لقد سيطر المرض على دقات قلبها، وعلى الرغم من الجهود في محاربته.. وتقديم جميع العروض، رفض الرحيل، بل نصب خيمته بجوار رئتها كليتها وقلبه وقال لن ارحل.. وعلى الرغم مما أصابها لم نتوقع ان تغادر باكراً وترحل، مع علمنا الأكيد أننا كلنا عن هذه الدنيا راحلون.. وسالت دموع الفراق على الخدود بعد رحيلها.. وهو مصيبتنا، وظهر للعلن لهيب فراقها عند الصغير والكبير.. وهي حبنا، انها ام عبدالله.. احترق الفؤاد على فراقها، ام المكارم والمفاضل.. الظاهرة.. المسمية.. الحنون العطوف، نعم لقد رحلت بعد مصارعتها لآلام مرضها، ولمدةسنوات، فنعم الخالدات إن شاء الله يا أمي.
ومع تقبل خبر وفاتها هاتفيا في ليلة الاثنين 11-12/9/1423هـ عزيت نفسي أولاً في فراقها.. ثم ابي واخوتي واخواتي.. وابناءهم.. وكل من يغليها ويسأل عنها.. وأقول لهم إن الله امرنا وحق علينا طاعته {وّبّشٌَرٌ الصَّابٌرٌينّ الذٌينّ إذّا أّّصّابّتًهٍم مٍَصٌيبّةِ قّالٍوا إنَّا لٌلَّهٌ وّإنَّا إلّيًهٌ رّاجٌعٍونّ}. لقد رحلت.. وبقلبها المفعم بروح الايمان، فإن استنصحتها نصحتك.. وان طلبتها لبتك.. لا تحب لغيرها إلا ما أحبت لنفسها، صابرة ومحتسبة متوكلة على الله، وهذا غيض من فيض ورحم الله والدتي بواسع رحمته، أحسبها كذلك، ولا أزكي على الله احداً.. كانت تؤثرنا على نفسها، وتسأل عن أحوالنا، ولا تعتب على كبير وكيف بالصغير، عطوفة، حنونة..
اللهم اجعل قبرها روضة من رياض الجنة، واحشرها في زمرة عبادك المتقين الصالحين، واجمعنا بها في مستقر رحمتك.. وكرامتك.. انك جواد كريم سميع مجيب.
|