تحدث العديد من الحوادث المؤسفة التي قد تهدد حياة أطفالنا الذين أعمارهم أقل من سنة، التي قد تصل إلى أقصى درجات الخطورة مع العلم أنه من الممكن الوقاية منها.
غالبا ما تحدث هذه الحوادث بسبب عدم إدراك الأهل ماذا يستطيع أطفالهم أن يفعلوا، حيث إن التطور لدى الأطفال يتم بسرعة لا يمكن توقعها من الأهل، كما أن الطفل يتعلم أشياء كثيرة ويفاجئ بها والديه مثل أن يتدحرج من فوق السرير أو أن يمد يده ليلمس كوباً ساخناً من الشاي تحمله في يدك، وبالتالي تحدث الإصابات غير السارة وهناك أمثلة كثيرة للحوادث التي من الممكن أن يتعرض لها الأطفال الرضع، وكذلك هناك نصائح مهمة باتباعها يمكن تجنب أغلب هذه الحوادث وبالتالي حماية أطفالنا منها.
حوادث السيارات:
تشكل حوادث السيارات خطورة كبيرة على صحة وسلامة الأطفال، ومن الممكن تجنب أغلبها باستعمال كرسي الأمان الخاص بالأطفال الرضع وإضافة للحماية التي يؤمنها هذا الكرسي فإنه يجعل الطفل يجلس بهدوء تام في السيارة مما يمكنك من القيادة بتركيز أكثر وبالتالي تكون الرحلة أكثر أمانا ولذلك يجب أن نحرص على أن تكون أول تجربة للمولود الجديد في ركوب السيارة وهو جالس على كرسي الأمان الخاص به الذي لابد أن يناسب وزنه وعمره وأن يكون مثبتاً في المقعد الخلفي وتكون وجهته إلى مؤخرة السيارة، كما يجب التعود على استعمال كرسي الأمان في كل مرة نصطحب فيها الطفل بالسيارة، مع التأكد من كيفية الاستعمال والتركيب الصحيح للكرسي وذلك باتباع التعليمات المرفقة معه.
كما يجب علينا التوقف ومن الآن عن وضع أطفالنا الرضع في المقعد الأمامي للسيارات المزودة بأكياس الهواء الأمامية، كذلك يجب عدم ترك الطفل بمفرده في السيارة لأي سبب من الأسباب ولو لمدة قصيرة حيث يشكل ذلك خطورة شديدة على حياة الطفل من الحرارة الشديدة بداخل السيارة المغلقة مع ارتفاع درجة حرارة الجو الخارجي.
الحماية من السقوط:
يبدأ الطفل بالحركة والدفع على الأشياء باستعمال قدميه حتى في الأيام الأولى بعد الولادة، وقد تؤدي هذه الحركات البدائية إلى السقوط في بعض الأحيان، ولكن من المؤكد أنه عندما ينمو الطفل ويصبح قادراً على قلب نفسه فإنه قد يسقط إلا إذا كان محمياً حماية جيدة، ولذلك يجب ألا نترك الطفل الرضيع وحيداً على السرير أو المقعد أو طاولة تغيير الحفاض إلا إذا كنا بجانبه، وإذا كانت هناك ضرورة لتركه بمفرده فلابد من وضعه في سرير ذي حماية خاص بالأطفال الرضع.
وبعض الأطفال يمكنهم الزحف من عمر ستة أشهر، لذلك يجب استعمال البوابات الخاصة لإغلاق مدخل الدرج في المنزل لمنع الوصول إليها، كما يجب إغلاق أبواب الغرف حتى لا يصل الطفل الذي يزحف إلى أماكن قد تؤذيه، وفي حال السكن في طوابق علوية فإنه من الضروري جدا وضع حواجز قوية على النوافذ.
كذلك الأمر بالنسبة للمشاية أو ما يعرف بدراجة الأطفال، فإنه ينصح وبشدة على عدم استعمالها للأطفال لأنها أصبحت تشكل خطورة كبيرة على الطفل إذ انه قد ينقلب معها أو قد يسقط منها وربما ينزلق بها من على الدرج، إضافة إلى أنها قد تسمح للطفل للوصول لأماكن ليس من المفروض الوصول إليها لأنه قد يسحب أو يدفع أشياء كالطعام الحار أو الأشياء الثقيلة التي قد تقع عليه وتسبب له الأذية.
الوقاية من الحروق:
يستطيع الطفل الرضيع من عمر 4-6 أشهر أن يستخدم يده وذراعه محاولاً الوصول للأشياء، ولا يمكن توقع أية حركة من الطفل مسبقا لذلك يجب عدم حمل الطفل وفي الوقت نفسه حمل شراب أو طعام ساخن، ودائما يجب التأكد من حرارة الماء جيدا قبل وضعها على جسم الطفل، ولا يجب وضع الطفل تحت ماء جارٍ نهائيا.
وإذا كانت هناك ضرورة لمرافقة الطفل في أثناء عملية الطهي فلا بد من وضعه في مكان آمن تماما مع توفير الحماية اللازمة له، وفي حال إطعام الطفل يفضل دائما أن يكون جالسا على الكرسي الخاص بذلك.
أما في حال تعرض الطفل لأية درجة من الحرق لاسمح الله، فإن التصرف السليم يكون بوضع ماء بارد على الجزء الذي تعرض للحرق حتى يتوقف الطفل عن البكاء، ثم القيام بتغطية الحرق بشاشة نظيفة وبعدها يجب التوجه إلى الطبيب فورا، وهناك عدة وسائل يمكن استعمالها لحماية الأطفال من حريق المنازل مثل تركيب منبه للحريق في المنازل مع ضرورة التأكد من صلاحيته وعمله، والكشف على بطارية التشغيل مع استبدالها بصورة دورية.
الحماية من التشردق والاختناق:
يكتشف الرضيع محيطه عن طريق وضع الأشياء بفمه، وهنا تكمن خطورة وضع القطع الصغيرة في متناول يده حتى ولو للحظات معدودة، كذلك يجب عدم إطعامه قطعاً صغيرة من الأطعمة الصلبة مثل قطع الجزر غير المطبوخ أوقطع التفاح أو العنب أو المكسرات أو قطع النقانق «السجق» أو الفيشار، وبما أن حدوث مثل هذه المخاطر وارد أصبح من الضروري جدا تهيئة أنفسنا وأن نتعلم كيفية التعامل مع الطفل إذا ما تعرض لمثل هذه المشاكل وذلك بسؤال الطبيب عن كل صغيرة وكبيرة وعن الطريقة الصحيحة لإنقاذ حياة الطفل في حال وقوع الخطر، وهناك بعض الاحتياطات الواجب اتباعها لتجنب حدوث الاختناق وتوقف التنفس -لا سمح الله- فمن الضروري أن نجعل الطفل ينام على ظهره وليس على بطنه نهائيا، كما أن سرير الطفل لايجب أن يكون طرياً جداً مثل الريش أو الإسفنج اللين حيث قد يؤدي ذلك إلى تغطية وجهه وتعرضه للاختناق، أيضا من الخطأ الكبير وضع أكياس النايلون بالقرب من متناول الطفل لأنه قد يؤذي نفسه بها.
الحماية من الغرق:
يرغب الأطفال الرضع الذين أعمارهم أقل من ستة أشهر في اللعب بالماء لدرجة كبيرة، ولذلك تجب مراقبتهم عن قرب في أثناء تعاملهم مع الماء، كما يجب أن نفرغ الحوض مباشرة بعد الاستحمام أو أي وعاء بعد الاستعمال، وعدم ترك الطفل الرضيع بالقرب من حوض الحمام أو المسبح أو أي إناء به ماء ولو للحظة حيث إنه من المعروف أن الطفل الرضيع قد يتعرض للغرق في ماء ارتفاعه من 5-10 سم فقط، لذلك لابد من إمساك الطفل باليد جيدا في أي كمية ماء موجودة.
وفي حال وجود مسبح في المنزل يجب وضع حواجز على محيطه لتفصله عن المنزل وهذه الطريقة تمنع إلى حد كبير وقوع حوادث الغرق -لاسمح الله-.
* الحماية من التسمم:
يعشق الأطفال الرضع وضع الأشياء في فمهم ولو كانت سيئة الطعم، فلذلك يجب التأكد من حفظ الاحتياجات المنزلية كالمنظفات والأدوية في أماكن مرتفعة جدا وبعيدة جدا عن متناول يد الأطفال، كما يجب عدم تخزين محاليل تنظيف المجاري في المنزل ويكتفى باستعمالها حسب الضرورة والتخلص فورا من الكمية الباقية، مع ضرورة استعمال أقفال الحماية على الأدراج والخزائن الموجودة بها.
ويجب أن ندرك حقيقة مهمة جداً وهي أن الطفل الرضيع لايفهم كلمة لا تفعل ذلك، كما أنه لا يتذكر كلمة لا تلمس هذا ولا تقترب من هذا خصوصا في أثناء تجوله واستكشافه لمحيطه.
كما أنه من الضروري جدا التوجه إلى الطبيب فورا في حال ما تناول الطفل إحدى المواد السامة.
(*)استشاري طب الأطفال والأمراض الصدرية عند الأطفال مستشفى المركز التخصصي الطبي
|