**«المراجع» ذلك الشخص الذي تأبط أوراقاً وأشياء أخرى وأخذ يذرع فضاء الدوائر «الحكومية» والجهات» «الخاصة» هو قبل كل شيء «إنسان» له مشاعره وأحاسيسه، وبعد ذلك - أيضاً - هو «مواطن« له حقوقه وأولوياته، خاصة وهو يستنشق هواء هذا الوطن، ويتقلب في «طقسه» ويمتزج بترابه، لو استحضر الموظف هذا المعنى الخفي في عالم التواصل المباشر مع المراجعين على مختلف شرائحهم وحاجاتهم، في الجو الوظيفي المشحون بكثرة المعاملات واختلاف أمزجة المراجعين طيلة أيام الأسبوع المرهقة بالعمل وللعمل، لو استحضر الموظف هذا كله، لولّد لديه حالة استعداد نفسي لإنجاز «معاملة» المراجع في أقصر وقت وبأقل خسائر وبالتالي وفرنا على الأقل 90% من الأوقات التي يصرفها المراجع المغلوب على أمره في ملاحقة ومتابعة تلك «المعاملة» السيدة الهاربة، من كل أساليب «التقنين» و«الاختصار»، ولصرفنا ذلك الوقت المهدر لصالح «الوطن» ومن أجل «الوطن»، لذا من حقنا أن نطالب كل جهة حكومية أو خاصة تعنى بالجمهور وتتفنن في العناية الفائقة بالسيدة «معاملة» بدءاً من «خذ رقم» ومروراً ب«اجلس هنا» وانتهاء ب«رقم المراجعة» المزينة بشعار الجهة وألوان أهدافها، ليت ذلك كله صرف إلى اعتماد مقرر«أمن المراجع» ليدرسه العاملون في مواجهة المراجع على مختلف الدوائر والمؤسسات الخاصة والحكومية، والذي من خلاله يستطيعون خلق جو من الأمن النفسي المفعم ب«الطمأنينة» و«الهدوء» للمراجع المسكين الذي يضع يده على قلبه منذ ورود خاطر المراجعة حتى تتم ولادة الدلوعة «معاملة» وتبدأ تكبر وتنمو بين يديه أقصد بين أحضانه قبل أن تكتمل وتصل إلى درجة «الفطام».
|