* سول - واشنطن - الوكالات:
أطلقت كوريا الشمالية صاروخ كروز إلى بحر اليابان أمس الاثنين مما أدى إلى تصاعد التوترات في الوقت الذي تحاول فيه اجبار الولايات المتحدة على مفاوضات ثنائية فيما تركز واشنطن بشكل أساسي على العراق.
وتوقعت الولايات المتحدة التي تريد الا تعوق المواجهة مع بيونج يانج حربا محتملة مع صدام حسين اطلاق هذا الصاروخ وهو ثاني صاروخ خلال أسابيع وقللت من شأن هذه الواقعة.
وكذلك فعلت كوريا الجنوبية بعد ان أعلنت بيونج يانج اقامة منطقة حظر بحري في بحر اليابان خلال الفترة من 8 إلى 11 مارس/ اذار، وقال متحدث باسم وزارة الدفاع في سول خلال مكالمة هاتفية: اطلق الصاروخ عند ظهر أمس في بحر اليابان ونرى انه من نفس النوع الذي اختبر في 24 فبراير.وأضاف: ما زلنا نتطلع لمعرفة نوع الصاروخ على وجه الدقة، ونقلت وكالة يونهاب للانباء عن مسؤول بارز قوله ان سرعة الصاروخ كانت نحو 110 كيلومترات.
ويعتقد ان صاروخ كوريا الشمالية المضاد للسفن الذي اطلق في نفس البحر قبل اسبوعين نموذج من صاروخ سيلكوورم الصيني. وفي الاسبوع الماضي قال مسؤول في وزارة الدفاع ان واشنطن «ليست قلقة كثيرا» من احتمال تكرر عملية الاطلاق.
وقال هاتسوهيسا تاكاشيما المتحدث باسم وزارة الخارجية اليابانية نفهم انه ليس صاروخا ذاتي الدفع ولذلك فلا يعتبر تهديدا مباشرا لليابان.
ولكنه أضاف: لا نعتقد ان هذه خطوة مبشرة في ضوء الوضع غير المستقر الذي تسبب فيه التطوير النووي الذي تقوم به كوريا الشمالية.وفي 1998 سببت كوريا الشمالية صدمة للعالم عند اطلاق الصاروخ تايبودونج الذاتي الدفع الذي مر فوق جزيرة هونشو الرئيسية في اليابان، وتكهنت مصادر منتمية لبيونج يانج في طوكيو وتقارير إعلامية يابانية باطلاق صاروخ اخر ذاتي الدفع وسط هذه الازمة.
وتقاوم الصين وروسيا مطالبة أمريكا بالضغط على كوريا الشمالية لاجراء محادثات متعددة الاطراف. وتصر بيونج يانج على اجراء محادثات ثنائية مع الولايات المتحدة وهي تؤكد هذا الطلب بخطوات تأتي متوازية مع الخطط الأمريكية بالنسبة للعراق.
وقالت وكالة الانباء المركزية الكورية الشمالية ان القضية النووية وهي نتاج للسياسة الأمريكية العدائية تجاه كوريا الشمالية قضية لابد من حلها بين كوريا الشمالية والولايات المتحدة.
وأضافت الوكالة: الطريقة الوحيدة لحل هذا هو توقيع معاهدة عدم اعتداء لها قوة قانونية ملزمة من خلال المحادثات الثنائية المباشرة.وفي 24 فبراير/ شباط اطلقت كوريا الشمالية صاروخا مضادا للسفن قصير المدى إلى بحر اليابان.وفي وقت سابق قال مسؤولون أمريكيون ان كوريا الشمالية اعادت تشغيل مفاعل بحوث في يونجبيون الذي ينظر له على انه مصدر البلوتونيوم الذي صنع قنبلتين نوويتين يعتقد ان الشطر الشمالي يمتلكهما.
وقد بررت كوريا الشمالية أمس الاثنين اعتراض أربع من طائراتها المطاردة طائرة تجسس أميركية في الثاني من اذار/ مارس الجاري بانه جاء كتدبير دفاعي ذاتي لحماية سيادتها.
وجاء في تعليق لصحيفة رودونغ سينمون اوردته وكالة انباء الصين الجديدة أمس: لا يسعنا البقاء بدون رد فعل ازاء تحركات عدوانية من قبل الجيش الامريكي.
وأضافت الصحيفة الكورية الشمالية: لو لم يعزز المعتدون الاميركيون وجودهم العسكري ضدنا ويرتكبون اعمالا بهذه العدوانية لما حصل ذلك.
وفي الثاني من الشهر الجاري اقتربت طائرات مطاردة كورية شمالية حتى 15 مترا من طائرة استطلاع اميركية من طراز ار.سي- 135 فوق بحر اليابان على بعد 240 كلم من سواحل كوريا الشمالية.ونقلت صحيفة نيويورك تايمز عن مسؤول كبير في وزارة الدفاع الاميركية السبت ان كوريا الشمالية كانت تريد ارغام الطائرة الاميركية على الهبوط على أراضيها واحتجاز افراد طاقمها كرهائن.
وفي واشنطن قال كولن باول وزير الخارجية الأمريكي: ان الولايات المتحدة ستجري محادثات في نهاية الأمر مع كوريا الشمالية بشأن أهداف البلاد النووية ولكنه اكد وجهة النظر الأمريكية بضرورة اشتراك دول اخرى في المنطقة في المحادثات.
وقال باول لبرنامج «الطبعة الاخيرة» في شبكة تلفزيون «سي ان ان» أعتقد في نهاية الأمر سنتحدث مع كوريا الشمالية ولكن لن نسقط ببساطة فيما اعتقد انه شيء سيىء بالقول ان الطريقة الوحيدة التي يمكنكم التحدث بها معنا هو بشكل مباشر عندما يؤثر ذلك على دول اخرى في المنطقة هذه المرة نحتاج إلى موقف تشارك فيه كل الدول.
ورفضت الولايات المتحدة دعوات من كوريا الشمالية باجراء محادثات مباشرة بشأن البرنامج النووي الذي تم استئنافه لبيونج يانج وعارضت الصين وروسيا طلبات امريكية للضغط على كوريا الشمالية للموافقة على اجراء محادثات متعددة الاطراف.
|