الحرب هي الفكرة الأقوى التي تتأجل معها كل الأنشطة البشرية، إنها الفكرة السوداء التي تعطل الزمن وتعيده في معظم الأحيان للوراء.
مع الحروب تكثر الأسئلة والنقاشات ويتحسس الناس ممتلكاتهم.. وتضيق بهم الأرض بما رحبت. ويتكاتفون كأبناء قرية صغيرة.
بقيام الحرب يعود الناس إلى ذواتهم.. ويعرفون كم كانت «مخدة النوم» نفيسة!! وكم كانت شربة الماء غالية.. ويلمع جمال أطفالهم في أعينهم!!
الحرب تعيد للفرد وعيه.. ويرى كم هو السلام جميل.. وكم كان متعجلاً عندما خاصم صديقه ونافح إخوانه وصرخ في وجه زوجته!!كل ذلك يظهر بجلاء عندما يشعرون أن «ضرورياتهم وكمالياتهم» مهددة.. وأنهم لا يتلذذون بها بصورة كافية مثلما كان قبل الحرب!!
الأمن.. الحب.. الغذاء.. الحرية.. الدين، هي الأخرى تظهر كأغلى ما تكون.. عندما يشعرون أن خطراً ما يهدد هذه القيم العالية.. إن مشاعر الحرب في نفوسهم تبدو مثل مشاعر إنسان في لحظاته الأخيرة يوم ذابت الحياة في شفتيه.. يوم يبحث عن شربة ماء باردة كان يشربها «زمان» أيام بهجته!!الحرب تفعل كل شيء بصورة جماعية.. وتكون حينها القدر المحتوم الذي لا مفر منه.. سوى الدعاء ولطف القضاء والجهد والتكلان.
|