من المهم معرفة نسبة حدوث مرض في أي مجتمع لأنه من عوامل رقي وتحضر أي مجتمع أن يعرف نسبة حدوث الأمراض فيه وذلك لكي يتفاعل المسؤولون تجاه هذا المرض بحسب نسبة انتشاره وخطورته .
وللأسف فإن العديد من الأمراض الشائعة لا نعرف حتى الآن نسبة حدوثها في مجتمعنا فمثلا مرض البهاق ومرض الصدفية نعلم أنهما يصيبان ما يقارب 2% من المجتمع الأوروبي والأمريكي لأن هذه الدراسات أجريت هناك.
ولكن السؤال المهم هو كم نسبة حدوث هذين المرضين في مجتمعاتنا العربية ؟
نعلم أن العامل الو راثي قد يكون له حظ كبير في نسبة حدوث هذين المرضين، ونسبة تزاوج الأقارب في المجتمع الغربي قليلة جدا مقارنة بمجتمعنا .
وأنا على يقين جدا أن نسبة حدوث كثير من الأمراض العائلية أو الوراثية هي أكثر بكثير مما درسناه في كتب الغرب.
أنه من المخجل جدا ألا نعرف نسبة حدوث أمراض شائعة جدا مثل البهاق والصدفية ولو سألت معظم أطباء الجلد العرب لقالوا لك ان عندنا إحساساً ( إحساساً فقط ) أن نسبة هذين المرضين أكثر من 2% .
أعلم أنه يوجد بعض الدراسات المتواضعة في هذا المجال ولكن المطلب الأساسي هو أن يكون هناك فقط مسح شامل وعام يشمل النساء والرجال من أعمار مختلفة من المجتمع السعودي .
لكي نكون فكرة صحيحة عن نسبة حدوث هذين المرضين في مجتمعنا .
وخلال عملي اتضح لي أن أكثر من 90% من مرضى البهاق لهم تاريخ عائلي بينما ما نقرأه في الكتب الغربية أن ثلث المرضى فقط لهم تاريخ عائلي .
إن معرفة نسبة حدوث هذين المرضين في مجتمعنا ومحاولة التعرف على الجين الوراثي المسبب من أولويات العمل الطبي الإحصائي ومن ثم التفاعل على حسب النسبة .
ومرضى البهاق والصدفية يحتاجون كغيرهم الصدق في طرح المعلومة الطبية لأن هذين المرضين هما من الأمراض الجلدية المزمنة التي لها انعكاسات نفسية واجتماعية وأحيانا يصاب المريض بالشلل الاجتماعي على الرغم مما تحتويه شخصيته من إبداع وتفوق.
استشاري أمراض طب وجراحة الجلد والعلاج بالليزر
|