أزف الرحيل وسارت الأيامُ
وتعاقبت في عمرنا الأعوامُ
تاه الفؤاد يلم أحلام الهوى
فطغى على ساح الهوى استفهام
تمضي السنون وتنطوي صفحاتها
فهل الزمان بوجهنا بسام؟
أم هل غدت أحلامنا كغمامة
تقضي عليها الريح والإظلام
وهل الفتى منا يسامر فكره
ويؤمل التنفيذ ثم ينام
فيكون للخل المؤمل ما رأى
أم يا ترى ستسوده الأوهام
عامٌ يمر فتلتقيه خواطرٌ
توحي بأن لفقده «إيلام»
تتفاوت العبرات عند رحيله
ما بين آهاتٍ سرت و«ملام»
فهناك طفل قد خطت أقدامه
بعد التحابي سارت الأقدام
وهنا غلامٌ قد سمت أحلامه
فبحلمه إشراقة وحسام
وكذاك محزون أطال نحيبه
أضناه من عشق الهوى الإحجام
وبداخل المشفى يصيح أسيره
فبجوفه تتزاحم الأسقام
وهناك أرملة تسيل دموعها
حزناً ويبكي خلفها الأيتام
ويموت في حب الدراهم جامعٌ
للمال تسحر لبه الأنعام
ويسير كلٌ يرتقي في حلمه
ويطير حين تحقق الأحلام
ويموج في بحر الحياة كقاربٍ
يضنيه موجٌ بعده أنسام
ما ظن بعض القوم ان سعادةً
يبني علاها عاشقٌ وغرام
أو أن جمع المال يرسم راحةً
لأراح من هم بالقصور أقاموا
أمسى على حب الحياة أراذلٌ
يشجيهم التضليل والأنغام
يا ليت قومي يدركون حقيقةً
أن الحياة دنيئةٌ وحطام
لكنها الأعوام تكفي مخبراً
عامٌ يمر وخلفه أعوام