* رام الله خاص:
أدخل الدكتور حسين البرغوثي 48 سنة الى مستشفى رام الله الرئيسي بعد تدهور حالته الصحية جراء إصابته بسرطان في الرئة.وصف الأطباء في المستشفى للمحاضر في جامعة بيرزيت دواء كيماوياً قد يطيل عمره بعض الشيء ويخفف من الألم الذي يعانيه.طبعا في رام الله التي تخضع للحصار وإعادة الاحتلال من غير الممكن الحصول على هذا الدواء ولا في اسرائيل أيضا، والسبب انعدام إمكانية الوصول الى هناك لإحضار الدواء.
عائلة البرغوثي في رام الله قامت بالتوجه إلى مستشفى الأمل في عمان وبعد اتصالات حثيثة وصل الدواء إلى جسر اللنبي على الحدود الأردنية الفلسطينية والذي تشرف عليه سلطان الاحتلال.والسلطات هناك احتجزت الدواء، العائلة اتصلت بمؤسسة حقوقية لمتابعة هذا الموضوع الإنساني البحت.
وعند السؤال تبين أن السلطات على الجسر تريد أن تعرف إن كان هذا الدواء تبرع أم شراء، وهل هو لواحد أم لاثنين؟!! وأن كان في زجاجة أم علبة وطالبوا بأوراق مستندات طبية تبرهن على أن المريض بحاجة ماسة إلى هذا الدواء، ورقم لوحة السيارة التي ستأتي لتأخذه، وفي البداية اشترطوا أن تكون السيارة إسرائيلية لكن لاحقا تذكروا أن الإسرائيلية غير مسموح لها بالدخول إلى رام الله وبالتالي تراجعوا وطالبوا بسيارة فلسطينية ولكن سرعان ما تراجعوا لان السيارة العربية غير مسموح لها بالخروج من رام الله وأخيرا اهتدوا الى سيارة إسعاف.
بعد ذلك طلبوا التنسيق مع القوة الموجودة في رام الله حتى يسمح بخروج السيارة من رام الله إلى أريحا ثم طالبوا التنسيق مع القوة في أريحا للوصول الى الجسر ثم التنسيق مع سلطات الجسر للعبور هناك، بعد ذلك طلبوا اسم الدواء واسم مرسل الدواء وتركيبة الدواء.
الساعات تمر ثقيلة على البرغوثي وهو يرقد على سرير الموت في المستشفى وجهود عائلته في إحضار الدواء لم تتوقف دون جدوى.
فاليوم الذي أصبح يوم الأربعاء الساعات تمر ثواني والدواء ظل منتظرا على جسر اللنبي والبرغوثي يحتضر.
في يوم الاثنين من الأسبوع الذي يليه أي بعد 5 أيام لم يكن كافيا لاستكمال التحضيرات والاستعدادات لإرسال الدواء.
في يوم الخميس صباحا يتصل أحد من الإدارة المدنية ويقول ما زالوا بحاجة الى مستند طبي آخر ولكن كان ذلك متأخرا جدا فالدكتور حسين البرغوثي مات والدواء ظل على الجسر.
هذا هو حال الفلسطيني في الضفة الغربية وقطاع غزة شبابهم نساؤهم وأطفالهم ومثقفوهم ومرضاهم يتعرضون لأبشع جرائم الحرب التي يعرضها العالم في القرن ال 21.
الاحتلال موجود في كل مكان مرة أخرى في البيت في المدرسة في العمل في الشارع في الحقول وفي الحوانيت وعلى سرير الموت.
|