* بغداد - د. حميد عبد الله:
توقَّع مسؤول دولي في بغداد ان كارثة صحية وبيئية ستحل بالعراق اذا ما شرعت الولايات المتحدة بغزوها المحتمل للاراضي العراقية. وقال ممثل منظمة الصحة العالمية في العراق غلام رباني بوبال في حديث خاص ل(اخبار الخليج): ان المؤسسات الصحية في العراق، وبسبب العقوبات الاقتصادية، لا تحتمل أي هزة كونها تعاني من تخلخل كبير في بناها وتجهيزاتها، وأن الحرب ستسبب انهيارا فوريا في هذه المؤسسات بما يؤدي الى تفشي الامراض الوبائية، مؤكدا ان الاطفال هم الاكثر عرضة للأمراض بسبب المضاعفات التي ستجلبها الحرب.
وكشف المسؤول الدولي عن ان 40 بالمئة فقط من سكان الريف العراقي يحصلون على مياه صالحة للشرب واكثر من هذه النسبة بقليل في مراكز المدن، مشددا على ان توقف التيار الكهربائي سيؤدي الى تعطل محطات تنقية المياه , ومحطات الصرف الصحي بما يحدث طوفانا من المياه الثقيلة في الشوارع والاحياء السكنية وتؤدي الى تلوث خطير في البيئة.
ونفى الدكتور بوبال ان تكون منظمة الصحة العالمية قد تلقت أية مساعدات من أي من الدول والمنظمات لمواجهة ما يترتب على الحرب من اوضاع استثنائية.
واشار الى ان المنظمة تستعد لتلقيح اكثر من 6 ملايين طفل عراقي ضد مرض الحصبة والحصبة الالمانية والنكاف واكثر من 4 ملايين طفل ضد شلل الاطفال.
وعن استعدادات المنظمة لمواجهة حالات الطوارئ اثناء الحرب قال بوبال: اننا انجزنا تدريب العاملين في الاجهزة الصحية العراقية والتوجه الى اماكن القصف، كما وفرنا خزينا استراتيجيا من الادوية والمعدات الطبية داخل العراق وخارجه واجرينا مسحا شاملا للحالة الصحية للمواطنين في جميع انحاء العراق لمعرفة مستوى التدهور الذي ستشهده الاوضاع الصحية في ظل القصف الامريكي. وأفاد ان نتائج المسح الطبي اشارت الى وجود اصابات انحسرت بشكل نهائي في العراق قبل عام 1990 ولكنها بدأت تنتشر بنحو ملحوظ بعد حرب الخليج الثانية ومن بينها مرض الكوليرا حيث ثبت اصابة 423 مواطنا بهذا المرض فضلا عن اصابة 42635 مواطنا بمرض التايفوئيد و3218 بمرض الحمى السوداء و2784 بمرض السعال الديكي. وكشف المسؤول الدولي ان هناك شحاً حاداً في بعض الادوية الخاصة بالامراض المستعصية ومن بينها 14 دواء اساسيا لمعالجة السرطان فضلا عن ادوية الربو والحساسية وغيرها.
|