حينما يقرأ الواحد منا القرآن أو يسمعه يتلى تمر آيات تحتاج منه الى وقفة تأمل ورجوع الى التفاسير وأقوال أهل العلم امتثالاً لامر الله تعالى بتدبر القرآن.
وهذا المقطع من آخر سورة التغابن يحسُن الرجوع الى تفسيره والبحث في كلام العلماء حوله، انه صريح القرآن ينطبق على حال كثير من الناس اليوم وبالرجوع الى اكثر من تفسير لهذه الآية وما بعدها تجد ابن كثير يقول عن تفسير هذه الآية: «يقول تعالى مخبراً عن الازواج والاولاد: أن منهم من هو عدو الزوج والوالد، بمعنى انه يلتهي به عن العمل الصالح كقوله تعالى: )يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تُلْهِكُمْ أَمْوَالُكُمْ وَلا أَوْلادُكُمْ عَنْ ذِكْرِ اللَّهِ وَمَنْ يَفْعَلْ ذَلِكَ فَأُولَئِكَ هُمُ الْخَاسِرُونَ) (المنافقون:9)
ولهذا قال ها هنا: {فّاحًذّرٍوهٍمً} قال ابن زيد: يعني على دينكم.
قال مجاهد: {إِنَّ مِنْ أَزْوَاجِكُمْ وَأَوْلادِكُمْ عَدُوّاً لَكُمْ } قال: يحمل الرجل على قطيعة الرحم أو معصية ربه فلا يستطيع الرجل مع حبه الا ان يطيعه». انتهى كلام ابن كثير.
انه واقع مرير لمن سلط الله عليه زوجه واولاده ليكونوا له حزنا ولتذهب نفسه عليهم حسرات لكن رجوعي الى تفسير آخر هو أضواء البيان للشنقيطي آنسني حينما وجدته يقول حول هذه الآية «مما يعتبر توجيهاً قرآنياً لعلاج مشاكل الحياة الزوجية وقضية الأولاد التعقيب على ذلك بقوله تعالى: ) وَإِنْ تَعْفُوا وَتَصْفَحُوا وَتَغْفِرُوا فَإِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ) (التغابن:14)
أي ان عداوة الزوجة والاولاد لا ينبغي أن تقابل الا بالعفو والصفح والغفران، وأن ذلك يخفف أو يذهب أو يجنب الزوج والوالد نتائج هذا العداء، وانه خير من المشاحة والخصام» وهذا الكلام الجميل هو ما يوافق اسلوب التربية الحديثة المبنية على احتواء الزوجة الجاهلة والاولاد الاشقياء وعدم مجاراتهم بجهلهم وضعف حنكتهم، وقديماً قال أبو تمام:
إذا جاريت في خلق دنيئاً
فأنت ومن تجاريه سواء
لكن بعض الآباء والأزواج لا يدركون أهمية هذا الجانب فيصابون بارتفاع الضغط والسكري بينما الطرف الآخر في غيهم يعمهون. سائلاً الله للجميع صلاح النية والذرية.
|