* واشنطن الوكالات:
بدا ان كلا من الولايات المتحدة وبريطانيا تميلان الى التشكيك في صدقية كبير مفتشي الاسلحة هانز بليكس ورئيس اللجنة الدولية للطاقة النووية محمد البرادعي حيث يجري التقليل من شأن تقرير قدمه البرادعي وأشارفيه الى تقرير مزور عن اسلحة العراق النووية كانت دفعت به الى المفتشين الولايات المتحدة بينما تقول صحيفة بريطانية ان بليكس اهمل دليلاً دامغاً ضد العراق في تقرير قدمه مؤخراً.
وذكرت صحيفة تايمز اليومية التي تصدر في لندن في عدد امس (الاثنين) أن بريطانيا والولايات المتحدة تؤكدان أن كبير مفتشي الاسلحة الدوليين هانز بليكس أغفل «دليلا دامغا» هاما في التقرير الشفهي الذي قدمه في الاسبوع الماضي يتعلق بطائرة عراقية ضخمة بدون طيار وأوضحت الصحيفة أن الدولتين اللتين تتزعمان معركة للتوصل إلى موافقة الامم المتحدة على تحديد 17 آذار /مارس الجاري كموعد نهائي للعراق لينزع سلاحه وإلا تشن عليه حرب تعتزمان استخدام معلومات بليكس في جهود اللحظات الاخيرة التي تبذلانها للحصول على تأييد مجلس الامن الدولي الذي يشهد انقساما عميقا بين أعضائه.
وأكدت أن واشنطن ولندن تعتزمان مطالبة بليكس بالكشف عن مزيد من التفاصيل عن الطائرة التي يبلغ طول جناحها 45 ،7 أمتار وقد تكون قادرة على حمل أسلحة دمار شامل على متنها.
ووفقاً للصحيفة فقد ورد ذكر وجود هذه الطائرة في وثيقة لم تعد سرية الآن من 173 صفحة تم تمريرها على أعضاء المجلس بعدما قدم كل من بليكس ومدير الوكالة الدولية للطاقة الذرية محمد البرادعي تقريرا شفهيا لمجلس الامن يوم الجمعة الماضي. وقد وقع خلاف حاد في مجلس الأمن بشأن هذه القضية فالولايات المتحدة وبريطانيا وأسبانيا وبلغاريا تريد تحديد 17 آذار /مارس الجاري كموعد نهائي للعراق لينزع سلاحه وإلا تعرض لعمل عسكري فوري بينما تطالب فرنسا وروسيا والصين وألمانيا وسوريا مواصلة عمليات التفتيش عن الاسلحة في العراق والدول الست الباقية مترددة ولم تعلن بعد عن نواياها وهي أنجولا والكاميرون وغينيا والمكسيك وشيلي وباكستان. وقالت صحيفة تايمز نقلاً عن دبلوماسي كبير من إحدى الدول المترددة إن هذا الكشف الذي «لا يصدق». وأضافت نقلا عن المسئول إن هذا التقرير سيكون له أثر واضح للغاية على البلدان «المتذبذبة» في الرأي.
الى ذلك فقد حاول عدد من المسؤولين الاميركيين الكبار التخفيف من تصريحات المدير العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية محمد البرادعي الذي اعلن الجمعة امام مجلس الامن الدولي ان الوثائق التي اتهمت العراق بمحاولة شراء اليورانيوم من النيجر هي «وثائق مزروة».وردا على سؤال حول هذه الوثائق التي قدمتها خصوصا واشنطن ولندن.
قال وزير الخارجية الاميركي كولن باول لشبكة «سي. ان. ان» التلفزيونية «في حالت تسوية هذه القضية فهذا يعني انها قد سويت. ولكن لا نعتقد في الوقت الراهن ان جميع المسائل المتعلقة بتطوير اسلحة دمار شامل (من قبل العراق) قد حلت».
وأضاف أن مسألة البرنامج النووي العراقي «تبقى مسألة مفتوحة» مضيفا ان بلداً اوروبيا ولكنه لم يسمه قدم هذا الاسبوع (الاسبوع الماضي) معلومات مشبوهة حول البرنامج النووي العراقي.
ومن ناحيتها زعمت كوندوليزا رايس مستشارة الرئيس الاميركي جورج بوش لشؤون الامن القومي ان محاولة العراق شراء اليورانيوم من النيجر لم تكن الا عنصراً في الملف الذي تعمل عليه واشنطن والمتعلق بالبرنامج النووي العراقي.وقالت لشبكة التلفزيون «سي. بي. اس» يوم الاحد «يجب التحقق من هذه المعلومة المحددة والتأكد منها» موضحة ان هذه المعلومة «لم تعتبر بمثابة لب اتهاماتنا».
واضافت: «ما قلناه هو اننا نعتقد ان ضعف البرنامج (النووي) لصدام حسين هو عدم وجود معدات انشطارية ولا ندري ما اذا كان نجح في الحصول عليها وقلنا ايضا ان قوته هي في وجود شبكة تم تشكيلها من اجل الحصول على القطع الضرورية للبني التحتية النووية».
|