* تحقيق : عبدالله عايض الوهبي:
تعد الفوضى المصاحبة لخروج الطلاب من مدارسهم من المشاهد المتكررة يومياً وبصفة مستمرة على مسمع ومرأى من المسؤولين في التعليم رغم ما ينجم عنها من مخاطر على حياة الصغار.«الجزيرة» رصدت آراء العديد من أولياء الأمور ومديري المدارس وبعض الأكاديميين ذوي الاختصاص في المجالات الاجتماعية لتسلط الضوء حول هذه المشكلة ومعرفة أسبابها والوقوف على أنجح الحلول للحد منها.
بداية التقينا أحد المدرسين حيث ذكر أحمد غرم الله الزهراني بأن التعداد الهائل للطلاب في المدارس وعدم الاهتمام بقوانين الإشراف اليومي وعدم تطبيقه من قبل إدارة المدرس ة والمعلمين وقلة الوعي لدى التلاميذ وكذلك لدى أولياء الأمور من أسباب المشكلة.وأضاف قائلا بأن عدم مشاركة وسائل الإعلام في دراسة هذه الظاهرة وتوجيه أولياء الأمور والطلاب حيث إن صلاحيات المدرسة تنتهي بخروج التلاميذ خارج فناء المدرسة وهذا ينتج عن عدم وجود السلطة للمدرسة خارج أسوارها وكذلك قلة مشاركة الدوريات الأمنية عند الانصراف وتنظيم حركة خروج الطلاب وأضاف بأن المسؤولية تقع على عاتق الجميع من إعلام وأولياء أمور ومديري مدارس .
خطر
أما محمود عماد المحاضر بقسم اللغة العربية بكلية المعلمين فقال: إن تزاحم الطلاب عند الخروج من المدرسة يستدعي اهتمام كل من يعني بمصلحة الطلاب ويحرص على السلوك التربوي فطلب العلم واجب وهو حاجة ملحة غير أن الفضاء الواسع خارج المدرسة يجذب الطلاب ويستفز خيالهم.
ولذلك ما يلبثون في الحصص الأخيرة وقد أمضوا في المدرسة قرابة ست ساعات حتى يجذبهم هذا الفضاء الواسع تحرضهم خيالات الأسرة والحياة الاجتماعية وتناول الطعام فما إن يقرع الجرس الأخير حتى يتدافعوا على باب الفصل ثم على باب المدرسة ثم في الشارع العام وقد يتعرض الكثير منهم للخطر وأدعو أهل التربية وأهل الخبرة لإقامة جسر عند كل مدرسة يمر بشارع رئيسي ولا بد من بث الوعي في الآباء والأمهات لنقل هذا الشعور إلى الأبناء وإقامة الندوات والمحاضرات لرجال المرور في المدارس.وأضاف قائلاً: لا بد من أن تشرف المدرسة على خروج الطلاب في صفوف منتظمة.
وعي
أما عبدالرحمن الثقفي فقال: بما لا شك فيه فإن أي خروج جماعي لأي فئة من الناس يحدث فوضى فكيف إذا كان هذا التجمع أو هذه الظاهرة من الشباب أو من طلاب المدارس الثانوية أو المتوسطة خصوصاً إذا كانت المدارس في أماكن أو أحياء ضيقة وشوارع مزدحمة لذا يجب الوعي التام من قبل المسؤولين ووضع اللوائح التنظيمية من قبل الوزارة لمتابعة سلوك الطالب داخل المدرسة وخارجها كذلك الاستعانة برجال الأمن وإعطائهم التعليمات للبقاء أمام المدارس أثناء خروج الطلاب.
حلول
كما تحدث مشاري الماضي قائلاً: لا شك أن لحظة انصراف الطلاب من المدرسة يصاحبها العديد من التصرفات من قبل الطلاب قد تتجاوز الحد الطبيعي إلى درجة من الفوضى والإزعاج والمسؤول الأول عن هذا التصرف هو الطالب بشكل رئيسي ثم المدرسة ثم الجهات الأمنية المعنية وإذا عرفنا أن الطالب هو من يتسبب في إحداث هذه الفوضى فانه لزاماً علينا أن تكثف متابعتنا وتوعيتنا للطالب أن نختار أفضل الطرق لتوزيع أماكن خروج الطلاب وليكن من عدة مخارج بالمدرسة وتعيين مشرفين على المخارج لضمان عدم إحداث فوضى وازعاج للآخرين وهنا فان دور الدوريات الأمنية مهم في التواجد بجوار المدارس لحظة انصراف الطلاب لضمان حفظ الأمن.
ممارسات خاطئة
كما التقينا بأحد أولياء أمور الطلبة حاتم عسيري حيث ذكر بانه يشاهد الطلبة عند انصرافهم من المدارس الثانوية والمتوسطة يقومون بتصرفات غريبة والواقع في هذه المشكلة هم أصحاب البيوت المجاورة لبعض المدارس فالقضاء على هذه الظاهرة بسيط جدا فلو أن إدارة المدرسة تقوم بالإشراف وقت الانصراف حتى يتفرق الطلاب أو وجود دوريات أمنية لتنظيم حركة السير وتشديد المراقبة في مثل هذه الأوقات حفظاً للطلاب وضماناً لسلامتهم وكذلك ضمان عدم إيذاء الآخرين من سكان أحياء المدارس.
فروق
كما تحدث الدكتور علي الثبيتي المحاضر بكلية المعلمين بالطائف عن هذا الموضوع قائلا: أرى أن من أهم الأسباب التي تدفع بالطلاب لممارسة مثل هذه السلوك عجز المدرسة عن تلبية احتياجات التلاميذ وعدم قدرتها على إشباع الفروق الفردية بينهم وإهمالها لميولهم واستعداداتهم واتجاهاتهم في جميع برامجها.وأضاف قائلا: إن الروتين الممل الذي يعيشه الطالب في المدرسة خلال اليوم الدراسي وما يرافقه من طرق تدريسية تقليدية تحرم الطالب من عملية التفاعل مع العملية التعليمية وما تخلفه هذه الطرق من ملل يدفع بالمتعلم إلى انتظار لحظة الخروج من المدرسة للتعبير عن ذاته بشتى الطرق من أجل تفريغ الشحنة النفسية التي عجزت المدرسة عن امتصاصها وتوجيهها والاستفادة منها.
قلة وعي
أما صالح المالكي أحد أولياء أمور الطلبة أكد بأن هذه المشكلة سببها قلة الوعي لدى التلاميذ وإهمال المدرسة لهذا الجانب.
|