Wednesday 12th march,2003 11122العدد الاربعاء 9 ,محرم 1424

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

يارا يارا
اعتذار
عبدالله بن بخيت

في السنوات القليلات الماضيات سعدنا ككتاب وكصحفيين وكل من له علاقة بالبربرة العامة بمساحة للحكي والمناورة أكثر مما كنا نتوقع، ولأننا غشمان في الحرية أصبح اخواننا موظفي الأجهزة الحكومية الضحية البريئة للتدرب على هذه الحرية، صار الواحد منا يتفلت باحثا عن موضوع ضد الأجهزة الحكومية بأي ثمن، وهذا امتداد لما اسميه (تبريد الكبود) التي ضناها الشوق في طلاب الحرية فالجريدة التي لا تتوفر على عدد من الكتاب يبردون كبود القراء لا تجد من يقرأها، لذا أضطر في بعض الأحيان ألشط دائرة حكومية أو مصلحة عامة مستغلا تلك المساحة من الحرية لكسب بعض القراء لزاويتي.
فالذي يقرأ ما أكتبه على مدى زمني معقول سيجد أن بين كل لشطة واللشطة التي تليها عدد من المقالات التي لا علاقة لها بخدمات الحكومة، واللشطات بالنسبة لي سلوك مهني لا قناعة شخصية، فأنا لا أزايد لأنني أعرف البئر وغطاها يعني أعرف حدود وإمكانيات المسؤولين في كل دائرة حكومية. صحيح ان بينهم من هو قليل دبرة ولكن من النادر أن تجد من هو عاقا لوطنه لذا أجد نفسي دائما أتناول قضايا الخدمات بشيء من المرح حتى أخفف من حدتها.
اعترف أن الكتابة عن الخدمات ليست جزءا من توجهاتي وأكبر دليل على ذلك أن الرئاسة العامة لتعليم البنات زالت من الوجود دون أن أنتقدها بمقال واحد واعترف أيضا أنني في بعض الأحيان أركز على بعض الأجهزة الحكومية أكثر من غيرها، فمثلا كتبت عن معهد الإدارة العامة أكثر مما كتبت عن المؤسسة العامة للتعليم الفني مع أن رأيي فيهما واحد وهو أنهما استنفدا أغراضهما، ووجودهما يعني أننا لم نخرج إداريا من عقلية الستينات.
في كل مرة أنهي مقالا له علاقة بالخدمات أتردد في إرساله إلى الجريدة خشية أن يغضب مني أحد آخر. مرة كتبت في هذا الصدد كان حول التعليم الجامعي وقبل أن أرسله للنشر خففت منه وعدلت فيه حتى برأت ذمتي، ومع ذلك لا اعرف كيف أنحرف الموضوع إلى وزارة المعارف وإلى نقد أوضاع المدارس الحكومية، مع أني على قناعة كبيرة أن سوء أوضاع بعض المدارس الحكومية لا يعود إلى سوء إدارة أو نقص في كفاءة المديرين بقدر ما يعود الى نقص في الميزانية والمخصصات، وإذا كان لي أي نقد على وزارة المعارف فربما يعود إلى ملاحظات بسيطة على التفكير الاستراتيجي للإدارة الحالية. ستون مؤتمرا عقدتها الوزارة مؤخرا ليس بينها مؤتمر واحد عن مكافحة الأمية، يعني تركنا القضايا الأساسية وصرنا مثل اخواننا اللبنانيين نهتم بالقضايا اللامعة والمدهونة بكريم حتى نسوي أنفسنا حضاريين (كمبيوتر وما أدراك ما كمبيوتر)، إلى هذه اللحظة لا أنا ولا وزير المعارف ولا أي مواطن يعرف في أي عام ستنتهي الأمية من المملكة العربية السعودية، ووزارة المعارف ليست هي الوحيدة التي تعاني من الضعف في الفكر الاستراتيجي وتميل إلى القضايا المدهونة بكريم، خذ مثلاً المستشفى التخصصي هذا المستشفى خسرنا عليه بلايين الريالات وكان بإمكاننا أن نخسر أقل من ربع المبلغ لتأمين الرعاية الصحية الأولية لكل المواطنين تغنينا عن عشرة من أمثال هذا المستشفى التخصصي الإعلامي.
هذه هي القضايا التي أميل إليها وأتمنى أن أطرحها في زاويتي ولكني أعجز لأنها مواضيع تحتاج إلى جهد بحثي ومتابعة ولسان حالي يقول ليه الكلافة ومواضيع الخدمات سهلة وتؤمن قراء أكثر، لذا أحس أنني في حالة اعتذار من كل المديرين في الإدارات العامة المختلفة وأتمنى ألا يؤاخذوني إذا لشطتهم بين فترة وأخرى فالمسألة صنعة ورزق وليست قناعة.

فاكس: 4702164

 

 

[للاتصال بنا] [الإعلانات] [الاشتراكات] [الأرشيف] [الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الى chief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الىadmin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-janirah Corporation. All rights reserved