* حوار/ عبدالرحمن الناصر
بات يشكل إحدى أهم ركائز الفن العربي في وقتنا الحالي، فهو موسوعة فنية طربية كبيرة، استطاع من خلال تاريخه الفني العريض أن يصنع لنفسه قاعدة جماهيرية عربية عريضة ويكوّن له اسماً رائداً في عالم الموسيقى والتلحين. احترت كثيراً في كيفية إدارة حوار مع هذا العملاق فمع مثل هؤلاء المبدعين يحس الواحد منا بضآلة معرفته الموسيقية أمامهم. التقيت به وهو على بعد دقائق من السفر إلى دمشق ولكنه لم يبخل علينا وجاد بالشيء الكثير.. إنه فنان الأجيال صباح فخري فماذا قال؟
- الأعمال التي تقدم على الساحة العربية هي بلا شك بها الجيد وكذلك الرديء ومع الأسف الشديد فإن الجيد قليل جداً والهابط هو الطاغي على الساحة الفنية حالياً.
- الزمن تاريخ ودورات فأحياناً تجد الفن الجيد هو السائد والهابط قليل ونادر ولا تشعر به.. والآن نحن نعاني من هذه الحالة وإن كانت معكوسة ولا يعني ذلك أن نحبط ونستسلم لليأس فطالما الجيد موجود فنحن بخير.. ولكن نتمنى أن تكون نسبة الجيد أكثر.
- الانتقاء الجيد للقصائد والألحان.. وذلك الأداء والصوت الجميل هذه أمور يستطيع الغالب من الجماهير والمتذوقين معرفتها ولكن هناك التجارة الفنية وهي السائدة بالوقت الحاضر.
- لا بد لنا في البدء أن نسأل لماذا أوجد الفيديو كليب وما غايته.. هل لخدمة الفن أم وجد لغاية التجارة.. ونحن نشاهد أن الغاية تجارية بحتة وليس له علاقة بالفن والفن بريء منه.. ويجب أن نعالج هذه القضية بالارتقاء بفننا الجميل أكثر.
- أولاً الأغنية السورية لم تنحط لكي نرتقي بها ولكن تواجدها الإعلامي قليل ونحتاج إلى دعم.. وأنا كنقيب فنانين لا أملك زمام الأمور ولم أكن في يوم ما الآمر الناهي في الانتاج الفني سواء بالإذاعة أو بالتلفزيون أو عن طريق الكاسيت ولا يوجد شخص بعينه مسؤول عن هذا الانتاج.. والنقيب له دور محدد كأي شخص يتبع لوزارة الإعلام.. وإذا عدت للماضي لم يكن هناك أغنية على المستوى العربي إلا المصرية والسورية ولم يكن هناك لا خليجية ولا لبنانية.. ونجوم الغناء آنذاك برزوا بسوريا أمثال فيروز ووديع الصافي وفايزة أحمد وبليغ حمدي ووردة الجزائرية وأول مشاركة لفيروز كانت دويتو مع حنان ثم صعدتا سلم النجومية... وهذا راجع لاهتمام الإذاعة بإنتاج الأغنية الجيدة والراقية.. والآن حدث العكس فالإنتاج التلفزيوني سيطر وتقدم بشكل كبير فلو كانت هناك موازنة بينهما لنهضت بشكل كبير.. وفي هذا الوقت تجد الأغنية الخليجية واللبنانية مسيطرة بسبب الدعم الوفير سواء كان إعلامياً أو مادياً.. ونحن نفتقر لهذا الشيء.
- أناضل بهذا الخصوص.. والجميع لهم الحق باتهامي بقلة الإنتاج ولكن كنت متوقفاًبسبب سرقة انتاجي وبيع البوماتي المنسوخة في الأسواق ولكن وبعد صدور قانون حقوق المؤلف مؤخراً والذي يضمن حقوق الجميع سأعود أكثر قوة. وفي الفترة القادمة لدي عدة البومات سأقدمها بشكل يتوازى مع اسمي.
- نحن تكلمنا عن هذا من قبل.. «فجار القمر» أخذوا منه تسجيل المواد الفنية وباعوها على «C D» و«جار القمر» برنامج ثقافي ممتع يعالج مواضيع مهمة جداً وله وزن وقيمة إعلامية مهمة ولكن ما قاله صباح فخري في اللقاء حذف بشكل أثارني وأثار المثقفين.
- أنا متوازن وحيادي ولكني لن أعمل فيديو كليب بصف متكامل من البنات الإسبانيات وأفرض عليهن الرقص كما يحصل الآن فهذا هو العيب بعينه.
- أنا رقصتي لها جذور وأصول واسمها «السماح» كأي رقصة بالعالم وكما هي «العرضة» بالسعودية.. وهذا ما تعلمناه بالمعهد لاستمرار هذا التراث، وأنا هنا لا أجذب ولكنني أذكر بهذا الفلكلور.
- الأغنية الخليجية ابتدأت « تشلح ثوبها».. فآلة العود هي الآلة الرئيسية في الأغنية الخليجية لكن بعضهم ابتدأ بادخال آلات غربية لكي تعمل صولوهات لأغانيهم وتم فيما بعد استحداث لزم وأرضيات للأغنية واعتقد بأن ذلك لو استمر ستفقد الأغنية الخليجية هويتها ورونقها.
- الألقاب إن لم تكن بالإجماع فلن تصلح أن نسميها كذلك.. فهذا فنان العرب وذاك أمير الطرب وسلطان الطرب وغيرها، وهذه لم تقنع حتى الذين لُقبوا بها.. فاللقب إن لم يأت بالإجماع فهو ليس لقباً.. فأنت تجد صحيفة تختار لك لقباً وتسميك به.. فهل العرب اجتمعوا لكي يطلقوا لقب فنان العرب اعتقد لا. الفائدة من هذه الألقاب هي ما يقدمه الفنان والمثال محمد عبده صاحب الإمكانات والإنتاج الثر.
- أنا لا أحارب أحداً.. فالأخ شادي جميل تنكر لاستاذيتي وهو يقلدني في حركاتي ويغني من أعمالي وقال إنني منافس ولست مقلداً ولو كنت سأحاربه لكنت حاربته عندما كان بسوريا.. فكل الذين قلدوني ساعدتهم لأنهم يسيرون بصورة صحيحة.
- هذا الكلام غير صحيح.. وعندما كنت نقيباً عملت غربلة لتنظيف «الكبريهات» من أشكال بعينها تضر الفن وتسيء إليه وفرضت على أي فنان يأتي من الخارج أن يكون خريجا أو خريجة وأن يتقدم إلى اختبار في نقابة الفنانين وأنا رئيس اللجنة بها و«الغربال بيدي» وقراراتي كلها نافذة إلى الآن.
|