع صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن عبد العزيز، الرئيس الأعلى لمؤسسة سلطان بن عبد العزيز آل سعود الخيرية، الذي أعطى ولا يزال يعطي لاخراج هذا الصرح العلمي الى حيز الوجود، ثم الشكر إلى صاحب السمو الملكي الأمير فيصل بن سلطان بن عبد العزيز، أمين عام مؤسسة سلطان بن عبد العزيز آل سعود الخيرية الذي يقف بحرص وراء دعم وتشجيع كل الأفكار النيرة التي ساهمت في انجاح هذا المشروع. أما بالنسبة لتكاليف المشروع فبلغ مجموعها حتى الآن ما يقارب 220 مليون ريال.
دور المركز في رفع الاهتمامات العلمية للطلاب وأفراد المجتمع:
إن التقدم العلمي في المجتمعات المعاصرة أصبح من أهم قوى الانتاج المؤثرة، وبنفس الوقت، أهم القوى الحساسة فيها، خاصة بعدما اتسعت مجالات العلوم وتطبيقاتها لتشمل جميع نواحي الحياة. كذلك من الناحية الاجتماعية، تعتبر النهضة العلمية أحد المكونات الرئيسية لملامح المجتمعات الحديثة، بل أصبحت المصدر الأول لرفاهية المجتمع وقدراته الانتاجية ونهضته التنموية. لذا تتسارع بلدان العالم جميعاً، إلى الاهتمام بالبرامج العلمية في التعليم الرسمي وكذلك نشر الثقافة العلمية بين أفراد المجتمع بشكل عام ومن أهم ذلك انشاء المراكز والمتاحف العلمية. لأنه في الغالب أن ثقافة الفرد هي التي تحدد اهتماماته وتبلور منطلقاته الفكرية ودوافعه الذاتية ومن ثم ممارساته وسلوكياته. ولذا فإن الثقافة العلمية للمواطن تصبح أمراً مهماً لتقدم وتنمية المجتمع ليكون الوعي العلمي أحد العناصر الرئيسية في التكوين الاجتماعي والمنظومة الثقافية. ومن هذا المنطلق أو النظرة كان أحد أهداف المركز الرئيسية هو فتح آفاق الفكر العلمي أمام الزوار، وذلك بتنمية الرغبة في حب المعرفة والاستطلاع، وأيضاً مساعدتهم على تطوير أساليب التفكير والتحليل العلمي وجعلها أمراً طبيعياً في حياتهم. كذلك يهدف المركز إلى تنمية ادراك وتقدير الزوار لدور العلوم والتقنية في حياتهم اليومية وتوظيفها في خدمة المجتمع والتنمية من خلال المواضيع العلمية المتنوعة التي تغطيها قاعات العرض ويتم شرحها بواسطة أحدث أساليب تقنية التعليم بالتجربة واللمس والمشاهدة عن طريق أكثر من 300 معروضة علمية. أما بالنسبة للطلاب فمن المتوقع أن يكون المركز وبرامجه مشجعاً وداعماً لاهتماماتهم البحثية وكذلك تخصصاتهم المهنية والفنية المرتبطة بالعلوم والتقنية.
اضافة إلى مساهمة المركز في تقريب هذه التخصصات للشباب لتكون أحد الاختيارات المهمة لمستقبل حياتهم العملية. أما الناشئة فان المركز بإذن الله سيكون له دور مهم في اكتشاف مواهبهم وقدراتهم وميولهم العلمية في مرحلة مبكرة من حياتهم. وهذا له دور كبير في اعداد البرامج التي تنميها وتوجهها الوجهة العلمية الصحيحة.
لفعاليات والبرامج العلمية التي سيقدمها المركز للزوار
سيقدم المركز عدة نشاطات على فترات مختلفة من السنة من خلال الخدمات المتاحة فيه، حيث يؤدي كل منها دوراً معيناً. فبالاضافة إلى زيارة قاعات المعروضات العلمية يمكن للزائر زيارة المكتبة بالوحدة العلمية بشكل متواصل والتي يصل استيعابها الى حوالي 000.30 مرجع بالاضافة إلى الفصول التعليمية والتي سيعقد فيها دورات بشكل متواصل لكافة المراحل العمرية وفي كافة التخصصات العلمية.
كما تحتوي الوحدة العلمية على معامل للتدريب على الحاسب الآلي واستخدام الانترنت، وكذلك على معمل للتجارب العلمية البسيطة. كما سيقوم المركز من خلال قاعة المعارض المؤقتة باستضافة المعارض الدولية الزائرة والمتخصصة في المجالات العلمية ولعرض أحدث مستجدات تكنولوجيا العصر، أي أن الزائر سيبقى من خلال المركز على اتصال دائم باحدث ما أنتجه العقل البشري في كافة المجالات العلمية.
|