Tuesday 11th march,2003 11121العدد الثلاثاء 8 ,محرم 1424

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

للفوز بمعركة مجلس الأمن ضد الحلفاء الأوروبيين للفوز بمعركة مجلس الأمن ضد الحلفاء الأوروبيين
أمريكا تستخدم كل أوراقها بما فيها دبلوماسية الشيكات

* واشنطن موسكو الوكالات:
تملك الولايات المتحدة في محاولتها حشد أصوات في مجلس الأمن الدولي تأييداً لحرب وشيكة مع العراق أداة دبلوماسية قوية هي المال.
ويمكن ان تكون دبلوماسية المال عاملاً حاسماً بالنسبة للبعض عند التصويت المحتمل اليوم الثلاثاء وان استهجنها بعض النقاد كوسيلة لاجبار الدول الاقل ثراء على الانصياع لمطالب واشنطن، ومخاطر رفض الامم المتحدة قرارا جديدا يحدد مهلة للعراق حتى 17 مارس/ آذار الجاري كي ينزع أسلحته وإلا واجه عملا عسكريا هائلاً ليس للولايات المتحدة وحدها.ومن شأن معارضة واشنطن تقويض محاولة روسيا العضو في مجلس الأمن الحصول على منافع تجارية وتهدئة العلاقات الأمريكية المكسيكية بينما يستفيد بالفعل حلفاء واشنطن في مجلس الأمن كبلغاريا تجارياً.
ومع اقتراب موعد التصويت في مجلس الأمن كثّف الرئيس الأمريكي جورج بوش بنفسه الضغوط على أعضاء مجلس الأمن الذين لم يحسموا موقفهم كي ينضموا الى جانب واشنطن. وقال مسؤول البيت الابيض: سنبذل أقصى ما في وسعنا لاقناع أعضاء مجلس الأمن بانه قرار جيد، واعترفت كوندوليزا رايس مستشارة البيت الابيض للامن القومي لبرنامج (هذا الاسبوع) الذي تذيعه شبكة «ايه بي سي» التلفزيونية الاخبارية بأنه جرى التطرق لمناقشة مسألة المساعدات المالية في بعض الحالات، وقالت: نتحدث مع الناس حول مصالحهم بالطبع اننا نتحدث هنا عن مصالح الناس، وتستخدم الولايات المتحدة اسلوبا مماثلا لحشد حلفاء في مناطق أخرى لعمل عسكري ضد العراق، والنتائج الى الان مشوشة.فالبرلمان التركي رفض السماح لقوات أمريكية باستخدام قواعد في البلاد في غزو للعراق رغم تعهد واشنطن بدفع معونة قد تصل الى 30 مليار دولار وان كانت الضغوط السياسية والمالية قد تؤدي الى تصويت جديد.
وتختلف المنافع الاقتصادية المحتملة والنتائج بالنسبة للاعبين رئيسيين في مجلس الأمن فبالنسبة لروسيا فان استخدام حق النقض «الفيتو» على القرار قد يضر بخطط أمريكية لرفع قيود مفروضة على التجارة منذ الحرب الباردة.
ويضغط الرئيس الروسي فلاديمير بوتين على بوش منذ مجيء الاخير الى السلطة كي يرفع قيودا تضمنها قانون جاكسون فانيك الذي يربط بين التجارة وبين سياسات الهجرة، وقال بعض المساعدين في الكونجرس انه إذا أحبطت موسكو بمفردها الخطط الأمريكية بشأن العراق فان أملها في التخلص من قانون جاكسون فانيك هذا العام قد يتلاشى.
وتعد بلغاريا التي كانت حليفا وفيا للاتحاد السوفيتي واحدة من المؤيدين الاكثر تحمسا للموقف الأمريكي ازاء العراق في مجلس الأمن.ورغم ان بلغاريا تأمل في الحصول على قدر أكبر من المعونة المالية المباشرة قالت الولايات المتحدة في الشهر الماضي انها ستعترف بالدولة الفقيرة الواقعة في منطقة البلقان كدولة تتبنى اقتصاد السوق وسترسل وفدا تجاريا في وقت لاحق من هذا العام لبحث الفرص الاقتصادية للتجارة والاستثمار.وتعتمد باكستان وهي حليف رئيسي في الحرب التي تقودها الولايات المتحدة ضد الارهاب بشدة على المعونة الأمريكية سواء المباشرة او غير المباشرة التي تأتي من صندوق النقد الدولي.
وأشار بوش بالفعل الى ان الكاميرون وغينيا وانجولا مؤهلة للحصول على تفضيلات تجارية بموجب قانون النمو والفرص في افريقيا، وعلى الدول الثلاث تلبية معايير التأهيل التي تؤيدها الولايات المتحدة للاستمرار في الحصول على المزايا والا تشارك في انشطة تقوض الأمن القومي الأمريكي او اهتمامات السياسة الخارجية.لكن الولايات المتحدة ليست وحدها في التودد الى الكاميرون وغينيا وانجولا، وأرسلت فرنسا وزير خارجيتها في جولة سريعة في الدول الثلاث بدأت يوم الاحد.وتبرمت المكسيك من واشنطن لعدم اهتمامها باتفاق مقرر لاضفاء وضع قانوني على ملايين المكسيكيين غير المسجلين في الولايات المتحدة.ويمكن لبوش إحياء هذه القضية لكن وزير خارجية المكسيك نفى ان يكون تصويت بلاده في مجلس الأمن متأثراً بأي تنازلات أمريكية في قانون الهجرة، وأعربت المكسيك عن تحفظات بشأن الحرب لكنها لم تكشف عن الكيفية التي ستصوت بها على القرار.
وقال النائب الجمهوري الأمريكي عن ولاية اريزونا جيمس كولب الذي يرأس اللجنة الفرعية لتحديد المعونة الخارجية في مجلس النواب ان تصويتا برفض القرار سيمثل «انتكاسة».
لكن حاجة المكسيك وواشنطن لبعضهما بعضا أكبر من ان يسمح للعراق بافساد الامور فحوالي 90 بالمئة من الصادرات المكسيكية تذهب الى الولايات المتحدة والحدود بين البلدين واحدة من أكثر الحدود نشاطا في العالم.
وتوقع كثير من المحللين ان تنحاز شيلي للأمريكيين لضمان موافقة الكونجرس الأمريكي على اتفاقية مهمة للتجارة الحرة لكن واشنطن لم تحرز سوى القليل الى الآن، ورغم مناشدة بوش في اتصال هاتفي قال رئيس شيلي ريكاردو لاجوس أمس ان مهلة 17 مارس لنزع سلاح العراق قصيرة للغاية وانه ينبغي منح مفتشي الاسلحة مزيداً من الوقت.
ونفى لاجوس استخدام بوش لاتفاقية التجارة للضغط عليه في المكالمة الهاتفية من اجل الحصول على تأييده، وقال لاجوس: انهما شيئان مختلفان تماما اتفاقية التجارة الحرة ليست هدية من الولايات المتحدة لنا وليست هديتنا لها انها موجودة لانها تعود بالفائدة على البلدين.

 

 

[للاتصال بنا] [الإعلانات] [الاشتراكات] [الأرشيف] [الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الى chief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الىadmin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-janirah Corporation. All rights reserved