إن يوم أمس يوم يشع ويتلألأ على جبين الزمان..
ومنذ أن أطلق الفيصل دعوته الخيرة للتضامن الإسلامي، والأيام المشعة بأضواء الإيمان تتوالى.. وبشائر الخير تترى.. وملامح المستقبل المشرق تزداد وضوحاً وتركيزاً.
لقد آن أخيراً وبعد لأي وطول اصطبار، آن لليل أن ينجلي بصبح ندي أغر.. تزحف جحافل أنواره عبر آفاق الوجود.. لتعلن للملأ كافة.. أن الله غالب على أمره.. ولو كره الكافرون.
قد تمر على المسلمين أوقات عصيبة.. كما مرت بين حين وآخر.. ولكنها كانت وستظل سحائب صيف سرعان ما تنقشع.. وإلا لما بقي الإسلام يعيش الآن قرنه الرابع عشر.. رغم أنف عداه.. ورغم كيد الكائدين وهم كثر..
بل إنه لمن المقطوع بحقيقته، أن تلك الأوقات العصبية في تاريخ المسلمين، لم تكن نتيجة لقوة أعداء الإسلام، بقدر ما كانت نتيجة مباشرة لتفكك الروابط بين المسلمين، ودبيب الخلافات بينهم..
ولهذا كان نشر الخلاف بين المسلمين.. هدفاً رئيسياً من أهداف أعداء الإسلام.. لأنه التمهيد الاستراتيجي الذي لا بديل له.. للقضاء على قوة المسلمين.
لهذا فإن الفيصل الرائد.. داعية التضامن الإسلامي، عندما أعلن في كلمته القوية المركزة، التي افتتح بها مؤتمر وزراء خارجية الدول الإسلامية، الذي بدأ اجتماعاته في جدة يوم أمس، أن أعداء الإسلام ينظرون إلى هذا المؤتمر بكل توجس وخيفة، قد أصاب الحقيقة تماماً، وألقى الأضواء على العلة الكبرى، ألا وهي الفرقة والخلافات..
لقد بدأت بالأمس أيام مصيرية حاسمة في تاريخ الإسلام.
محمد الغزولي
|