يقتنص الحديد ما استطاع من اللحوم النيئة/ الحيّة.. وما إن يفقدها الحياة، حتى يدعها ملقاة، مسجاة على قارعة الطريق بانتظار من يتكفل بلملمتها جسداً «ربما فارع الطول» انتزعت منه الروح.. أو قطع لجسدٍ تناثرت ذات اليمين.. وذات الشمال.. عيون شاخصة..وأدمع حرَّى.. وقلوب انفطرت.. وألسن تلهج بالدعاء، أو بالرثاء.. لا فرق.
جسدٌ.. وقطع أدي حقُ الله فيها، فكفّنت بعد أن طُيَبت وضوعت بالمسك والكافور ليهال عليها التراب في مأوى جماعي لمن آل أمرهم لما آلوا إليه.
هنا رجال.. وهناك نساء يؤدون الواجب..
عزاءٌ.. مواساةٌ.. تخفيف وجع.. مشاركة وجدانية.. مؤازرة لا بد منها.. والحديد مستمر في رحلة قنص قد لا تنتهي.
هل تقترحين أن يتم تصنيع السيارات من مادة أخرى سوى الحديد؟؟
صوتٌ آتٍ من بعيد..!
وماذا عن العجلات!!؟؟
هكذا أجبته
أدار لي ظهره، وقفل راجعاً من حيث أتى، وبقيتُ وحدي، ترتعد فرائصي كلما مرقت سيارة من أمامي «وإن بدت للوهلة الأولى فارهة».
وترتعد فرائصي أكثر عندما أشعر بأن السائق انشغل ذهنه بشيء، فجاوز بقيادته السرعة المسموح بها، لأذكره بخوفي من السرعة..
يبتسم كعادته.. واطمئن بعد أن خفف السرعة..!
***
«هاوي وي» وحوادث لا تحتمل..
أمامك تحويلة.. الزم المسار الآخر.. وسهم يشير لذلك المسار.
لا بد أنها التحسينات والصيانة المتكررة للطرق.. فالشاحنات لم تدع لنا طرقاً صحيحة البنية.. لكنها تبقى الأرحم من شوارع مخططي «71 و91».
يا إلهي.. وأشحت بوجهي للجهة الأخرى!
سيارة مرورٍ، بجانبها سيارة إسعاف، وجسد ملقى.. يبدو لي أنه قد فارق الحياة..
أوووه!! ما هذا؟؟..
منظر مفجع.. ساق لآدمي على بعد أمتار من الحادث.
***
ما أكثر ما نسمع، ونرى من حوادث على طريق «الدمام الخبر السريع»..
ضحاياه عمالة وافدة قصدت الجهة المقابلة فكان الحديد لها بالمرصاد قبل بلوغ منتصف الطريق.. ولم نسمع حتى الآن عن نيةٍ لإنشاء جسر مشاة ينهي فصول المأساة..
للقصة نهاية.. وللرواية كذلك.. وللبرنامج الفضائي أيضاً..
لكننا لم نسمع عن نهاية مقترحة لرحلة اقتناص الحديد للبشر داخل المحميات!!
فاكس: 8435344/03
|