تم إخلاء المركز التجاري احترازياً
حزم من أنابيب بلاستيك غير قابلة للانفجار تثير قلق الأجهزة الأمنية في جدة

* جدة - خالد الفاضلي:
أبانت يوم أمس ل«الجزيرة» مصادر موثوقة وقريبة من تفاصيل حالة ارباك اجتاحت مركز تسوق المحمل في جدة يوم أمس الأول ان ملخص الحادث لا يتجاوز العثور على ثلاث حزم من أنابيب بلاستيكة قصيرة (10-15سم) يمر خلالها سلك كهربائي ويلتف حولها، مع اغلاق فتحات الأنابيب بمادة لزجة، ولم تكن مربوطة بساعة توقيت، كما لم يوجد برفتها أي رسالة تكشف عن نية أو هوية اشخاص وضعوها.
وتوصلت «الجزيرة» لتفاصيل أول ساعات الحادث ابتداء من الساعة السابعة وربع عندما بدأ أحد حراس السوق عمله الصباحي بتفتيش روتيني يشمل فتح صناديق مخصصة لمكافحة النيران في حالة نشوب حريق فوجد حزمة تتكون من عدة أنابيب بلاستيكة فئة (أنش واحد) يتراوح أطوالها من 10إلى 15سم (مرمية) داخل أحد صنادق الاطفاء وتنتشر صناديق الاطفاء في جميع الأدوار وهي سهلة الفتح والاغلاق. نفذ حارس السوق تعليمات سابقة بأنه في حال وجود أجسام مثيرة للريبة يجب الاتصال بالمشرف العام على حراسة السوق (وهو حسب مصادر الجزيرة ضابط سابق لديه خبرات متعددة في التعامل مع المتفجرات)، خلال دقائق كان المشرف على حراسة المركز يتفحص بخبرته العسكرية ويديه حزمة الانابيب حتى تأكد من عدم خطورتها ثم وجه بقية الحراس للبحث في جميع زوايا المركز عن أجسام مشابهة.
عثر بقية الحرس على حزمتين أخريين مما دفع المشرف على الحراسة بتوجيه مكالمة هاتفية لغرفة عمليات الأجهزة الأمنية (999) قبل الساعة الثامنة يشرح فيها حالة حزم أنابيب البلاستيك الثلاث وطالبا النجدة، ثم بعد عدة دقائق ولج لبهو المركز مجموعة من ضباط الشرطة وبقية الأجهزة الامنية المعنية، في حين طلب احد الضباط (برتبة مقدم) اخلاء مبنى المركز فوراً كما تم تسييج المركز بدائرة من رجال الشرطة في حين انفردت فرقة من مكافحة المتفجرات بحزم أنابيب البلاستيك.
من ناحية ثانية أكد أشخاص مهتمون في الشأن الأمني عدم تهوين الحادث ووجوب التعامل مع تفاصيله بحذر لأنها تحتوي اشارة غير مكتوبة فحواها ان من وضع اليوم حزما بلاستيكية غير متفجرة قد يضع في يوم آخر مواد خطرة بينما نفت إدارة المركز اعتبار ما تم العثور عليه مثير للقلق.
وفي السياق ذاته تابعت «الجزيرة» يوم امس الأحد حركة مجموعة من ضباط الاجهزة الأمنية يرتدون ملابس مدنية ويباشرون تحقيقات مع بعض رجال حراسات المركز وكذلك العاملين حتى الساعة الثانية ظهراً مع الاحتجاب عن تمرير تفاصيل أو ايضاحات عدا التأكيد على أن ما تم العثور عليه يوم أمس الأول لا يعدو كونه أنابيب بلاستيكية محشوة قليلا بمادة لزجة وملفوفة بسلك كهربائي له نهايتان غير متصلتين ببطاريات أو ساعات بينما عادت حركة التسوق الى طبيعتها.