الناس تتحدث عن أن الثامن عشر من مارس هو يوم الحرب.. وتتحدث عن أن أمريكا جاءت بجنودها وآلياتها وقواتها وقضها وقضيضها.. وخسرت وتعبت وخططت ولن تعود هكذا بمجرد أن فرنسا رأت أن نصيبها في الكعكة قليل.. أو أن ألمانيا تريد أن تثبت نفسها وتؤكد أنها دولة كبرى.. أو أن الصين وروسيا لهما رأي آخر.
* أمريكا.. نقلت جنودها ومعداتها.. وحشدت مئات الآلاف حول العراق ولن تعود هكذا وتقول للعالم كله: قررنا العودة لأننا اكتشفنا أننا على خطأ.. أو أننا تعجلنا في القرار.. أو أننا سنأخذ برأي الآخرين.. أو أننا لا نريد الحرب أو أي سبب آخر.
* أمريكا .. استعدت للحرب جيداً.. والإصبع على الزناد.. والمسألة.. مسألة وقت وإرهاصات عادية تسبق الطلقة الأولى..
* وأمريكا .. جاءت مصممة على خوض حرب.. والقرار مفروغ منه.. لكنها أرادت أن تتيح فرصة لمن يريد أن يتكلم ويتحدث ويصرِّح ويرفض ويوافق ويتظاهر ويغضب.
* أرادت .. أن يأخذ كل شيء مداه.. فيجتمع المجتمعون.. ويحذر المحذرون.. ويقول كل شخص ما عنده .. حتى ينتهي الكلام.. ويتعب المتظاهرون.. وتكف التصريحات.. وتتوقف لغة التهديد والوعيد.. ويقتنع من لم يقتنع.. وعندها .. ستضرب بكل قوة.. ومن يرضى .. يرضى.. ومن يغضب .. فله ذلك.
* مشكلة أمريكا .. أنها قررت مسبقاً .. ولم ترسل أول جندي قبل عدة أشهر.. وأول طائرة .. وأول دبابة.. وأول مدفع.. وأول رصاصة.. وأول قذيفة.. وأول حاملة طائرات.. وأول غواصة.. وأول مراسل صحفي.. إلا وقد قررت الحرب والضرب.
* هل تعتقدون أن الأمريكان سيقررون في لحظة.. سحب قواتهم من المنطقة ويقولون.. اتضح لنا أننا مخطئون .. ليعلن الرئيس العراقي نصراً كبيراً على أمريكا.. ويعلن أنه طرد جحافل الطغيان من المنطقة؟
* وهل تعتقدون أن أمريكا التي حشدت أكثر من ثلاثمائة ألف جندي .. كانت لا تدري .. هل تدخل الحرب أو لا تدخلها؟
* وهل تعتقدون أن قرار الحرب في أمريكا أو قرار إرسال هذا الحجم الكبير من القوات.. قد يكون قراراً عشوائياً تفرد به شخص أو شخصان؟
* المسألة بالنسبة لأمريكا.. استراتيجية مدروسة ومخطط لها.. والمسألة بالنسبة لها «مصلحة أمريكا» فوق كل اعتبار.
* مشكلتنا .. أننا مازلنا نتساءل: هل هناك حرب؟ مع أننا نرى على شاشات التلفاز هذه الحشود التي ملأت المنطقة في كل اتجاه.. ومع ذلك.. مازلنا نقول: هل هناك حرب؟
* كل ما نقول.. نسأل الله تعالى.. أن يجنبنا مخاطر وأضرار ومشاكل الحرب.. وأن يحمينا ويحمي بلادنا وأهلنا.. إنه سميع مجيب.
|