* كتب - سعود عبدالعزيز:
قال المهاجم الأرجنتيني الشهير جابريل باتوستوتا بعد انتقاله من روما الى انتر ميلان لتعويض غياب مواطنه هرنادور كريسبو ان تركه لفريقه السابق سيحرمه من المشاركة في البطولات الأوروبية للأندية.. هذا التصريح أكد ان أنظمة ولوائح الاتحاد الأوروبي واضحة وصريحة وليس بها لبس والكل يعرفها بدءاً بالاداري ومروراً بالأجهزة الفنية والطبية واللاعبين والاعلاميين والمشجعين هذا الوضوح في الأنظمة الكروية الأوروبية أعطى بطولاتها ومسابقاتها صفة الانتظام والحضور والمتعة ولم يكتفي الاتحاد الأوروبي فقط بوضوح لوائحه بل ان الجميع يعرف متى وأين ستقام المباراة النهائية ويعود تفوق الأوروبيين لأنهم أعطوا المهام لأصحاب الاختصاص فغاب الاجتهاد والاتكالية والفوقية ونادرا بل من المستحيل ان تجد مهازل تحدث فيه كتلك المواقف التي شاهدناها يوم أمس في مدينة العين الاماراتية بمناسبة انطلاق تصفيات غرب آسيا للأندية فقد وضح ان الأنظمة يمكن التلاعب بها وتفسيرها على حسب المصلحة والأهواء وكأنها أنظمة مسابقات «حواري» فبعد أخذ ورد بين إداريي الاتحاد الآسيوي هل سيشارك روماريو أم لا مع السد القطري انتهت القضية الى حرمانه من خوض التصفيات بعد ان تأكد عدم نظاميتها وكان اداريو السد يأملون في تمريرها كما فعلوا في العام الماضي بعد ان نجحوا في اشراك «أكوا» معهم في البطولة الآسيوية» ولم يعترض الاتحاد على ذلك وبعد ان اقتنع القطريون بعدم قانونية موقفهم في وضع النجم البرازيلي الشهير استأنفوا قرار ابعاد زميله سيرجيو عن المشاركة وقاتلوا حتى آخر دقيقة من عمر المباراة بل ان حكم اللقاء اضطر الى التأخر في اعلان بدء اللعب بعد ان طلب مندوب الاتحاد الآسيوي من سيرجيو الخروج من الملعب ليضطر اداري السد القطري لاستخدام الجوال الذي أعاد اللاعب من جديد للمشاركة وهذه الحادثة التي تابعها الجميع على الهواء مباشرة أكدت ان اللجنة الفنية بقيادة الكوري الجنوبي «سام» هي آخر من تعلم عن أنظمة الاتحاد التي تنتمي اليه فالنظام يقول انه يحق للاعب المشاركة إذا تم قيده قبل يوم «9» فبراير على أن يكون مدة عقده مع ناديه «6» أشهر أو أكثر وسيرجيو قد يكون تم قيده في الكشوفات قبل «9» فبراير لكن المؤكد ان مدة اعارته من ناديه الأصلي الاتحاد السعودي للسد القطري هي «3» فقط وهذا الأمر صرح به وأكده منصور البلوي في أحاديثه الأخيرة.. مشاركة سيرجيو مع السد القطري أخرجت الأمير المثالي عبدالله بن مساعد عن هدوئه وجعلته يقول إنها غير نظامية فكيف يمكن للاتحاد الآسيوي بجميع لجانه ومنها اللجنة الفنية تبرير ذلك للملتقى الرياضي.. ان ما جعلني أذكر حادثة باتسوتا هو ان الجميع في أوروبا يعرف أنظمة الاتحاد الأوروبي في حين ان أنظمة الاتحاد الآسيوي الكل يجهلها وأول الجاهلين هم العاملون فيه وبالتحديد الكوري «سام»!! الذي يجب ان يوضع تحت المجهر أكثر من غيره فهو وراء الفوضة التي شاهدها الجميع يوم أمس والتي «مرغت سمعة الاتحاد القاري والكرة الآسيوية في الوحل» وجعلته أضحوكة بين نظرائه من الاتحادات الرياضية فكيف يقبل مسؤولوه بقيادة الرجل الخلوق محمد بن همام العبدالله ان تحدث فيه مثل هذه التجاوزات والمهازل وهو يطمح ان يعيد الاتحاد الدولي ترشيح أحد بلدانه لتنظم كأس العالم وزيادة مقاعده في النهائيات.. ان ما حدث من اداريي الاتحاد الآسيوي يوم أمس الأول سيظل عالقا بالأذهان فالاتحاد الافريقي الذي يضم عددا من الدول الفقيرة التي تفتقد أبسط وسائل الاتصالات والمواصلات والتقنية الحديثة لم تحدث فيه هذه الفوضى فكل أنظمته وقوانينه واضحة وصريحة وجميع الفرق والمنتخبات تعرفها ولا تتجاوزها ولا يمكن لها ان تتخطاها أما في الاتحاد الآسيوي فإن أي شيء يمكن توقعه من السهل وقوعه وما حادثة مشاركة سيرجيو إلا واحدة من الفصول المأساوية التي عاشتها الكرة الآسيوية.. وبعد الانتهاء من قضية سيرجيو تفاجأ كل من حضر مباراة السد والاستقلال ان مباراة الفريقين بدأت والقطريون ناقصون لاعبا هو ناصر كميل الذي رفضت مشاركته لسببين الأول أنه لم يقيد في كشوفات السد إلا قبل البطولة بأيام معدودة ثم جاءت المشكلة الثانية وهو أنه دخل بفانلة تحمل نفس الرقم لأحد زملائه مما اضطر مراقب المباراة الآسيوي الى رفض دخوله للملعب طالبا منه استبدال رقمه وهو خطأ واضح وصريح يتحمل مسؤوليته مندوب الاتحاد الآسيوي واداريو الفريق القطري وقد ذكرتني تلك الحادثة ب«الخدعة» التي مرت على حكم مباراة قطر والعراق في بطولة الخليج السادسة في قطر فقد قام مدرب منتخب قطر في ذلك الوقت البرازيلي أيفرستو ولحظة طرد أحد لاعبيه بادخال بديل له وكأنه قام باجراء تغيير ليواصل العنابي خوض المباراة بدون نقص في عناصره وبعد دقائق تنبه الحكم أو لنقل نبه الى ان الفريق القطري ومدربه بالتحديد الذي صحح وضعه وطلب من أحد لاعبيه الخروج وأعتقد ان اداريي السد أرادوا اعادة «الحيلة الفروسنية» ان جاز التعبير على مندوب الاتحاد الآسيوي الذي تنبه لها وطلب من كميل استبدال رقمه لكنهم دفعوا الثمن غالياً فقد اهتزت شباكهم قبل اكتمال صفوفهم.. والواضح من تصرفات ادارة نادي السد أنها دخلت التصفيات وهدفها الأول اثارة الزوابع والتلاعب بالأنظمة بعد ان أيقنت ان الاتحاد الآسيوي وأنظمته يمكن التلاعب بها فمررت بعض التجاوزات مثل الاستعانة بزامل الكواري مدافع فريق الريان الذي شارك مع فريقه الريان ضد السد في المباراة الماضية التي انتهت بفوز الريان ب«1/0» وشارك فيها رماريو وكذلك نجحت في اشراك سيرجيو وناصر كميل لكنها فشلت في دعم صفوفها برماريو أما الخسارة الأكبر لها فهي الهزيمة من الاستقلال في المباراة الافتتاحية والتي يتحمل مسؤوليتها الجهاز الاداري الذي شتت أذهان لاعبي السد وأبعدهم عن أجواء المباراة بكثرة الزوابع التي أحدثوها في هذه التصفيات هذه التصرفات أخرجت معظم مراقبي المباراة ومتابعي التصفيات عن هدوئهم ورددوا بعبارة واحدة مستحيل ان تتطور الكرة الآسيوية ومسؤولو الاتحاد ومندوبوه وأعضاء لجانه آخر من يعلم بأنظمته ولوائح مسابقاته!!.
|