Wednesday 12th march,2003 11122العدد الاربعاء 9 ,محرم 1424

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

جازان في قلوب التربويين جازان في قلوب التربويين
د. ناصر بن علي الموسى*

سنّة حميدة استنّها معالي وزير المعارف الأستاذ الدكتور محمد بن أحمد الرشيد بعدم قصر اللقاء السنوي لقادة العمل التربوي على كبريات مدن المملكة، وإنما جعله يعقد كل عام في إحدى مناطق المملكة مهما تباعدت مسافاتها وتعددت أميالها.
ولعل من المناسب ان نشير هنا الى ان هذه اللقاءات السنوية تتميز بأنها تسود فيها روح المحبة والمودة والإخاء، وتتجلى فيها الصراحة والشفافية، كما أنها فرصة لتواصل الآراء وتبادل المعلومات وتلاقح الأفكار، وكل ذلك بالطبع يصب في الوعاء التربوي الذي ينهل منه أبناؤنا المعلمون والقائمون على العمل التربوي بما يخدم في النهاية مصلحة أبنائنا وبناتنا من الطلاب والطالبات.
وقد ترك معاليه لقادة العمل التربوي حرية اختيار موعد ومكان اللقاء التالي قبل ان ينفض اللقاء الحالي، فكان لقاؤنا هذا العام - وهو اللقاء الحادي عشر - لا أقول من نصيب منطقة جازان بل كانت جازان من نصيبنا نحن التربويين، ومن نصيبي أنا بوجه خاص حيث أزور هذه المنطقة التي تقع في أحضان البحر الأحمر، لاكتشف ان هذا البحر مزواج، إذ تبين لي ان جازان عروسه الثانية بعد عروسه الأولى «جدة».
والحق أن ما بهرني في جازان لم يكن روعة المكان بقدر ما بهرتني روعة الانسان، ودعوني أحدثكم بقلبي عما شاهدته ببصيرتي عن ذلك الانسان في جازان، فالناس هناك يجمعهم عديد من الصفات الحميدة قلما نجدها مجتمعة في كثير من المناطق الأخرى.. فهم أدباء مؤدبون، وفصحاء مهذبون، وبلغاء متواضعون، يسكن الشعر صدورهم، حتى ليخيل الينا أنهم يأكلون شعراً، ويشربون شعراً، ويتنفسون شعراً، ولكنهم يتنافسون كرماً.
إذن هذه جازان التي لم أكن أعرفها وربما لا يعرفها الكثيرون، وقد استحوذ أهلها مثلما استحوذ أميرها صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن ناصر بن عبدالعزيز على اعجابنا بثقافته، وكرمه، ودماثة خلقه، وتواضعه، إذ ظهر ذلك كله جلياً رغم قصر المدة التي قضيناها بين شرف افتتاح سموه ذلك اللقاء التربوي، وتشريفه لبعض الفعاليات المصاحبة له، الى ان غادرنا منطقة جازان ونحن نحمل لها أجمل الذكريات وأسمى الانطباعات، نشكر ونفخر بمدير عام التعليم فيها الدكتور علي العريشي ومساعديه على براعة التنسيق، وحفاوة الاستقبال، وحرارة التوديع حتى أيقنّا جميعا ان جازان أصبحت متربعة في قلوب التربويين.

* المشرف العام على التربية الخاصة بوزارة المعارف

 

 

[للاتصال بنا] [الإعلانات] [الاشتراكات] [الأرشيف] [الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الى chief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الىadmin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-janirah Corporation. All rights reserved