أبو هشام كالعادة تميز بالطرح المنبثق من رؤية تربوية ثاقبة... عوداً حميداً.

* المدينة المنورة - مروان عمر قصاص:
تحرص العديد من الدول والمجتمعات الإنسانية على تبني المواهب الشابة خاصة في المجالات العلمية حيث تتولاها بالرعاية المكثفة والعناية الفائقة مع الحرص على توفير الاجواء المناسبة لهذه المواهب حتى تترعرع وتستطيع أن تقدم لمجتمعها خدمات ابداعية رائدة، ونحن في المملكة العربية السعودية وبتوجيه كريم من قيادتنا الراشدة نجد عناية ودعما للمواهب من خلال العديد من المؤسسات والفعاليات التي تشجع على الابداع والتفوق ولعل من أبرز هذه الجهات مؤسسة الملك عبدالعزيز ورجاله لرعاية الموهوبين التي تأسست عام 1419هـ وحظيت بدعم كبير من قيادتنا الراشدة وتحرص هذه المؤسسة على رعاية الموهوبين من الجنسين وتعمل من خلال آلية محددة للتعامل مع من وهبهم الله قدرات جيدة لأن الموهبة منحة ربانية، ولوزارة المعارف جهود مكثفة في هذا المجال ورغم هذه الجهود إلا أن العديد من أولياء الأمور يرون أن الاهتمام بالموهبة وإبرازها وتبنيها مسؤولية كبرى تطول البيت والمؤسسات العلمية والمؤسسات الخاصة التي تهتم بالموهبة والتفوق والابداع والتميز وحول أهمية التعامل مع المواهب وإبرازها يدور حديثنا مع العديد من الاطراف التربوية والتعليمية التي تهتم بهذا الشأن وتحرص على متابعته.
ويرى احد التربويين محمد عبدالله القحطاني ان اكتشاف الموهوبين مهمة جماعية وعمل وطني مهم علينا جميعا المشاركة به وان يمارس كل طرف الدور المطلوب منه فالبيت والمدرسة من ابرز المحاور في هذا المجال وأخص المعلمين الذين يجب عليهم ملاحظة ومتابعة قدرات طلبتهم وأبنائهم من خلال تجاوبهم وسرعة وقوة ادراكهم، ويضيف ان الموهبة منحة ربانية من المولى جلت قدرته وتحتاج لمتابعة ورصد وفق معايير ومؤشرات معينة تؤكد وجود الموهبة وتحدد نسبة الذكاء المتوفرة للشخص الذي تتم متابعته ويضيف ان الدراسات العلمية الحديثة تؤكد أن الوراثة لها دور أساسي في وجود المتميزين والمبدعين بين البشر ولكن عددا من المهتمين بهذا الشأن أكدوا أن الوراثة ليست هي العامل الوحيد الذي يؤدي الى النجاح والتميز في الحياة وان كان أساسيا مشيرين الى أهمية دور التنشئة الاجتماعية والمرافق التعليمية في ابراز الموهبة وصقلها ورعايتها.
ويقول أحد المهتمين بهذه القضية إن للموهبة وتحديدها مؤشرات لا بد من توفرها ومن هذه المؤشرات قوة الاستيعاب للغة وتعلم القراءة مبكراً كما أن بعض الاطفال يتعلمون مهارات أساسية أفضل من قرنائهم مع القدرة على تفسير التلميح والاشارات وتجدهم كثيري الأسئلة ولا يقبلون الأشياء على علاتها بل يناقشون ويستفسرون عن كل شيء حتى يقنعوا بما يطرح عليهم.
كما يلاحظ على هذه الفئة وجود رغبات وهوايات متميزة وفريدة اضافة الى أنهم حريصون على الاعتماد على أنفسهم منذ سن مبكرة كما يتمتعون بقدرة وطاقة متميزة.