* بغداد- د. حميد عبد الله:
بخلاف حرب الخليج الثانية التي كان نصيب بغداد فيها من القصف هو الأقل فإن الحرب القادمة ستجعل من العاصمة العراقية الهدف الرئيسي لها مما جعل الكثير من سكنة بغداد يفكرون جديا بمغادرتها الى المدن القريبة منها مثل بعقوبة والحلة والنجف وكربلاء.
أحاديث الشارع العراقي تدور حول معارك شرسة ستشهدها شوارع بغداد وأحياؤها، خاصة وان القيادة العراقية قد اعتبرت حماية بغداد وجعلها عصية على الأمريكان بمثابة إفشال للغزو الأمريكي حتى لو تمكنت القوات الأمريكية من اجتياح بعض المدن في الشمال أو الجنوب، لان بغداد هي قلب الدولة والشريان الأبهر للنظام السياسي.
واذا كان البعض يرى في النزوح من بغداد الى مدن العراق الأخرى اسهل وسيلة للابتعاد عن خطر الموت الجماعي الذي ستوقعه الطائرات والصواريخ الأمريكية في السكان، فأن البعض الآخر فضل مغادرة العراق حتى ينتهي الزلزال الأمريكي، وتفيد مصادر مقربة من دائرة الجوازات ان اكثر من 5000 عراقي يغادرون العراق يوميا الى سوريا والأردن ومعظم هؤلاء من الذين لديهم ابناء أو اقرباء يعملون خارج العراق ويساعدونهم على توفير مستلزمات الاقامة خارج بلادهم والتي يستحيل على المواطن العراقي توفيرها من مدخولاته الاعتيادية وتتركز غالبية هؤلاء في الأوساط المسيحية.
وفي سياق الاستعدادات للحرب وصلت كلفة حفر البئر في الحدائق المنزلية الى 75 دولاراً حيث يتوقع العراقيون ان يطال القصف الامريكي محطات تصفية المياه مما يحدث شحا حادا في مياه الشرب في العاصمة وخاصة في جانب الرصافة الذي يضم كثافة سكانية عالية ويعاني من شح في مياه الشرب منذ عدة سنوات، لكن وزارة الصحة حذرت المواطنين من حفر الآبار مؤكدة ان مياه الآبار قد تحتوي على نسبة من النفط أو الكبريت أو قد تتسرب اليها مياه المجاري مما يلحق أضرارا" صحية كبيرة ويعرض حياة المواطنين للخطر. من ناحيتها حذرت وزارة النفط المواطنين من تخزين البنزين في منازلهم لما في ذلك من مخاطر كبيرة، خاصة وان حوادث كثيرة وقعت خلال حرب الخليج الثانية بسبب الحرائق التي نجمت عن اختراق شظايا صاروخية لعبوات البنزين المخزونة في حدائق البيوت.
في هذه الاثناء اكد مصدر في المجلس الوطني العراقي ان أيا من المتطوعين كدروع بشرية لم يغادر العراق مضيفا ان اعدادا اخرى ستصل بغداد من جنسيات مختلفة متوقعا ان العدد الاجمالي للدروع البشرية سيبلغ بضعة الآف، سيتوزعون على محطات انتاج الكهرباء وتصفية المياه والمستشفيات. من جانب آخر رأى ستراتيجيون وعسكريون عراقيون ان الولايات المتحدة لا يمكنها ان تحتل العراق خلال شهر مهما جلبت من أسلحة وجيوش وان عليها ان تدفع خسائر كبيرة اذا دفعت بقواتها باتجاه المدن العراقية وخاصة بغداد، وقال العميد الركن عبد الوهاب القصاب أستاذ العلوم السياسية في جامعة بغداد ان المناخ الدولي لا يحتمل حربا أمريكية طويلة ضد العراق لان انفجارا شعبيا سيحدث في كل أنحاء العالم، وان المصالح الأمريكية والرعايا الأمريكان سيكونون هدفا لرافضي الحرب في كل بقاع الأرض.
|