لايستطيع الكاتب ان يجعل من زاويته منبر تذمر واحتجاج دائمين، فلعل هذا يسقط احساسه بالجميل والايجابي والمتميز.
ذلك الجميل الذي قررت ان افرد له زاويتي هذا اليوم وهو يستحق زوايا عديدة، بل وتحقيقات صحفية تدعمه وتذلل صعابه.
فقد نشرت صحيفة الجزيرة الخبر التالي «بدأ التوظيف الجماعي للفتيات السعوديات في القطاع الخاص يدخل مرحلة التنفيذ الفعلي في مدينة جدة من خلال برنامج تدريب وتوظيف ترعاه امارة منطقة مكة المكرمة، وتم توظيف أكثر من «60» فتاة في مصنع ملابس بعد تجاوزهن لدورات تدريبية مدتها ستة اشهر.
وفي ذات السياق لم يسجل سعودياً قيام قطاع خاص بحملة توظيف للسيدات والاعلان عنها قبل تبني امارة منطقة مكة المكرمة لبرامج تدريب وتوظيف تهدف الى سد مسارب البطالة وتشجيع الجميع على التشارك في مجتمع يخلو من الفقر والجريمة، ضمن تعاقد قانوني باشراف امارة منطقة مكة المكرمة وتشجيعها.
من ناحيته وفر المصنع حضانة اطفال لصغار العاملات لمساعدة السيدات العاملات على العمل دون قلق على اطفالهن».
كم مصباح اضاءت امارة منطقة مكة؟ تحدت به العتمة ومخلوقات الظلام؟
أولاً: التدريب وتهيئة اليد العاملة السعودية بدلا من احتجاج بعض رؤوس الاموال بافتقاد اليد العاملة السعودية للخبرة، واستبدالها بأيد اجنبية تسهم في هدر الاموال الى الخارج وزعزعة الاقتصاد المحلي.
ثانياً: ستعمل العاملات المدربات في مصنع لصناعة الملابس، وبالتالي تكوين البنية التحتية لقيام صناعة محلية متقنة ومنافسة، وعلى الاقل قد تحقق جزءاً يسيراً من الاكتفاء الذاتي، بدلا من لوثة الاستيراد العالمية.
ثالثاً: الحماس لتوظيف المرأة والايمان بها وبفاعليتها الانتاجية، وعدم تأطيرها كفرد مستهلك مستنزف للاقتصاد.
رابعاً: عقد عمل رسمي يحفظ لجميع الاطراف حقوقها وعدم تعرض رب العمل او العاملة للغبن او التهديد الوظيفي في ظل وجود بنود وعقد يكفل القانون له الحماية.
خامساً: الاعتراف بطبيعة المرأة وفطرتها بتوفير حضانة لاطفالها بداخل عملها بحيث تطمئن لوجودهم بجانبها وبالتالي تحفيز فاعليتها الانتاجية.سأقف امتناناً لهذه البادرة التي قامت بها إمارة منطقة مكة والتي تؤهلها لمواجهة العالم بها كتجربة حضارية واعدة، كما ارشح المصنع الذي تبنى هذا المشروع وغطى تكاليفه لجائزة المصنع المثالي في السعودة.. شكراً على باقة قناديل مشعة تلوح بها امارة منطقة مكة في وجه الظلام.
|