* عمان - الجزيرة - خاص:
لم يكن اختيار الرئيس الفلسطيني ياسر عرفات للسيد محمود عباس أمين سر اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية ليشغل منصب رئيس الوزراء الفلسطيني لأول مرة في التاريخ الفلسطيني ومصادقة المجلس المركزي الفلسطيني بالاجماع على هذا الاختيار، مفاجئا فقد سبق قرار الرئيس عرفات اجتماعات مكثفة لمركزية فتح وقياداتها وكوادرها التي أجمعت على ضرورة ان يتسلم أبو مازن هذه المسؤولية نظراً لما يتمتع به من قدرات وطاقات وامكانات وعلاقات عربية ودولية تستند الى تاريخ نضالي طويل.
والسيد محمود عباس الرجل الثاني في منظمة التحرير الفلسطينية من أبرز مؤسسي حركة فتح والمنظمة ورفيق درب للرئيس الفلسطيني منذ بدايات النضال.
وقد أجمعت المؤسسات الفلسطينية على ترشيح أبو مازن لهذا المنصب على اعتبار انه يتمتع بقدرات تمكنه من التعامل مع الظروف الراهنة خاصة وانه يتعامل مع كل مرحلة كما تستحق وهو مهندس السياسة الفلسطينية، وان طبيعة المرحلة ودقتها تتطلب شخصية قيادية تتوفر فيها ميزات مهمة من أبرزها الحضور والقبول العربي والدولي والفلسطيني وهذا ما يتميز به محمود عباس الذي بنى علاقات دولية هامة جداً وليس له عداءات مع أية دولة عربية.
وقد سبق وطرح «أبو مازن» في ندوات عقدها في فلسطين بأن تكون الانتفاضة غير مسلحةوان تختفي المظاهر المسلحة من سلوكيات وأسلوب الانتفاضة مع الاحتفاظ بالحق المشروع للمقاومة الوطنية الايجابية التي تنعكس بالنفع على المصلحة الفلسطينية ولا يغيب أي عامل من عامل الصراع مع الاسرائيليين بما في ذلك الوضع الدولي والعربي وتوزان القوى.
ويتمسك «أبو مازن» بضرورة تطبيق جميع الاتفاقيات التي وقعت مع الجانب الاسرائيلي في عهود الحكومات المتعاقبة منذ أوسلو إلى أن توقفت المفاوضات وان اتفاقات أوسلو وما تبعها من اتفاقات تشكل المرجعية التفاوضية مع الاسرائيليين.ويعي السيد أبو مازن سياسة شارون جيداويتقن التعامل مع هذه السياسة فهو يعرف تماما ان شارون يحاول جر الفلسطينيين الى ملعب الصدام المسلح حيث النتيجة محسومة لصالح إسرائيل عسكريا فيما يعمل أبو مازن على جر شارون الى طاولة المفاوضات لأنه يدرك جيدا ان شارون لا يستطيع التفاوض ولا يجيد إلا الحرب والعدوان.. وهنا تأتي لعبة شد الحبل بين الطرفين.
وينظر السيد محمود عباس الى العلاقات الأردنية - الخليجية - الفلسطينية على أنها ذات خصوصية مميزة ودائما يقول «الأهل في الأردن» ولا يفرق بين الشعبين الشقيقين ويحرص باستمرار على وضع جلالة الملك والحكومة في صورة أدق التفاصيل المتعلقة بالوضع الفلسطيني.
|