Wednesday 12th march,2003 11122العدد الاربعاء 9 ,محرم 1424

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

أضواء أضواء
وحدهم اليهود يدعمون الحرب!!
جاسر عبدالعزيز الجاسر

الموقف من شن أو عدم شن حرب ضد العراق أفرز العديد من المواقف والأبعاد السياسية والإنسانية والاقتصادية وحتى الدينية.
وتتشكل الآن جبهة عريضة مناهضة ضد الحرب، ويتنامى الرفض حتى في الدول التي تقود حكوماتها حملة الإعداد للحرب، ففي بريطانيا وصلت نسبة معارضة شن الحرب إلى قرابة الثلثين ويتذمر أعضاء كبار في الحزب الحاكم من اندفاع رئيس الحكومة توني بلير خلف الرئيس الأمريكي. ووصل تذمر أعضاء الحكومة ونواب الحزب إلى نسبة كبيرة تعدت المائة وستين نائباً يتقدمهم عمدة نواب حزب العمل ووزير التنمية الدولية كيلي شورت. أما في أمريكا فتتشكل جبهة رفض كبيرة تضم اكاديميين كباراً وممثلين وفنانين في هوليود وزعماء الكنائس، إضافة إلى الملايين من المواطنين الذين تظاهروا في أكثر من 60 مدينة أمريكية، منها المظاهرة التي شهدتها واشنطن ووصل تعداد المشاركين فيها إلى قرابة المليون شخص!!
في أوروبا أيضاً جبهة رفض الحرب تتنامى بصورة مطردة. واللافت للنظر ان هذه الجبهة يقودها بابا الفاتيكان الذي أعلن بوضوح ان الحرب القادمة ضد القيم المسيحية.. موقف البابا هذا انعكس على مجمل الكنائس المسيحية في العالم، ولهذا فقد وقفت الكنائس ضد الحرب بما فيها كنائس أمريكا.. وهو ما أثار حفيظة اليهود.. ليس فقط في إسرائيل التي لم يكتف قادتها بتأييد الحرب، بل والتحريض عليها. وموقف اليهود المطلق المؤيد للحرب تأكد بصورة قاطعة في مؤتمر الحوار المسيحي اليهودي الذي يعقد هذه الأيام في باريس، حيث أظهر حاخامات يهود يشاركون في المؤتمر امتعاضهم من معارضة الكنائس المسيحية للحرب، مدعين أن منع الحرب تعزيز لسلطة صدام حسين حسب ادعاء ميشال فيردمان رئيس المؤتمر اليهودي الأوروبي، أما مارك شنايدر رئيس مجلس الحاخامات في أمريكا الشمالية فيقول «إننا مصدومون لأن فرنسا حليفنا التاريخي ليست إلى جانب الرئيس بوش من أجل القضاء على خطر صدام حسين».. مضيفاً بأن هناك خلافات بين المسيحيين واليهود، لكن المسيحيين الأمريكيين اضطروا للاختيار بين البابا ورئيسهم!!.. رئيس أساقفة باريس المونسينيور لوستجيه كان رده واضحاً مثل كل من يعارض الحرب، بقوله إن معارضة الحرب ليست دعماً لصدام حسين، أو لأي نظام.. المعارضة لأن الحرب عمل غير إنساني لا يتوافق مع العقيدة خاصة إذا كانت تشن لتحقيق أهداف تخدم أطرافاً ضد أطراف أخرى.. وان الكنيسة الفرنسية ساندت موقف البابا لأنه الموقف الصحيح.
أقوال حاخامات اليهود والقساوسة المسيحيين الذين أكملوا جبهة الأكاديميين والمثقفين والفنانين وعامة الناس في أوروبا وأمريكا، تظهر بوضوح ان اليهود وحدهم يدعمون الحرب وأن الإدارة الأمريكية التي تدعمها فئة من المسيحيين المتطرفين إنما تعمل على الإعداد والتسريع لشن الحرب خدمة لمصالح اليهود وهو ما حاول التنبيه إليه المونسينيور الفرنسي لوستجيه.. بالقول ان الحرب تشن خدمة لطرف ضد أطراف عدة.

 

 

[للاتصال بنا] [الإعلانات] [الاشتراكات] [الأرشيف] [الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الى chief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الىadmin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-janirah Corporation. All rights reserved