* القاهرة - مكتب الجزيرة طه محمد - واس :
بدأت في القاهرة أمس الاثنين فعاليات الدورة السادسة لمؤتمر وزراء إعلام الدول الإسلامية بعد تأجيله عدة مرات بسبب مؤتمري القمة العربية بشرم الشيخ والقمة الاسلامية بالدوحة ويقام المؤتمر بمدينة الانتاج الإعلامي المصرية بمشاركة 50 وزيراً للاعلام بالدول الاسلامية وتتسلم مصرفيه رئاسة القمة من ايران التي تولت رئاسة الدورة الخامسة ويتناول التحديات العالمية التي تنعكس على الخطاب الإعلامي للدول الاسلامية والتحرك الإعلامي في الخارج لتصحيح الصورة الاسلامية بدول الغرب والقضيتين العراقية والفلسطينية والخطاب الاعلامي والاسلامي نحوهما ويسبق المؤتمر اجتماع تحضيري لرؤساء هيئات الاذاعة والتليفزيون بالدول الاسلامية لمناقشة جدول أعمال مؤتمر الوزراء وعرض التوصيات المقترحة لاقرارها وتتقدم وزارة الإعلام المصرية بورقة عمل للمؤتمر تعرض فيها تجربتها الإعلامية لاستفادة وزارات الإعلام بالدول الاسلامية منها مثل انشاء القمر الصناعي المصري نايل سات ومدينة الانتاج الإعلامي والاستفادة من قناتي النيل الدولية والنيل للأخبار وتطالب الورقة المصرية بضرورة الانتاج المشترك بين الدول الاسلامية لخدمة الرسالة الاعلامية والتحرك جغرافيا لمخاطبة الآخر بخطاب إعلامي موحد وأضح اللغه والنبرة ويعرض صحيح الدين الاسلامي وقال صفوت الشريف وزير الإعلام ان المؤتمر سيركز على مناقشة الرسالة الإعلامية لدول العالم الاسلامي والتمسك بصحيح الدين الاسلامي ومخاطبة الآخر بلغته وان انعقادة يأتي في وقت تمر فيه الامة الاسلامية بتحديات كبيرة وتواجه أزمات ابرزها القضيتان الفلسطينية والعراقية وتداعيات احداث سبتمبر على صورة الاسلام في العالم الخارجي ومحاولات البعض ربط الاسلام بالارهاب .
وأكد معالي وزير الإعلام الدكتور فؤاد بن عبدالسلام الفارسي أهمية زيادة التنسيق وتوسيع مجالات التعاون والمبادرة وطنياً وثنائياً وجماعياً بين الدول الإسلامية للأخذ بالأسباب لرد كيد الدعاوى الباطلة والتصدي للحملات المغرضة وتوضيح الحقائق حتى لا تكون الساحة الإسلامية مرتعاً لإعلام مغرض أو حاقد.
وقال إنه ليس بمستغرب أن يعمد الإعلام المعادي إلى شن حملاته المغرضة بهدف تشويه صورة الإسلام والمسلمين لطمس هويتهم ورمز ذلك المملكة العربية السعودية لما خصها الله به بأن جعلها مهبط الوحي وحاضنة للمقدسات الإسلامية وقبلة المسلمين حيث يتجهون إلى الكعبة المشرفة في صلواتهم ويحجون إليها سنوياً ويعتمرون ويزورون على مدار العام.. مشيراً إلى ضرورة أن يأخذ التواصل الخير البناء صفة الديمومة وهو ما يزعج بل يقض مضجع أعداء الإسلام. ولفت معالي وزير الإعلام إلى أهمية تكاتف الجهود الإسلامية نحو أداء إعلامي مميز لإعلاء شأن الإسلام والمسلمين ولكشف زيف الإعلام المعادي الذي نذر نفسه لتوتير العلاقات بين الدول الشقيقة والصديقة تحت شعار صراع الحضارات بينما الإسلام يمقت هذا التوجه لأن حضارته تقوم على مبدأ الأخذ والعطاء على درب التكامل مع الحضارات الأخرى..
يقول الله تعالى: {يّا أّيٍَهّا النّاسٍ إنَّا خّلّقًنّاكٍم مٌَن ذّكّرُ وّأٍنثّى" وّجّعّلًنّاكٍمً شٍعٍوبْا وّقّبّائٌلّ لٌتّعّارّفٍوا إنَّ أّكًرّمّكٍمً عٌندّ اللهٌ أّتًقّاكٍمً إنَّ اللّهّ عّلٌيمِ خّبٌيرِ } ومن هذا المنطلق الإيجابي البناء.. أعرب معاليه عن أمله بأن يتصالح المجتمع الدولي مع قراراته..
موضحاً بأن هذا التصالح لن يتحقق في وجود ازدواجية المعايير.
وأضاف أن استمرار هذا الميز العنصري المؤسف يوحي وكأن إسرائيل تعيش في كوكب آخر وفي نظام يعتمد شريعة الغاب التي تتضح بجلاء من خلال الممارسات الإسرائيلية العدوانية ضد الشعب الفلسطيني الشقيق التي تقوم على القتل والتشريد والإغلاق ودك البيوت والمنشآت وإقامة المستوطنات وهي بذلك تمارس إرهاب الدولة الذي تتنصل منه لترمي به زوراً وبهتاناً الشعب الفلسطيني الذي يدافع عن أرضه ومقدساته وكرامته.
وفيما يتعلق بالشأن العراقي طالب معاليه بتوجه الإعلام الإسلامي باستمرارية دون كلل أو ملل للتأكيد على ضرورة حل الأزمة سلمياً وفي إطار الشرعية الدولية ووفق القرارات المعنية ذات الصلة وكذلك مساندة الجهود الهادفة لتجنب الحرب وهو ما يتحقق من خلال استكمال العراق تنفيذ قرار مجلس الأمن 1441 والتمكين لإعطاء المفتشين المهلة الكافية لإتمام مهامهم في العراق ودعوتهم إلى مواصلة توخي الموضوعية وذلك من أجل عدم المساس بالعراق وشعبه وللمحافظة على استقلاله وسلامة وحدة أراضيه وسلامة المنطقة برمتها. وبعد أن عبّر معاليه عن قلق كل أنصار السلام والمحافظة على الأمن والاستقرار العالمي مما يشهده العالم من أحداث في الوقت الحاضر.. دعا الدكتور فؤاد الفارسي الوزراء لوضع مزيد من الخطط الإعلامية وترجمة السياسات إلى برامج ووضع آليات محددة لتنفيذ وتفعيل ما يعتمدونه من قرارات وتوصيات وتكثيف دور اللجان المتخصصة وتعزيزها بالخبراء في مجال الاختصاص للارتقاء بالأداء ليكون في المستوى الذي يساعد على تحقيق الأهداف المرجوة للنفاذ للساحات المستهدفة بكل قوة واقتدار لشرح وجهة النظر الإسلامية وللدفاع عن قضايانا المصيرية العادلة وللتصدي للإعلام المعادي ولكشف زيفه حتى يتسنى لنا أن تتواصل الجهود لرد كيد الكائدين والحاقدين ولتقديم الإسلام الذي جاء رحمة للعالمين في إطاره السمح الكريم الذي يدعو للخير ويحض عليه وينبذ الغلو والتطرف والتعصب والميز العنصري.
|