أعلن صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن عبدالعزيز النائب الثاني لرئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع والطيران والمفتش العام مؤخراً عن بدء الدعوة للترشيح لنيل جائزة علمية تقديرية عالمية جديدة تحت مسمى «جائزة الأمير سلطان بن عبدالعزيز العالمية للمياه»، وتأتي أهمية هذه الجائزة في تناولها لموضوع المياه الذي أصبح موضوعاً إنسانياً واقتصادياً وسياسياً وأحد أهم القضايا على مستوى العالم وبالأخص في منطقة الشرق الأوسط التي هي من أكثر المناطق تعرضاً للجفاف ونقص للمياه.
ويرأس مجلس الجائزة صاحب السمو الملكي الأمير خالد بن سلطان بن عبدالعزيز جاء ذلك خلال ترؤس سموه للاجتماع الأول لمجلس الجائزة.
وقد بدىء الحفل بآيات من الذكر الحكيم بعد ذلك ألقى صاحب السمو الملكي الأمير خالد بن سلطان بن عبدالعزيز مساعد وزير الدفاع والطيران للشؤون العسكرية قال فيها إنه أمام هذه الأخطار وأمام ما يهدد المستقبل المائي والصراعات المتوقعة لم نقف مكتوفي الأيدي مصداقاً لقول الحق (أولئك المسارعون للخيرات).
ينفق في سبيل الله ويقيم مشروعات الخير إرضاءً لله يهتم بمشاكل العباد استجابة لله تبنى جائزة عالمية للمياه لم يحصرها على دولة أو منطقة ولم يحددها بجنسية أو عقيدة دينية بل فتحها على مصراعيها ليستفيد العالم كله 00 نعم إنه والدي ومعلمي وقائدي صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن عبدالعزيز آل سعود الذي شرفني برئاسة مجلس جائزة تحمل اسمه الكريم ولا يسعني وأعضاء هذا المجلس إلا أن نرفع لسموه آيات الشكر والتقدير معاهدينه أن نعمل بما يرقى إلى شتى السبل وشريف مقاصده وما ينعكس على مستوى البحوث والدراسة ليتجدد الأمل في مستقبل مائي آمن.
كلمة آل الشيخ
بعد ذلك ألقى أمين عام جائزة الأمير سلطان بن عبدالعزيز العالمية للمياه الدكتور عبدالملك آل الشيخ كلمة قال فيها:
إن حاجة البشرية للماء في تزايد مستمر يتناسب بشكل موازٍ للزيادة في سكان الأرض، ومن المؤسف أن يساهم الإنسان سواء بقصد أو عن غير قصد في الإساءة إلى هذا الكوكب الذي أورثه الله إياه ليكون مؤتمناً عليه ومستقراً له ومتاعاً إلى حين، متجاهلاً بأنانيته أن هناك أجيالاً في المستقبل لها نفس الحق في هذا المستقر، فكان جني حصاده العاثر جفافاً وتصحراً ودماراً وكوارث وحروباً وأمراضاً.
من ألم الواقع المرير والتيار الهائج الذي يعصف بهذا الكوكب الأزرق البديع، وبعد أن أصبحنا نعيش على هاجس فقد الماء وندوة الماء وتلوث الماء والصراع على الماء، هز في النفس شعور غامر ينفض تراب اليأس، ويقرر أن الحال يمكن بعد التوكل على الله جل وعلا في التصدي للمشكلة وليس بكثرة الحديث عنها، يكمن بالتطلع نحو تلك القمم التي تهزها ريح عاتية ولم يزلزل أقدامها نائبة ففي ذراها يكمن الحل بإذن الله وكان التوجه نحو القمم وعالي الشيم هو الطريق لاستنهاض الهمم وغر القيم. فمن اليقين بصفاء نبع سلطان الخير الدافق الذي أورقت بعطاء مائه خضرة الأرض، أشرقت فكرة الجائزة، كانت شمائل سلطان الخير الدافع المحرك لمركز الأمير سلطان لأبحاث البيئة والمياه والصحراء بجامعة الملك سعود لطرح جائزة الأمير سلطان بن عبدالعزيز العالمية للمياه فما أن لامست سمعه الكريم هذه الفكرة حتى بادر يحفظه الله لتبنيها وتولاها بالتمويل والدعم السخي والرعاية السامية ولعل ما يؤكد حرصه على ضمان نجاحها بإذن الله صدور توجيهاته الكريمة بأن يتولى رئاسة مجلسها موضع ثقته الغالية صاحب السمو الملكي الأمير خالد بن سلطان بن عبدالعزيز فأصبحت الفكرة بهمة هؤلاء الرجال حقيقة واقعة يعلن عن انطلاقتها نحو غاياتها النبيلة في هذا اليوم المبارك ليصل نداؤها إلى أقاصي الأرض.
وتشمل الجائزة خمسة أفرع وقيمتها لكل فرع 500000 ريال (خمسمائة ألف ريال سعودي) وتمول من قبل مؤسسها صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن عبدالعزيز النائب الثاني لرئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع والطيران والمفتش العام وتقدم تقديراً لكل نتاج فكري أو مادي، سواء لأفراد أو مؤسسات يؤدي إلى تقدم المعرفة البشرية، فضلاً عن رفع مستوى الإلمام والتحكم البشري، في المجالات التالية:
- المياه السطحية.
- المياه الجوفية.
- الموارد المائية البديلة (غير التقليدية).
- إدارة الموارد المائية.
- حماية الموارد المائية.
كلمة وزير الري المصري
بعدها ألقى وزير الري المصري الدكتور محمود أبوزيد كلمة رفع فيها بالشكر والتقدير إلى صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن عبدالعزيز الذي ضرب المثل الأعلى بتقديم هذه الجائزة التي تعتني بأهم الموارد الطبيعية ألا وهي المياه وهي شريان الحياة، وختاماً أتقدم بوافر الشكر والامتنان لسموكم ولرئيس الجائزة الأمير خالد بن سلطان.
الأمير سلطان يتحدث
بعدها انتقل المايكرفون إلى صاحب الجائزة صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن عبدالعزيز آل سعود النائب الثاني لرئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع والطيران والمفتش العام 00 بسم الله والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين، أيها الإخوة الكرام .. السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد: فإنه يسعدني أن أرحب بكم في هذا الاجتماع المبارك وأرجو الله عز وجل أن يوفق حكومتنا لما فيه الخير لبلادنا وأمتنا العربية والإسلامية إن هذه الجائزة تعكس صورة مشرقة للمملكة العربية السعودية في جهودها المتواصلة ومساهماتها في قضايا الأمة الإسلامية.
وهذا ما يتضح جلياً من خلال إدارة خادم الحرمين الشريفين وسمو ولى عهده الأمين وحكومة المملكة العردية السعودية في الاسهام الدائم في النشاطات الإسلامية التي تزرع الخير والأمن.
أيها الإخوة الكرام 00 لا يخفى عليكم أن المياه نعمة كبرى من نعم الله عز وجل وهي أهم عناصر الحياة، حيث يقول الله عز وجل في محكم التنزيل (وجعلنا من الماء كل شيء حي) وقال سبحانه وتعالى: (ينزل من المساء ماء فيحيى به الأرض بعد موتها).
وقد أولت الدولة قضية المياه الأهمية اللازمة على أعلى المستويات حيث قام جلالة الملك عبدالعزيز آل سعود رحمه الله بالعديد من الإجراءات لتأمين مصادر المياه، وكان ذلك عام 1359هـ باستخدام مجموعة الفنيين، وذلك بإجراء مسح شامل لمصادر المياه وقد أنشئت وزارة الزراعة والمياه عام 1373هـ لتعنى بالزراعة والمياه، كما أنشئت المؤسسة العامة لتحلية المياه المالحة.
بينما شهدت بلادنا خلال العقود الثلاثة الماضية ازدياداً ملحوظاً في مختلف النواحي صاحبها ازدياد كبير في الطلب للمياه.
كما أن اهتمام الدولة بهذا المورد الحيوي بوضع خطة علمية للمياه تهدف إلى حصر وتحديد موارد المياه في المملكة.
ووضع معايير وطنية تحدد الحد الأدنى لنوعية المياه المستخدمة للأغراض المستخدمة كما توجب جهود الدولة بهذا المجال بإيجاد وزارة مستقلة للمياه .
أيها الإخـــوة الكرام إن النمو السريع في الطــــلب على الاحتياجات المائية رغم محدودات المصادر تحتم علينا العمل لمواجهة هذا العجز المائي الذي أصبحت تعاني منه معــظم دول العــالم الفــني منها والتقني ويقتضي ذلك إيجاد الحلول الكفيلة، لتدبير وتطويــر الموارد المائية وحســـن استغلالها ودعم وتشجيع البحوث العلمية في مجالات المياه.
وأضاف سموه أنه يتعين تفعيل دور كافة قطاعات المجتمع للمساهمة في رفع الوعي المائي ووضع خطط وسياسات مائية تهدف للإدارة المائية المتكاملة.
ولا شك أن تكريم المبدعين بهذه الجائزة بإخضاع جهودهم وإنجازاتهم المميزة التي سيقدمونها في مجال المحافظة سواء في ترشيد استعمال المياه أو في مجال حمايتها من التلوث وتحسين جودة مصادر المياه وغيرها من المجالات الأخرى، وهذا التكريم أيضاً حافز لحشد الهمم للعطاء بأقصى الطاقات لتطبيق وسائل البحث 00 وفي الختام أرحب بكم مرة أخرى وأشكر حسن المساهمة في إعداد هذه الجائزة وأخص بالذكر الأمير خالد بن سلطان رئيس مجلس الجائزة والعلماء الذين عملوا معه بكل صدق وإخلاص في مركز أبحاث البيئة والمياه والصحراء في جامعة الملك سعود وبسم الله وعلى بركته أعلن انطلاقة دعوة ترشيح لنيل هذه الجائزة لتجد طريقها للإنسان المعطاء، أينما كان وأدعو للجميع بالتوفيق والنماء وأهنىء الدكتور غازي القصيبي بمناسبة تعيينه أول وزير للمياه.
|