Wednesday 12th march,2003 11122العدد الاربعاء 9 ,محرم 1424

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

في حال ضرب العراق .. العالم ينتظر كارثة نووية في حال ضرب العراق .. العالم ينتظر كارثة نووية
خبراء العسكرية: جنون القوة الأمريكي ينذر بخطر داهم

  * القاهرة - مكتب الجزيرة - عثمان أنور:
تؤكد تقارير المفتشين المتوالية - ثلاثة تقارير حتى الآن - خلو العراق من اسلحة الدمار الشامل او بالاحرى كما اكد الدكتور محمد البرادعي وهانز بليكس عدم وجود ما يدل على امتلاك العراق لاسلحة الدمار، وفيما تزداد المواقف الاوربية والعربية المنحازة للحل السلمي للازمة العراقية تتصاعد حدة التصريحات الامريكية نحو الحرب وتزداد معها الاستعدادات العسكرية. والمتأمل لهذة الاستعدادات والتصريحات يجد انها تتضمن التهديد بشن هجوم نووي وبيلوجي وكيماوي على العراق وهذا ما يتضح في وثيقة استراتيجية المواجهة الأمريكية التي اعلن عنها في فترة ماضية حيث هددت الولايات المتحدة العراق بتوجيه هجمات رادعة بقوة كاسحة لمواجهة أسلحة الدمار الشامل العراقية وهي المفارقة التي ابرزتها تقارير المفتشين مؤخرا بتأكيدها خلو العراق من اسلحة الدمار الشامل. فهل ستستخدم امريكا سلاحها النووي او الكيماوي او البيلوجي او جميعها في حال شن الحرب على العراق وخاصة انة قد سبق للولايات المتحدة الامريكية أن استخدمت اليورانيوم المنضب في حرب الخليج السابقة؟ وها هي تلوح اليوم بحقها في استخدام السلاح النووي ضد العراق وهو الخطر الذي لا يهدد العراق وحده لكنه يهدد المنطقة بل العالم بأكمله. حول مدى استخدام السلاح النووي في الحرب على العراق ومدى ما يلحقه من دمار التقت «الجزيرة» بنخبة من الخبراء والمحللين الإستراتيجيين.
الخبير الاستراتيجي اللواء طلعت مسلم يقول: تتعرض المنطقة والعالم كله لكارثة نووية بسبب القوة الغاشمة الأمريكية غير المحسوبة تجاه قضية العراق، واضاف مسلم يقول: انه لا يستبعد قيام امريكا باستخدام السلاح النووي في الحرب ضد العراق رغم ادراكها ان العراق لا يمتلك هذه الاسلحة وغير قادر على الرد، وقال انه رغم استمرار المفتشين الدوليين في عملهم داخل العراق دون أي معوقات، ورغم وفاء العراق بالتزاماته التي جاءت في القرار إلا أن القوات الأمريكية تتدفق على المنطقة والمناورات العسكرية الأمريكية التي تمت في المنطقة تحمل في طياتها نية استخدام السلاح النووي. ويشير الخبير الاسترتيجي إلى أن الولايات المتحدة لا تتورع عن استخدام السلاح النووي أو غيره في العراق، حيث أصاب الإدارة الأمريكية جنون القوة وهو ما ينذر بخطر داهم على العالم حيث تعطي الولايات المتحدة المثل لدول أخرى لاستخدام هذا السلاح المدمر.
ويتفق معه اللواء كمال حافظ في أن بوش لا يتورع فعلاً عن هذا العمل، فأمريكا سبق أن استخدمت السلاح النووي ضد العراق وكوسوفا في صورة اليورانيوم المنضب وسبق أن استخدمته في الماضى ضد اليابان في هيروشيما، ونجازاكي، وخاصة وقد حدث تطور كبير في هذا المجال فلم يعد السلاح النووي يعني قنبلة، لكنه تحول إلى رؤوس محددة يتم استخدامها تكتيكيا، ويكون تأثيرها خطيرا وممتداً.
ويضيف الخبير الإستراتيجي كمال حافظ أن التهديد الأمريكي باستخدام السلاح النووي ضد العراق يهدف إلى إيهام العالم بأن العراق لدية أسلحة دمار شامل وأنه لا بد سوف يستخدمها..وهو ما يتطلب رداً رادعاً من الولايات المتحدة، كما يهدف إلى التأثير النفسي على الشعب العراقي في حين أنه لم يثبت حتى الآن وجود أي من أسلحة الدمار الشامل لدى العراق.
وحول رد الفعل العالمي إذا ما استخدمت الولايات المتحدة السلاح النووي ضد العراق يشير اللواء عبد الرحمن الهواري إلى مسئولية الحكام العرب الأولى تجاه هذا إذا لم يقوموا بدور مؤثر لإقناع العالم باتخاذ موقف يحد من استمرار الولايات المتحدة في استخدام القوة. اما رد الفعل العالمي فسوف يبدأ قوياً وخاصة من جانب القوى الكبرى «روسيا- الصين - أوربا». لكن الموقف قد يتحول إلى رد فعل سلبي من خلال إعلان تلك القوى عدم مشاركتها للولايات المتحدة في استخدام السلاح النووي ضد العراق. لكنه يشير إلى أن الاستخدام المفرط للقوة من جانب الولايات المتحدة قد يؤدي إلى محاولة تكوين تكتلات أخرى في مواجهة القوة الأمريكية وخاصة بعد اللقاء الذي تم بين روسيا والصين ومحاولتهما جذب اليابان لإقامة حلف في شرق آسيا بحيث تتكون تكتلات إقليمية للحد من بلطجة الولايات المتحدة.
ويعود اللواء مسلم للقول إنه يعتقد أن تكون نهاية الولايات المتحدة الأمريكية بعد استخدامها للقوة النووية حيث يؤدي توسعها أكثر في نشر قواتها إلى زيادة القوة المعارضة لها وزيادة المقاومة ضد قواتها وفي المقابل سوف تضعف سيطرتها على قواتها.. وربما تكون معارضة الوطن الأمريكي في الداخل أكثر خطراً عليها من المعارضة الخارجية وهو ما يتطلب استخدام الإعلام العربي لتوجيه الرأي العام العالمي لرفض استخدام السلاح النووي ضد شعوب المنطقة وخاصة أن لدينا 22 سفارة عربية في كل دولة أوروبية في حين أن هناك سفارة واحدة لإسرائيل وهو ما يلقى بالعبء على كل عربي مسلم لكي يقوم بدور مباشر في إيضاح الصورة الحقيقية للممارسات الأمريكية في المنطقة وما يعانيه الشعب العراقي من آثار اليورانيوم المنضب الذي تم استخدامه من قبل وآثار الحصار.
فالرأي العام الأمريكي هو الذي أوقف حرب فيتنام رغم أنف إدارته الاستعمارية. وحول السيناريو الاقرب التي ستطبقه امريكا يقول مسلم في البداية ستقوم القوات الأمريكية بضرب مراكز الاتصالات في العراق لتقطع اتصالاتها بالعالم، وعندها يتولى مركز القيادة المتحرك مهمة الاتصال بين العراق الجديد ودول العالم عن طريق الأقمار الصناعية، وبعدها يتم استيلاء القوات الأمريكية على المناطق الاستراتيجية في العراق بعمليات إبرار أرضية من خلال إنزال قوات أمريكية بطائرات هليكوبتر ويساعدها في ذلك بعض المرتزقة الذين استطاعت تجنيدهم من داخل العراق.

 

 

[للاتصال بنا] [الإعلانات] [الاشتراكات] [الأرشيف] [الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الى chief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الىadmin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-janirah Corporation. All rights reserved