شدني ولفت انتباهي ما سطره قلم الاستاذ الدكتور/ حسن فهد الهويمل في مقاله الذي هو بعنوان:« حصاد اليوم وجبة غير شهية» في صفحة مقالات من العدد رقم 11114 بتاريخ 1/1/1424هـ حيث تساءل عن الدوافع لبعض الجرائم التي تحدث في مجتمعنا كقضيتي مدينة الجوف مثلاً، وعن السبب في ظهور تلك الجرائم وهل هو ناتج عن خلل في التربية او خلل في الأمن؟ ثم اتبع ذلك التساؤل بتساؤل آخر عن كيفية المواجهة والعلاج وهل التفّت وزارة التعليم العالي والمعارف والعمل والشؤون الاسلامية والإعلام حول بعضها لتحليل تلك القضايا ودراستها وتقويمها ووضع الحلول؟
ثم بين - وفقه الله - ان مثل تلك المشاكل لا يعالجها رجال الامن بازالة آثارها وانما بالعمل على قطع دابر اسبابها بالتعاون مع الجهات المعنية.
ثم علق - على قضية اطلاق النار على حافلة كانت تقل فريقاً طبياً في حائل من شباب صغار.. وتساءل من اتاح الفرصة لهؤلاء الاحداث ليحملوا سلاحاً ويعرضوا انفسهم للقصاص.. وان ذلك مسؤولية الآباء والمعلمين ورجال الامن!
اقول وبالله التوفيق ان الدكتور الهويمل طرح تساؤلات جريئة نكأت جرحاً عميقاً دامياً في قلوبنا وألهبت مشاعر مشتعلة في نفوسنا.
اذ نعاني نحن - رجال الامن - اشد المعاناة من تنصل اولياء الامور من وظيفتهم في تربية ابنائهم، كما نعاني من ايثار بعض رجال التربية والتعليم: السلامة، والبعد عن خوض غمار الحياة، والتهرب من المسؤولية والقائها تارة على الاسرة وتارة على المجتمع وثالثه على وزارة المعارف..
ان معظم ما ذكره الدكتور الهويمل من قضايا ناتج عن خلل في التربية، وقصور في التوجيه، وغياب للقدوة الحسنة.
فمتى ضعف الايمان وقلّت المراقبة لله عز وجل، واهملت التربية، وانعدمت القدوة الحسنة، الا وافرز لنا المجتمع شباباً بلا هوية ينجرف مع ادنى تيار وينعق مع كل ناعق.
شباب استهواه الاندفاع وراء كل جديد والتقليد الاعمى لكل مستورد.
شباب لا يبالي ولا يعبأ بمن حوله، وما يحاك ضده..
والا من المسؤول عن كون هؤلاء الاحداث يحملون سلاحاً في سياراتهم؟!
- لماذا يقحم رجال الامن في المسؤولية وهم بريئون منها؟!
- اين دور المعلم في تربية النشء؟
- اين دور المدرسة في تخريج اجيال صالحة؟!
- من من المعلمين يستقطع من درسه بعض الوقت لتوجيه سلوك الناشئة واخلاقهم؟! او لتوعية الطلاب مخاطر حمل السلاح واقتنائه؟!
- ان المسؤولين في هذه الدولة المباركة يبذلون جهوداً جبارة في سبيل اصلاح السجون وجعلها دور تربية واصلاح بدلاً من كونها دور عقاب.
ولكن.. لماذا ننتظر حتى يدخل الشاب السجن ثم نقوم بتوعيته واصلاحه؟!
- لماذا لا نقوم بغرس القيم والمثل العليا في نفوس ابنائنا منذ نعومة اظفارهم؟!
- لماذا لا نقوم بتعميق الجانب الايماني في نفوسهم وايجاد القدوة الحسنة في البيت والمدرسة والمجتمع؟!
- لماذا ننتظر ونقف موقف المتفرج ثم نندب حظنا..
نعيب زماننا والعيب فينا
وما لزماننا عيب سوانا!!
- اين دور ائمة المساجد في التوجيه والتوعية؟!
- من من الائمة يعرف هموم شباب حيه؟!
- بل من منهم يعرف اسماء الشباب الذين يصلون معه؟!
- اين دور عمد الاحياء؟!
ان القاء اللوم والعتب على الجهات الامنية في تفشي بعض الظواهر السلبية في مجتمعنا امر غير منصف!!
- لأن رجل الامن لم يهيأ له مجموعة من الشباب في عمر واحد وتحت سقف واحد ولمدة خمس ساعات يومياً ليلقي عليهم محاضرةً او درساًَ! رجل الامن لم يفرغ ست ساعات يومياً مهمته فيها مقابلة هؤلاء الناشئة ونصحهم وارشادهم!
- رجل الامن يعاني اشد المعاناة من تنصل المربين عن مهمتهم الاساسية!
- رجل الامن يعاني من انقطاع التواصل بين البيت والمدرسة!
- ان الشباب اليوم يمر بمنعطفات خطيرة ومزالق جمة يحتم على جميع الاجهزة الحكومية بذل كافة الامكانات لتوعية الشباب وتحصينهم فلابد من تكاتف وزارة الاعلام ووزارة الشؤون الاسلامية ووزارة المعارف ووزارة التعليم العالي ولابد من التعاون مع الاجهزة الامنية لانتشال الشباب من مهاوي الرذيلة وتحصينهم بالعلم النافع والعمل الصالح حتى يقفوا سداً منيعاً في وجه كل من يريد ان يشتت الامة ويفرق وحدتها، وحتى يكونوا نواة خير لدينهم ووطنهم.
والله اسأل ان يوفقنا لكل خير وان يديم علينا نعمة الامن والايمان وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.
الملازم/ محمد بن عبدالعزيز المحمود
/شرطة منطقة القصيم/ مركز شرطة بريدة
|