أصبح وزير الحرب الإسرائيلي شاؤول موفاز في مرمى النيران الفلسطينية حيث اصرت إسرائيل على رفع مستوى الاغتيالات إلى القادة الفلسطينيين وآخرهم كان الدكتور إبراهيم المقادمة احد ابرز قادة ومؤسسي حركة «حماس» بينما توعدت الحركة انها ستستهدف الوزراء الإسرائيليين.
لقد سعت إسرائيل بشدة إلى الوصول بالتصعيد إلى اقصى درجاته وهي تعلم تماماً أنها ستلقى ردود فعل بذات الحدة، فقد اغتالت إسرائيل العديدين من القيادات واستهدفت آخرين نجوا من محاولاتها وفي كل مرة كان الرد الفلسطيني يقتصر على ذات المستوى وتركيزاً على الجنود وتجمعاتهم، لكن استشهاد الدكتور المقادمة احدث هزة عميقة في الأوساط الفلسطينية بمختلف توجهاتها ونبه إلى درجة القصد الإسرائيلي في استهداف القيادات والامعان في هذا التوجه ما جعل التصريحات الفلسطينية تركز على أهمية أن يكون الرد وسط قادة إسرائيل.
ولم يكن اغتيال الدكتور المقادمة إلا حلقة في مسلسل جرائم إسرائيلية متتالية اتخذت من قطاع غزة مسرحاً لها، مع نوايا اسرائيلية مبيتة تجاه القطاع تستهدف احتلاله بالكامل بعد ان اعادت قوات شارون احتلال معظم انحاء الضفة الغربية.
كما تأتي هذه الجرائم وسط انشغال الفلسطينيين بالوفاء بسلسلة من المطالب بما فيها الامريكية والإسرائيلية باحداث منصب رئيس الوزراء، بينما ينظر الفلسطينيون بجد إلى الاتفاق على وسائل وأدوات النضال في إطار سعيهم لتهدئة الأوضاع من أجل استئناف عملية السلام.
ويتم التصعيد الإسرائيلي وقد وجدت حكومة شارون نفسها مطلقة اليدين تفعل ما يحلو لها في ظل انشغال العالم بالتطورات العراقية.
كما ان حكومة شارون تحظى أكثر وأكثر بتقارب أمريكي بحكم التنسيق الشديد بينها وواشنطن لمواجهة متطلبات الحرب المرتقبة ضد العراق مما يجعل إسرائيل في مأمن من أي ضغط دولي أو حتى توبيخ من حليفتها واشنطن التي ترى فيما تقوم به إسرائيل مجرد أعمال تستهدف الدفاع عن النفس.
ولن ينتظر الفلسطينيون أن يهرع العالم إلى نجدتهم وحمايتهم من هذا الظلم الإسرائيلي لكنهم سيردون، وعلى إسرائيل أن تتهيأ للضربة المقبلة وعلى العالم اجمع ان يشهد انزلاقاً جديداً إلى المواجهات الدامية التي يصعب معها تبين أي أثر للسلام.. لأن المجتمع الدولي تقاعس حقيقة عن مسؤولياته في ردع تجاوزات إسرائيل والحد من عدوانيتها.
|