* الرياض سعد العجيبان و سلطان المواش :
نيابة عن صاحب السمو الملكي الامير عبدالله بن عبدالعزيز ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء ورئيس الحرس الوطني افتتح صاحب السمو الملكي الامير سلطان بن عبدالعزيز النائب الثاني لرئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع والطيران والمفتش العام ظهر أمس الأول مؤتمر الخليج السادس للمياه بالتزامن مع الندوة الثانية لترشيد استخدام المياه في المملكة.
وكان في استقبال سموه لدى وصوله مقر المؤتمر بفندق انتركونتننتال بمدينة الرياض صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن عبدالعزيز أمير منطقة الرياض وصاحب السمو الملكي الأمير مقرن بن عبدالعزيز أمير منطقة المدينة المنورة ومعالي وزير المياه الدكتور غازي القصيبي.
وفور أن أخذ سموه مكانه في المنصة الرئيسية للمؤتمر بدئ الحفل الخطابي بآي من الذكر الحكيم.
ثم القى وكيل وزارة المياه الدكتور علي الطخيس كلمة بين خلالها أن دول مجلس التعاون تشهد منذ اكثر من ثلاثة عقود تنمية شاملة في مختلف النواحي الاجتماعية والعمرانية والصناعية والزراعية وصاحب هذه التنمية زيادة كبيرة في الطلب على المياه. واوضح ان الجهود في دول المجلس منصبة على جانب ادارة العرض لتلبية الاحتياجات المائية المتزايدة عن طريق التوسع في بناء محطات تحلية مياه البحر وحفر مزيد من الآبار لاستخراج المياه الجوفية وتشييد السدود للاستفادة من مياه الامطار ومعالجة مياه الصرف الصحي واعادة استخدامها.
وطالب د. الطخيس اعادة النظر في اسلوب تعاملنا مع مصادر المياه المتاحة والاتفاق على اولويات استخدامها من خلال تكثيف جهودنا على ادارة الطلب على المياه.
بعد ذلك القى رئيس جمعية علوم وتقنية المياه الرئيس المشارك للجنة التنظيمية العليا للمؤتمر والندوة الدكتور وليد خليل الزباري كلمة اوضح فيها أن انعقاد المؤتمر يأتي استشعاراً للاخطار المحدقة بالأمة العربية والإسلامية، وعلى وجه الخصوص هذا الاقليم من العالم، الذي يطمح ابناؤه في اللحاق بركب الدول المتقدمة.
وبين ان الاهتمام الكبير الذي توليه دول مجلس التعاون في محاولة الخروج من هذا الواقع، واصرارها على المضي قدما في المشاريع التنموية، هو الباعث للامل في احداث التغيير المنشود.
وأفاد ان جمعية علوم وتقنية المياه الخليجية تبارك الخطوة المهمة التي اتخذها اصحاب المعالي وزراء المياه في دول مجلس التعاون لدول الخليج العربية في اجتماعهم الاول، بالموافقة على تحويل مركز الجبيل لابحاث تحلية مياه البحر، الى مركز اقليمي لابحاث التحلية.
معرباًعن أمله بخطوات مماثلة لزيادة التنسيق والتعاون بين دول المجلس في مجالات المياه الاخرى ذات الاولوية كادارة موارد المياه الطبيعية ومياه الشرب ومياه الري ومياه الصرف الصحي.
وأعرب عن تفائله بموافقة المجلس الوزاري لمجلس التعاون في دورته الثالثة والثمانين التي عقدت في جدة بالمملكة العربية السعودية في منتصف العام الميلادي الماضي على تكوين لجنة وزارية للمياه تترجم المقترحات والدراسات والتوصيات على هيئة قرارات نافذة تتيح لاجيال الغد العيش بأقل الضغوط الممكنة من عدم توافر المياه الصالحة للاستخدام.
ثم ألقى امين عام جائزة الأمير سلطان بن عبدالعزيز العالمية للمياه ورئيس مركز الأمير سلطان بن عبدالعزيز للبيئة والمياه والتصحر بجامعة الملك سعود الدكتور عبدالملك آل الشيخ كلمة اكد فيها أن حكومة خادم الحرمين الشريفين الملك فهد بن عبدالعزيز وولي عهده الامين وسمو النائب الثاني تولي اهتماماً بالغاً بتنمية الموارد الطبيعية في المملكة العربية السعودية وخاصة الموارد المائية، لما لذلك من آثار ايجابية على مستقبل البلاد والاجيال القادمة. وتأكيدا على هذا الاهتمام فقد اعلن صاحب السمو الملكي الامير سلطان بن عبدالعزيز النائب الثاني لرئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع والطيران والمفتش العام في الرياض في 15/8/1423هـ الموافق 21/10/2002م عن بدء الدعوة للترشيح لنيل جائزة عالمية علمية تقديرية تحت مسمى: «جائزة الامير سلطان بن عبدالعزيز العالمية للمياه».
وقال إن هذه الجائزة تهدف الى تقدير جهود وبحوث العلماء والمبدعين والمؤسسات العلمية والتطبيقية في مجال المياه في شتى انحاء العالم على انجازاتهم المتميزة التي اسهمت في ايجاد الحلول العلمية الكفيلة بعون الله بالوصول الى توفير المياه الصالحة للاستعمال والتقليل من ندرتها والمحافظة على استدامتها وخاصة في المناطق الجافة ويرأس مجلس الجائزة صاحب السمو الملكي الامير خالد بن سلطان بن عبدالعزيز ويضم في عضويته معالي وزير المياه ومعالي مدير جامعة الملك سعود ومعالي محافظ المؤسسة العامة لتحلية المياه المالحة وثلاثة خبراء محليين وثلاثة خبراء دوليين وامين عام الجائزة، ويتولى مركز الامير سلطان لابحاث البيئة والمياه والصحراء بجامعة الملك سعود الامانة العامة للجائزة.
وبين د. آل الشيخ ان الجائزة تشمل خمسة افرع وقيمتها لكل فرع خمسمائة الف ريال وتمول من قبل مؤسسها صاحب السمو الملكي الامير سلطان بن عبدالعزيز وستكون موضوعات الجائزة للدورة الاولى «2002-2004» على النحو الآتي:
في مجال المياه السطحية:
الموضوع : الطرق الفعالة للتحكم في الفيضانات
في مجال المياه الجوفية:
الموضوع: التغذية الاصطناعية للمياه الجوفية.
- في مجال الموارد المائية البديلة «غير التقليدية»:
الموضوع: التقنيات الاقتصادية لتحلية مياه البحر.
- في مجال ادارة الموارد المائية:
الموضوع: اساليب حديثة وفعالة لترشيد استهلاك مياه الري
- في مجال حماية الموارد المائية:
الموضوع: حماية المياه الجوفية من الملوثات الزراعية.
ثم ألقى معالي امين عام مجلس التعاون لدول الخليج العربية عبدالرحمن بن حمد العطية كلمة اكد فيها ان انعقاد المؤتمر يأتي من منطلق حرصنا على تنفيذ التوجيهات السامية لاصحاب الجلالة والسمو قادة دول المجلس، حفظهم الله، التي تؤكد، وبصفة مستمرة، على ايلاء قطاع المياه ما يستحقه من الاهتمام، لاسيما في ظل افتقاد منطقتنا للمصادر المائية العذبة، حيث تشكل تحلية مياه البحر رافداً رئيسياً لمصادر المياه في دول مجلس التعاون.
وقال معاليه: إن حكومات دول المجلس تتحمل التكاليف المادية الباهظة جراء عمليات التحلية.
واضاف معاليه ان المجلس الاعلى قد اصدر في دورة انعقاده الثالثة والعشرين، في الدوحة في شهر ديسمبر 2002م، قراراً باعداد دراسة جدوى اقتصادية للربط المائي بين الدول الاعضاء في المجلس.
ويأتي ضمن اهتمام دول المجلس بقطاع المياه الاعداد لسياسات مائية تأخذ في الحسبان تنمية مواردها المائية، والبحث عن مصادر اخرى تكون رافداً من روافد المصادر المتوفرة، بالاضافة الى الاهتمام بعنصري التوعية والتثقيف بضرورة الحد من الاسراف في استهلاك المياه وترشيد استخدامها.
بعد ذلك القى معالي وزير المياه الدكتور غازي بن عبدالرحمن القصيبي كلمة قال فيها: إن سكان العالم الذين يبلغ عددهم قرابة ستة بلايين يستهلكون قرابة «50%» من كل المياه الصالحة للشرب على هذا الكوكب. واذا استمر الاستهلاك بمعدلاته الحالية فانه من المتوقع، خلال ربع قرن او اقل ان يستهلك هؤلاء السكان «90%» من المياه الصالحة للشرب. وعندها سوف يعيش ثلثا البشر في فقر مائي مدقع مهلك.
وخطورة الامر لا تقتصر على المستقبل، بعيده او قريبه، بل تلقي بظلالها القاتمة على الحاضر. يقول التقرير العلمي نفسه ان اكثر من بليوني انسان يعانون امراضاً فتاكة لها صلة بالمياه الملوثة التي يشربونها. ويقول التقرير ان «60%» من الاطفال الذين يموتون كل سنة يموتون بسبب امراض تنقلها المياه الملوثة. ويضيف التقرير ان ضحايا المياه الملوثة، او الناضبة، يصل الى اكثر من خمسة ملايين انسان كل عام، وهذا الرقم يزيد بعشرة اضعاف عن ضحايا الحروب مجتمعة.
واضاف معاليه قائلاً: نحن لا نتحدث اذن، عن احتمالات خيالية، او كوابيس قد تجيء وقد لا تجيء، او عواقب وخيمة يمكن ان تزور ويمكن ان تغيب. نتحدث عن ازمة حقيقية طاحنة، نراها بأعيننا ونلمسها بأيدنا ونشمها بأنوفنا، ونسمع انين ضحاياها بآذاننا، ونذوق ملوحتها بألسنتنا، وهي ازمة ستتحول، اذا عجزنا عن اتخاذ القرارات الشجاعة الضرورية، الى كارثة تأكل الاخضر واليابس، ولا تبقي لاولادنا واولادهم سوى بئر معطلة، وذكريات الري الذي ذهب ولن يعود.
وبين ان الخليج العربي يملك من الموارد ما جعلنا، حتى الآن قادرين على ملاحقة الطلب الجامح على المياه، الا ان الموارد تتناقص والاستهلاك يتزايد والمال محدود والاستهلاك لا تحده حدود. الحق اقول لكم، اذا لم نبدأ، على الفور، او كما يقال امس قبل اليوم، بترشيد صارم حازم يدير الطلب بفعالية وكفاءة، فان المصير الذي ينتظر هذا الجيل لن يختلف عن المصير المفزع الذي سيواجهه ثلثا البشر، جيراننا في هذا الكوكب الصغير.
وهذا اللقاء هو جرس انذار يقرع لتنبيه الغافلين، وصرخة تشق اجواء الفضاء لتوقظ النائمين. الا انه، قبل ذلك، مجهود علمي رصيد يعتمد على الرقم الدقيق والمعلومة الصحيحة لا على الاوهام والاحلام وهو مجهود يحتاج اليه صانع القرار كما يحتاج اليه رجل الشارع - واي قيمة لقرار لا يصب في مصلحة رجل الشارع؟
كلمة الأمير سلطان
بعد ذلك ألقى صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن عبدالعزيز النائب الثاني لرئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع والطيران والمفتش العام كلمة هذا نصها:
بسم الله الرحمن الرحيم
أيها الإخوة الكرام
اخي الأمير سلمان بن عبدالعزيز
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
الحمد لله رب العالمين
والصلاة والسلام على نبينا محمد خاتم الانبياء والمرسلين انه لمن دواعي الغبطة والسرور ان اخاطب عقولكم الرصينة العاملة للترشيد في استهلاك المياه بالمملكة العربية السعودية.
ويطيب لي في البدء ان اتشرف بالتعبير لكم نيابة عن مولاي خادم الحرمين الشريفين وسيدي ولي العهد الامين واصالة عن نفسي عن أسمى آيات الشكر والتقدير..
كما انه من عظيم الشرف لي ان اتحدث اليكم باسم صاحب السمو الملكي الامير عبدالله بن عبدالعزيز ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء ورئيس الحرس الوطني الراعي الاول لهذه الندوة المباركة والتي تعقد بالتزامن مع فعاليات المؤتمر الخليجي السادس للمياه الذي حرص سموه لان يكون معكم لولا ارتباطه حفظه الله..
أيها الاخوة الكرام...
لقد خص الله منطقتنا هذه بسمات كثيرة ووهبها من الخيرات ما يوجب الشكر..
فله الحمد والمنة.. ولقد جهدت حكومات هذه المنطقة بالبحث عن خيرات ارضها والتمتع بها.. والتمتع بما وعدها الله من فضله.. وتسخير كل ذلك لمواطنينا.
وكانت حكومة المملكة العربية السعودية سباقة الى ذلك..
أيها الاخوة..
لقد ادرك الملك عبدالعزيز طيب الله ثراه بثاقب نظره ان التنمية الشاملة التي ينشدها ترتكز ارتكازاً رئيسياً على توفير المصادر الرئيسية من المياه لتحقيق برامج التنمية.. فأولى اهتمامه البالغ في هذا الجانب بالذات.. حيث صدرت اوامره رحمه الله في عام 1362ه باستخدام التقنية الامريكية لدراسة وتقييم الموارد المائية في المملكة وتتابعت بعد ذلك الدراسات والبرامج التي على ضوئها قامت الدولة بحفر الآبار وانشاء السدود ومحطات تحلية المياه المالحة.. فتحقق الكثير من الانجازات في هذا المجال الحيوي الهام بحكم الدعم الكبير والاهتمام البارز من لدن خادم الحرمين الشريفين وسمو ولي عهده الأمين حفظهم الله.
أيها الاخوة
إن للماء في هذا الجزء من العالم وضعا خاصا لا يعرفه الا من يواجه ندرة لهذا العنصر الحيوي الهام.. ولقد املى ذلك علينا حكومة ومواطنين ان نجتهد في ترشيد استهلاكنا له.. وانني لعلى ثقة ان جهودكم المباركة ستحقق بحول الله ما نصبو اليه جميعاً من الحفاظ على ما تحقق لنا من مستوى معيشي رغد راق، مع عدم الاسراف فيما رزقكم الله إياه.
أيها الاخوة..
إن من الحكمة.. والحال على ماهو عليه من ندرة في هذا المصدر الحيوي ان نسخر وسائل استخراجه والحفاظ عليه لكل ما من شأنه ان نكون نموذجاً يحتذى.. وانني لعلى ثقة عما ستتمخض عنه ندوتكم هذه من ابحاث ودراسات وتوصيات ستصب في هذا المطلب الهام ان شاء الله.
وفي الختام ابتهل الى الله جلت قدرته ان يجعلنا ممن اذا أعطي شكر.. فبالشكر تدوم النعم.. اكرر شكري للقائمين على هذه الندوة الهامة على حسن ترتيبها واسأل الله لهم دوام التوفيق.
إنه و لي ذلك والقادر عليه والحمد لله من قبل ومن بعد والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
ثم تشرف معالي وزير المياه د. غازي القصيبي بتقديم درع تذكاري لسمو النائب الثاني، اثر ذلك افتتح سموه معرض معدات وتقنية المياه المصاحب للمؤتمر واطلع على ما يحتويه من تقنيات لترشيد استهلاك المياه.
ثم غادر سموه مقر المؤتمر بمثل ما استقبل به من حفاوة وتكريم.
وحضر المؤتمر صاحب السمو الملكي الامير خالد بن سلطان بن عبدالعزيز مساعد وزير الدفاع للشئون العسكرية واصحاب السمو الملكي الامراء والمعالي الوزراء وكبار المسئولين من مدنيين وعسكريين.
|