تأخذنا الحياة بين جزر ومد، يملؤنا الخوف من المجهول الآتي، ويؤرقنا خوفٌ من الماضي.. تداعبنا أطياف المنى فنستبشر خيراً، وتصدمنا صخور الواقع القاسية فتحطمنا وقد يخنقنا اليأس حينها.
وبمزيج من هذا وذاك تتداول أيامنا. ولكن التحدي الكبير يكمن في الصمود أمام أزمات الحياة ومصاعبها، والوقوف بشموخ في مواجهة رياحها. فالنجاح في الحياة لن يكون إلا لمن تجرع كأس الفشل ومرارته، ولم يعرف اليأس رغم هذا سبيلاً إلى روحه، بل جعله الفشل أكثر صلابة وأمضى عزيمة، فلم ينكس راياته ويعلن هزيمته واستسلامه، بل واجه واقعه بشجاعة، وآمن بصدق أن الفشل ما هو إلا أولى خطوات النجاح، والدرب طويل، ومشاقه صعبة ولن يقطعه إلا من تسلح بالأمل وامتلأت نفسه بالطموح، فلا العثرة تيئسه، ولا مرارة الفشل تردعه، وإن طأطأ للريح يوماً رأسه عاد ليرفعه بكل قوة وشموخ، ولم يسمح لها بأن تطمره في الرمال، بل انتفض وقام من تحت الرمل، فالأمل يحرر الإنسان من قيود الخوف، ويجعل من الظلماء نوراً، ومن المر حلواً وعذاباً ومن الفشل مدرسة نتعلم منها النجاح، وبالأمل فقط نستطيع أن نبتسم ولو من بين الدموع، ونضحك للحياة وإن عيَّت لنا.
|