* عمان - الجزيرة - خاص:
في مؤشر على قرب الضربة الأمريكية للعراق صرح وزير الدفاع الاسرائيلي ورئيس شعبة الاستخبارات العسكرية في الجيش الإسرائيلي اللواء أهارون زئيفي فركش، أثناء تقديمها تقريراً في لجنة الخارجية والأمن التابعة للكنيست، إنه إذا صادق البرلمان التركي على طلب الولايات المتحدة بتمركز جنود أمريكيين على الحدود مع العراق، فمن المحتمل أن يبدأ الهجوم في أي يوم، اعتباراً من الأسبوع المقبل، أما إذا لم يوافق الأتراك على الطلب الأمريكي، فمن الممكن، حسب ما يقول اللواء فركش، أن يتم ارجاء الهجوم إلى نهاية نيسان/ أبريل أو بداية أيار/ مايو القادم.
وقال اللواء فركش:«لقد أرسل الأمريكيون حتى الآن 210 آلاف جندي إلى ساحة المعركة، وهم مستمرون في حشد قواتهم، إنهم يستعدون لتقديم المساعدة الانسانية للشعب العراقي أيضاً، لأنهم لا يرغبون في اثارة انطباع بأنهم جيش محتل، وإنما جيش محرِّر.
وفي معرض رده على أحد الأسئلة التي أثيرت خلال النقاش، عمّا إذا كان من الممكن أن يقوم صدام بعملية ضد إسرائيل قبيل الهجوم الأمريكي على العراق، أجاب رئيس شعبة الاستخبارات بأن الاحتمال لذلك «ضئيل جداً» والسبب في ذلك هو أن وجهة نظر صدام دفاعية، كما أن العراقيين يعون أن أية عملية تسبق الهجوم ستقوض النهج السياسي في الساحة الدولية».
وفي ما يتعق بمقدرة العراق على مهاجمة إسرائيل، قال اللواء فركش: «العراق يمتلك قوة جوية تتمثل بالطائرات، كما أن لديه القدرة على استخدام السلاح التقليدي أو الكيماوي. لكن قدرة إسرائيل على مواجهة هذه التهديدات، إن من الناحية الاستخبارية أو من ناحية سلاح الجو جيدة».
ودعت الناطقة بلسان الجيش الإسرائيلي، الكولونيل روت يارون، سكان إسرائيل إلى تزويد الغرف المحكمة الاغلاق بالمواد الحيوية والغذائية المطلوبة.وقالت يارون في تصريحات إذاعية أدلت بها صباح أمس، ان الهجوم الأمريكي على العراق يقرب وهذا هو الوقت المناسب لشراء كل المعدات والمواد المطلوب توفيرها في الغرف المحكمة الاغلاق.
ويرأي يارون أن تقديرات الجيش وشعبة الاستخبارات العسكرية الإسرائيلية بتعرض اسرائيل إلى هجوم عراقي، مازالت منخفضة.
ويبدو أن تصريحات يارون هذه، تشكل أولى توجيهات الجبهة الداخلية للإسرائيليين، وستليها توجيهات أخرى، يتم تحديدها بناء على التطورات الأمنية، حسب ما قالته مصادرها عسكرية أمس.
يشار إلى أن الجيس الإسرائيلي استكمل بالتعاون مع القوات الأمريكية المتواجدة في اسرائيل، أمس، نصب بطاريات صواريخ الباتريوت في مناطق الشمال والوسط وصحراء النقب، استعداداً للحرب على العراق.
ويعتقد رئيس شعبة الاستخبارات أن العراق يمتلك صواريخ أرض - أرض، لكن احتمال اطلاقها باتجاه إسرائيل جد ضئيل. مع ذلك قال اللواء فركش، إنه «إذا ما أحس صدام بأنه في ضائقة، فسوف يحاول المساس بإسرائيل».
وقال ان الولايات المتحدة كفيلة بأن تهاجم العراق في كل يوم بدءاً من يوم الأحد المقبل، وذلك على افتراض أن البرلمان التركي سيصادق هذا الأسبوع على طلب الولايات المتحدة السماح لقواتها بمهاجمة العراق من أراضيه.
هذا وقد بدأ انشاء بطاريات الباتريوت الأمريكية للجيش الأمريكي في إسرائيل أمس وسينتهي في غضون عدة أيام، ومن شأن البطاريات أن توفر اسناداً لشبكة «السور» لصواريخ «حيتس» في الدفاع عن غوش دان من صواريخ الأرض - الأرض من العراق.
وستنشر البطاريات الأمريكية في ثلاثة مواقع في غوش دان، بما في ذلك شمالي تل أبيب ومنطقة يافا، وبطاريات الباتريوت الإسرائيلية، وإلى جانبها بطاريتان تلقتهما إسرائيل من ألمانيا ستنصب في مناطق أخرى من إسرائيل - ولا سيما للدفاع عن منطقة حيفا ومحيطها وكذا عن منطقة النقب، وعلى رأسها المفاعل النووي في ديمونا.
وشبكة الباتريوت ستوفر خط «دفاع ثانٍ» ضد الصواريخ أرض - أرض إذا ما فات صواريخ حيتس اسقاط السكاد، ويرمي اطلاق حيتس إلى اسقاط السكاد على ارتفاع نحو 70 كيلو متراً من فوق سطح الأرض. أما الباتريوت فقادر على اصابة السكاد على ارتفاع 15 حتى 30 كيلو متراً. وانتشار البطاريات الأمريكية - التي احتفظ بها حتى الآن في قواعد سلاح الجو في الجنوب منذ نهاية المناورة المشتركة مع الجيش الاسرائيلي، «جنيفر كوبرا» - يدل على ما يبدو على أن الجدول الزمني نحو الحرب الأمريكية في العراق آخذ في الاقتراب.
واصدار الجيش الإسرائيلي أوامر تجنيد خاصة لبضعة عشرات من رجال الاحتياط من منظومة الدفاع الأرضي ضد البطاريات، وسيجتاز رجال الاحتياط تدريبات على استخدام بطارية الباتريوت الثانية التي وصلت من ألمانيا. وستصبح البطارية قابلة للاستخدام في عدة أسابيع. أما البطارية الأولي فتوصف منذ الآن بأنها قابلة للاستخدام الميداني وستنشر في اطار شبكة الدفاع الأرضية قبل بدء الهجوم.وفي غضون ذلك تم تشكيل قيادة مشتركة من إسرائيل والولايات المتحدة واستقبال وحدة آنذار بالقمر الصناعي لتوثيق التعاون بين الولايات المتحدة واسرائيل. فقد أقامت الدولتان قيادة مشتركة بالقرب من السفارة الأمريكية في تل أبيب، حيث يمكن لقادة الجيش في إسرائيل المتابعة في الوقت الحقيقي لحركة الطائرات في منطقة العراق أثناء الحرب. كما نقلت إلى إسرائيل في الأسابيع الأخيرة، وحدة انذار مبكر تتصل مباشرة بالأقمار الصناعية الأمريكية فوق العراق، بحيث أن إسرائيل ستحصل على معلومات عن اطلاق صواريخ السكاد عليها مباشرة، دون أي تأخير أو مخاطرة، وأفادت صحيفة «دول تريت جورنال» أمس بأن الحديث يدور حول اجراءات لا سابق لها، هدفها الاثبات.
|