حوار - سعد الهلولي:
سالم الزايدي اسم لمع في ساحة المحاورة في الفترة الأخيرة في مدينة ينبع وما جاورها استطاع خلال فترة وجيزة أن يكون له طبقة جماهيرية واسعة وان يحوز استحسان المتذوقين والشعراء فالى جانب دماثة خلقه وتواضعه وصدقه في المواعيد فهو يحمل قدرة شعرية عالية ظهرت من خلال لقاءاته مع كبار الشعراء الذين استحسنوا مناظرته.
مدارات شعبية من جانب حرصها على ابراز مثل هذه النماذج الشعرية حرصت أن تتفرد بهذا اللقاء الصريح مع هذا الشاعر:
* بدايات سالم الزايدي كانت في عام 1416هـ أو في هذا التاريخ يمكننا القول انه تعرف سالم الزايدي على الساحة في المنطقة فما البداية الحقيقية التي يراها سالم الزايدي؟
- بدايتي الحقيقية في نظري كانت في عام 1417هـ حيث لعبت مع شعراء كبار مثل الشاعر الخلوق محمد بن طمحي والشاعر جارالله السواط والشاعر جار الله الحبلاني رحمه الله تعالى ولاحظت وقتها رضاء الجمهور عما قدمت من مستوى.
* شهرة سالم الزايدي لم تتجاوز محيط منطقة المدينة المنورة حاله كحال معظم شعراء المنطقة على الرغم من تميزه عن الكثير وباجماع الكثير من المتابعين بأن الزايدي ومحمد صالح الحبيشي هما أميز شعراء المنطقة ولكن ما زالا في خانة محدودية الشهرة.
- أولاً أنا لا استطيع تقييم نفسي والذي يقيمني هو الجمهور هذا من ناحية التميز ثانيا من ناحية محدودية الشهرة والانحصار في منطقة المدينة المنورة فقد سبق لي ان شاركت في حفلات في منطقة القصيم مع الشاعر علي الهجله المطيري وفي جدة مع الشاعر بكر الحضرمي وعبدالله القثامي وفي تبوك مع الشاعر عطاالله العقبي ومنيف البلوي وفي أملج وغيرها من المناطق القريبة من منطقة المدينة.
* بعد تجربة عام مع مكتب تنسيق الشعراء في ينبع ما مدى النجاح الذي حققه هذا المكتب؟
- مكتب الحجاز أثر تأثيرا ايجابيا في انماء الفنون الشعبية في ينبع وخاصة شعر المحاورة حيث شجع على اقامة الأمسيات وربط بين الشعراء والصفوف والجمهور ونظم الحفلات أضف الى ذلك توثيق الحفلات بالصوت والصورة ويسر لأصحاب الحفلات الوصول للشعراء وحفظ للشعراء حقوقهم، وأنا أرى أنه تجربة ناجحة بكل المقاييس.
* طغى شعر الكسرة على باقي فنون الشعر في محافظة ينبع باجماع الكثير من المتابعين فما موقف الزايدي من شعر الكسرة؟
- شعر الكسرة له محبوه وله شعراء متميزون سواء في حفلات الرديح أو شعراء المراسلات ولاشك ان عشاق هذا الفن كثر في منطقة الحجاز بكاملها ولكن بالنسبة لي أنا شاعر محاورة فقط وليس لي أي محاولة في كتابة الكسرة.
* لم يزل الأسلوب الهزلي مسيطراً على الساحة في ظل غياب جزالة المعنى ألا يدل هذا على عجز الشعراء عن خلق معاني جزلة؟
- جزالة المعنى مطلب لكل شاعر متمكن ومطلب للنخبة من المتذوقين لشعر المحاورة ولكن الأسلوب الهزلي يلجأ اليه بعض الشعراء في أوقات محددة لادخال البهجة والسرور على الجمهور ولو أن جزالة المعنى تبقى مطلبا رئيسيا والاهتمام بالمعنى أهم بكثير من سواه بحبك المعاني ونقضها من سمات شعر المحاورة فإذا افتقدت فقدنا أهم عناصر المحاورة.
* المجتمع الشعبي يتهم شعراء المحاورة بأن ثقافتهم ضحلة وتتركز ثقافتهم في التاريخ القبلي القريب وبالأخص الوقائع والمواقع غير المشرفة فما حقيقة هذه التهمة؟
- قد يكون الأمر يلامس بعض الصحة ولكن ليس الجميع فهناك الكثير من شعراء المحاورة يحملون مؤهلات علمية عالية والبعض لديه ثقافة عالية ومعرفة في جميع المجالات وكثير من المحاورات تجد فيها دلالة واضحة على ذلك وبالأخص محاورات ما يسمون بعمالقة شعر المحاورة.
* لم يستطع شعر المحاورة التطرق للقضايا الاجتماعية كبقية الفنون فهل السبب في خاصية هذا الفن أم لتجاهل الشعراء لهذه القضايا؟
- بالعكس شعر المحاورة يتطرق لقضايا اجتماعية كثيرة إذا وجد الشاعر المثقف المتمكن فإنه باستطاعته ان يجد في قضايا المجتمع معنى يداوله مع نظيره وخاصية هذا الفن لا تمانع وجود مثل هذه الأطروحات بل انه مطلب فشاعر المحاورة يبقى فرداً في المجتمع المحيط به.
* شعراء المحاورة وشعراء النظم التقليدي عدا مسعد القصيري في ينبع ليس لهم وجود اعلامي فمن الملوم الاعلام أم الشعراء أم أنهم وقعوا في خانة «دون مستوى النشر».
- لاشك انه يوجد عدد كبير من الشعراء في محافظة ينبع وبمستوى متميز ولكن دور الاعلام يمكنك سؤال الاعلام عنه ولكن ما أود ايضاحه انه لم يقم أي برنامج تلفزيوني أو إذاعي بزيارة المنطقة، واستضافة شعرائها سوى شعراء النظم أو المحاورة ولم يكن هنالك أي ظهور صحفي لشعراء المنطقة عدا بعض الاشارات التي لا تذكر عبر صحافة المنطقة الغربية، ونأمل ان يكون في المستقبل لفتة اعلامية لشعراء هذه المنطقة أسوة بغيرهم.
* يرى المتابعون والنقاد ان المحاورة قضت عهدها الذهبي في العشر سنوات الماضية وفي الموسمين السابقين بدا منحنى التطور بالانحدار فما الأسباب الحقيقية لهذه الانتكاسة؟
- كثير من الأمور أثرت سلبا في شعر المحاورة من ذلك جشع الشعراء ومغالاتهم في طلب الأجور وعدم مصداقية بعضهم والتزامه بالمواعيد مما أحرج كثيرا من أصحاب الحفلات أضف الى ذلك تدخل المستشعرين وظهور الشللية وبعض النزاعات والخلافات بين كبار الشعراء لاشك ان هذا كله أدى الى تدني مستوى وشعبية المحاورة وهبوط المكانة الاجتماعية التي كان يحظى بها الشعراء.
* في الختام ماذا يقول الزايدي للشعراء الشباب ومَن مِن الشباب يرى الزايدي أن مستواه يوحي ببزوغ نجم محاوره يكون بمستوى كلمة شاعر؟
- أوجه لهم النصح بأن يختاروا من المعاني أجزلها وأن يبتعدوا عن العبارات غير اللائقة والتي يستهجنها الجمهور ولو أضحكته كما أنصحهم بمحاولة لقاء كبار الشعراء للاستفادة منهم والتعود على سرعة الرد.
والكثير من الشباب إذا استمروا وحاولوا الرقي بمستواهم وابتعدوا عن شبح المهاترات سوف يكون لهم مستقبل واعد وشأن كبير وأعذرني من التخصيص.
البدع الحضرمي:
انت رجل حشيم وفوقك الثوب ضافي
مير ما نقبل الرجحه بميزانها
|
الرد الزايدي:
احمد الله على جسمي ثيابي نظافي
وكل بنيه نثبتها بسيسانها
|
|