مسؤول فلسطيني: عرفات سيتمتع بسلطات كالمعمول بها في مصر وفرنسا
مقتل إسرائيلي في هجوم فلسطيني أعقبه معركة شرسة في الخليل

  * الخليل الوكالات:
أعلن الجيش الاسرائيلي امس الثلاثاء ان مسلحين فلسطينيين قتلوا جنديا إسرائيليا واصابوا خمسة في هجوم بالرصاص بمدينة الخليل المقسمة اعقبته معركة شرسة مع القوات الاسرائيلية.
وتنامى التوتر في منطقة الخليل منذ أن تنكر مسلحون فلسطينيون في هيئة يهود متدينين وتسللوا الى مستوطنة كريات اربع اليهودية المتاخمة لمدينة الخليل حيث قتلوا رجلا وزوجته بالرصاص يوم السبت قبل ان تقتلهم القوات الاسرائيلية.
واعلن مصدر عسكري اسرائيلي العثور على جثة فلسطيني أمس الثلاثاء تحت انقاض مبنى في الخليل في الضفة الغربية كان يجري اطلاق النار منه ليلا على العسكريين الاسرائيليين الذين قتل احدهم.
وقال الجيش الاسرائيلي انه قد يكون احد الذين كانوا يطلقون النار لكن هويته لم تعرف. وعلى الجبهة السياسية اشار الرئيس الفلسطيني ياسر عرفات الى عزمه الاحتفاظ بصلاحياته في السياسة الخارجية وعملية السلام والامن بعد ان صادق البرلمان الفلسطيني امس الاول على انشاء منصب رئيس الوزراء.
وقد يخلق ذلك خلافا بين عرفات ووسطاء السلام الدوليين الذين يطالبون بتعيين رئيس وزراء فلسطيني قوي على ان يصاحب ذلك اصلاحات واسعة النطاق في مجال الامن ومكافحة الفساد.
وفي هجوم الامس بالخليل اطلق المسلحون الفلسطينيون الرصاص على الاسرائيليين بالقرب من الحرم الابراهيمي.
وذكرت محطات الاذاعة ان معركة اندلعت بالاسلحة النارية بين المسلحين الفلسطينيين وجنود اسرائيليين هرعوا الى المكان. وقالت اذاعة الجيش الاسرائيلي ان الجنود الاسرائيليين طوقوا مبنى قريبا من المكان تحصن داخله المسلحون وطالبوهم بالاستسلام ثم اطلقوا صاروخا من قاذفة تحمل على الكتف على الطوابق العليا من المبنى.
وتجددت المعركة ثم بدأت بعد ذلك جرافات الجيش الاسرائيلي في ازالة المنزل ولم يعرف على الفور ما اذا كانت هناك خسائر في الارواح.
وحصل عرفات على موافقة المجلس التشريعي الفلسطيني الذي اجتمع في رام الله امس الاول على انشاء منصب رئيس للوزراء باغلبية 64 صوتا ضد ثلاثة اصوات.ومن المتوقع ان يوافق المجلس على ترشيح عرفات لمحمود عباس (ابو مازن) العضو المعتدل في منظمة التحرير الفلسطينية للمنصب ويحدد صلاحياته في جلسة لاحقة.
لكن مسؤولا فلسطينيا كبيرا طلب عدم نشر اسمه صرح بأن عرفات اتفق مع عباس الاسبوع الماضي بالفعل على كيفية تقاسم السلطة.
وقال المسؤول «نحن نسير طبقا للقوانين المصرية والفرنسية التي يتمتع بموجبها الرئيس بسلطات سيحتفظ عرفات بسلطته في السياسة الخارجية والأمنية».
وفي وقت سابق قال نبيل شعث وزير التخطيط والتعاون الدولي ان عرفات (73 عاما) سيواصل قيادته لعملية السلام وسيطرته على قوات الامن الفلسطينية.
وكان عباس (67 عاما) قد اعلن من قبل انه يود ان يعرف الصلاحيات التي ستمنح لرئيس الوزراء الفلسطيني الجديد قبل ان يقبل المنصب.
ورفض مسؤول امريكي فكرة ان يواصل الرئيس الفلسطيني السيطرة على عملية السلام والسياسة الامنية قائلا انه يتعين على اي رئيس وزراء فلسطيني ان يضطلع بهما لكي يكون شريكاً فعالاً.وكان المسؤول الكبير بوزارة الخارجية الامريكية الذي طلب عدم نشر اسمه يعقب على تعليقات فلسطينية بشأن عزم عرفات الابقاء على سيطرته على السياسة الخارجية والسياسة الامنية.
وقال المسؤول الامريكي للصحفيين «بالتأكيد فإن رئيس الوزراء يتعين ان يكون له السيطرة على الاجهزة الامنية اذا أريد له ان يكون شريكا فعالا للاسرائيليين واذا كان له ان يقوم بدور فعال في وقف العنف».
وكان الرئيس الامريكي جورج بوش قد طالب فعليا العام الماضي بتهميش عرفات بأن دعا الى «قيادة فلسطينية جديدة ومختلفة... لا تحوم حولها شبهة الارهاب».
وقال بوش في كلمته التي ألقاها في الرابع والعشرين من يونيو حزيران ان على الفلسطينيين ان ينشئوا مؤسسات ديمقراطية وان يضعوا دستورا جديداً وان يتوصلوا الى ترتيبات امنية جديدة مع اسرائيل حتى يكونوا مؤهلين لدولة مؤقتة.
وفي مواصلة للضغوط التي يتعرض لها عرفات اخطر مبعوث الامم المتحدة البرلمان الفلسطيني ان مجيء رئيس وزراء ضعيف هو أمر غير مقبول من جانب وسطاء السلام «الاربعة» وهم الامم المتحدة والولايات المتحدة والاتحاد الاوروبي وروسيا.
وقال تيري رود لارسن مبعوث الامم المتحدة لراديو الجيش الاسرائيلي «نريد الآن رئيس وزراء يتمتع بمصداقية وسلطات وهذا يعني ببساطة ان تعتبره اسرائيل شريكا يتمتع بمصداقية ويعود الى طاولة (المفاوضات)».
واستطرد قائلا «وحتى يكون شريكا يتمتع بمصداقية يتعين على رئيس الوزراء هذا ان يملك صلاحية التفاوض».
وقال النائب الفلسطيني زيد ابو عمرو وهو مستقل ان البرلمان الفلسطيني سيعمل على تمتع رئيس الوزراء بسلطات وقال انه يتعين ان تكون له كلمة حين يتعلق الامر بالتفاوض مع اسرائيل.
وترفض اسرائيل التفاوض مع عرفات بزعم انه اذكى العنف ضد الاسرائيليين في الانتفاضة الفلسطينية التي بدأت قبل 29 شهرا والتي أعادت اسرائيل خلالها احتلال مناطق بالضفة الغربية وقطاع غزة، وينفي عرفات الاتهامات الاسرائيلية.