* تغطية - عوض مانع القحطاني - صالح الفالح:
أكد صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن عبدالعزيز النائب الثاني لرئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع والطيران والمفتش العام ان مطار عرعر تم اغلاقه حالياً للحفاظ على سلامة أهالي عرعر حاضرة وبادية في ظل الظروف الحالية، كما ان قيادته سعودية بالكامل.
وقال سموه في مؤتمر صحفي عقده مساء أمس عقب رعايته لحفل جائزة الملك فيصل العالمية.. ان الطائرات السعودية لن تدخل لحدود العراق وسوف تقدم خدماتها على الأرض انطلاقاً من احترام المملكة للحدود الدولية.
وفي رد على سؤال ل«الجزيرة» حول كيفية تحصين الجبهة الداخلية من الاختراقات في ظل الأوضاع الراهنة خاصة من الاشاعات التي تروجها القنوات.. أجاب سمو الأمير سلطان قائلاً: الاشاعات ليست من الداخل ولو فتحتوا الفضائيات وبكل أسف ولو تأتي من خوف بموجب الميثاق الإعلامي المصدق من وزراء الإعلام والداخلية في الجامعة العربية.. ولو طبق هذا النظام ما وجد مثل هذه الغوغائيات العربية الموجودة الآن.
نحن ليست لدينا مشاكل داخلية وعندنا مطالب اصلاح داخلية.. عندنا تطور داخلي وعندنا قيادة حكيمة تعمل ليلا ونهارا للتطور كلهم موجودون.. وماذا كان في الرياض قبل عشرين سنة.. وهل أحد يعرف الرياض قبل عشرين سنة.. وأنا كنت أميراً للرياض قبل 50 سنة.. وكان في الرياض 170 ألف نسمة فقط، وكانت الرياض عبارة عن 4 كيلومربع فقط وكنا نزور الرياض مشياً على أرجلنا بدون سيارات والآن في الرياض 4 ملايين نسمة والرياض الآن مساحتها تقارب نصف الخليج وذلك التطور يسير وكذالك الجامعات والمعاهد العلمية والكليات التقنية ايضا وكذلك مجلس الشورى .. وإنما لا يمكن ان نقول اعطينا شعبنا كما يجب او كما نريد أو كما يجب لخدمتهم.. ولكن الباب ماشي وولي العهد متبني كل الاصلاحات وربنا يعينه ونحن نمشي معه ونتكاتف معه يداً بيد ونمشي معه بكل قوة وادراك وثبات في عزيمتنا وديننا.
وفي رد على سؤال في ظل الأوضاع الراهنة ونشوب حرب لا سمح الله وما هي كلمة سموه تجاه رجال الأعمال والتجار.. في مثل هذه التطورات.. قال سموه: إنني أحب ان أقول شيئاً غريب تجارنا في هذا الزمن أحسن من الدولة تجارنا يُهدون الدولة الآن مثل ما يدركون.. تجارنا يحاربون الغش والفساد ورفع الأسعار.. ولذلك ان نخوة التجار أكبر مما يقال فيهم.. وإذا كانوا مطمئنين فكل الأمور تسير على ما يرام.. لكن الدولة واعيه لكل شيء يسيئ أو يضر المواطن الاعتيادي.
وابان سموه بأن الحرب على العراق هذه المرة ليست كالحرب الأولى فالحرب الأولى كان العراق بقوته ولكن الحرب هذه المرة تختلف، فالعراق ضعيف ونحن الآن على أبواب حرب وندعو الله سبحانه وتعالى أن يجنب شعب العراق تلك الحروب ولذلك نحن نأمل ألا تحصل الحرب واذا حصلت الحرب فلو تدفق على المملكة الآلاف فإن الدولة سوف تقوم بواجبها تجاه هؤلاء الأشقاء.
ونفى سموه بأن يكون هناك أي كنائس في قاعدة الأمير سلطان الجوية موضحاً سموه بأن المملكة لها علاقات وتعاون منذ عام 51م مع كثير من الدول ولم تسمح بأي شيء يخالف شرع الله فإننا لن نرضى به.. ولن يتم ذلك اطلاقاً في هذه البلاد.
يعملون ما يفعلون داخل بيوتهم وأهلهم وليس لنا أي دخل فيهم ولكن الذي نراه يخالف ذلك فإننا لا نسمح به وهذه سياستنا وهم يعرفون ذلك جيداً ومن يقول الاشاعة نحن نعرف أهدافه... وليسوا وطنيين ، الوطنيون من يحافظون على بلادهم وليس من يروجون الاشاعة.
وأوضح سموه بأن كل الأعمال التي ستقام في مطار عرعر تعتبر كلها أعمالاً إنسانية..وحول وجود تمارين مشتركة بين القوات الأمريكية والسعودية في الطيران بمنطقة تبوك أوضح سمو الأمير سلطان بقوله إن تبوك تعتبر سواد العين للمملكة وتبوك في موقع خطر وما ننسى ونحن أعداء لإسرائيل 100% ولا ننسى بأن إسرائيل تحاول المستحيل وهي الجرح للمملكة في هذه الأوضاع الراهنة الحرجة، ولذلك نقلنا أكبر أسطول حربي.. ويعتبر في العالم أجمع ما يوجد سوى في أمريكا فقط.. أكبر طائرات موجودة في تبوك، وأكبر قوة ضاربة موجودة في تبوك، كذلك أكبر قوات برية في تبوك حماية لتبوك وأهلها والمملكة، لكنه هذا لا يعني أننا مع الأمريكان ما عندنا مانع وأمريكا غير واثقة بأننا نحارب إسرائيل.
وأضاف سموه اننا عملنا مناورات مع الأمريكيين سابقا في الظهران، وكذلك مع الفرنسيين والانجليز في البحار ونحن مستمرون بالتعاون مع دولة عندها تطور تقني نتعاون في مناورات معها لصالح تطوير قواتنا المسلحة في جميع قواتنا.
وفيما يتعلق بالاتهامات الأمريكية الموجهة للمملكة.. بأنها تدعم الارهاب من خلال الجمعيات الخيرية.
قال سموه: إن مثل هذه التصريحات تعود أساسا من دول هي ضد المملكة، وهذه الاتهامات تصدر جميعها من إسرائيل ضد المملكة، وليس أمريكا، والإسرائيليون سيبذلون كل جهد ضد المملكة لأن المملكة هي الدولة الوحيدة التي وقفت ماديا ومعنويا مع الفلسطينيين منذ عهد الملك عبدالعزيز - طيب الله ثراه - وحتى وقتنا الحاضر، ونحن مع الفلسطينيين، ولذلك نحن ما يضيرنا كل مثل هذا الكلام.. نحن بالمملكة ضد الارهاب والدين ينبذ الارهاب.. والإجرام وأكرر بأننا نحن ضد الارهاب 100% ، أما ما يقال نعمل ما نعمل لا يهمنا.. وكما يقال (القافلة تسير واللي يحكي.. يحكي).
وتابع سموه قائلا لا نريد أن يتكرر مرور إسرائيل إلى العراق مثل ما قامت به في الماضي أثناء حرب الخليج. وقواتنا في تبوك تعتبر أولى مهماتها هو عدم اختراق إسرائيل للأجواء العربية والسعودية بالذات الى أي دولة عربية.
وفيما يتعلق بتكامل الاستعدادات للقوات العسكرية السعودية في ظل الأوضاع الراهنة بالمنطقة أجاب سموه بقوله: إن من واجب القوات السعودية ان تستعد في مثل هذه الظروف الراهنة الحرجة التي تمر بها المنطقة، لكن كيف وما هو.. نتركها.. لأنني مثل هذه الأشياء والأمور لا أملكها أنا شخصيا تملكها القوات العسكرية..
وحول ما أعلنته أمريكا بأن 17 مارس هو آخر موعد للعراق بالتجاوب مع القرارات الدولية.. وفي حالة نشوب حرب بدون اللجوء إلى مجلس الأمن.. ماذا سيكون موقف المملكة، وفي حالة صدور قرار من مجلس الأمن هل تلتزم المملكة بتقديم دعم حربي لأمريكا، أثناء حربها على العراق حسب الاتفاقية المبرمة بين البلدين؟..
قال سموه أولا ما هناك اتفاقية مبرمة للتعاون الحربي مع أمريكا أو دولة أخرى.
ثانيا نحن بالمملكة ضد الحرب سواء بقرار من مجلس الأمن أو غيره.. لكن المهم ان يعرف الإنسان من هو الشخص وهل المملكة عندها من القوة ما تمنع أي دولة في العالم من الحرب.. ونتمنى ان يكون ذلك.. لكن نحن ضد الحرب سواء بقرار من مجلس الأمن أو غير مجلس الأمن.
وحول ما يثار بأن هناك خلافاً ما بين القوات الأمريكية وقوات درع الجزيرة في وضع الجنود السعوديين في المواجهة في الحرب ضد العراق.
أنا سمعت ما قيل في مثل هذا الموضوع لكن أولا درع الجزيرة ليس ملكاً للسعودية وهو ملك 6 دول خليجية وقرار مجلس القمة ماضيا ولاحقا ينص على أنه إذا طلبت دولة من دول مجلس التعاون الخليجي تحرك درع الجزيرة الى البلد المتواجدة فيه.. عندما ندخل في مشاكل خارجية تتحرك قوة درع الجزيرة حالا.. ولذلك نفذنا أمر القمة ونفذنا أمرا للمجلس الوزاري ونفذنا أمراً لوزراء الدفاع، فدرع الجزيرة سار من منطقته التي يتواجد فيها الكويت لا من أجل أن يدخل حربا مع العراق، ولكن دفاعا عن الكويت مضيفا سموه أنه ليس هناك أي شيء يخالف قرارات مجلس القمة الخليجية.
وفي رد على سؤال «الجزيرة» حول نظرة سموه لقمتي شرم الشيخ والإسلامية الاستثنائية بقطر وهل خرجتا بتصورات وقرارات لوضع حلول تجاه الأزمة العراقية.
قال سموه: هذه الأمور قد تداولها من هم أكبر مني ومجلس القمة يمثل قمة العرب ومجلس الدول الاسلامية يمثل مجموعة الدول الإسلامية.. ولذلك أي رأي من عندي الآن سواء بالتأييد أو في المناقضة يعتبر تطبع نفسي أكثر مما أنا فيه.
وحول كيفية تعامل الاقتصاد السعودي مع مرحلة الحرب لا سمح الله التي تمثل شبحا مثيرا وانعكاسات باهظة على المنطقة بأسرها.. ولا سيما ان الاقتصاد السعودي يعاني من مديونية داخلية..
أجاب سموه بقوله أولا ان الاقتصاد السعودي الآن أقوى مما كان في سنواته جميعها والسعوديون عندهم الحمد لله من النظام المالي خارج السعودية وداخلها، فرجال الأعمال السعوديون وللدولة ما يتعلق بالطمأنينة.
وثانيا نحن يد واحدة وجند واحد مع دول مجلس التعاون الخليجي ولن يضيرنا شيء ونحن جميعا يد واحدة ومتعاونون ومتكاتفون وكل دولة سوف تساعد وتساند الأخرى.
وحول مدى صحة ما تردد من أشياء بأن المملكة قد وافقت جديا للقوات الأمريكية باستخدام احدى القواعد الحربية بالمملكة في حالة شن حرب ضد العراق.
قال سموه: ليس بيننا بالمملكة وبين الأمريكان أي اتفاق بقواعد تنزل فيها وتضرب منها وتسير.. نحن لدينا اتفاق مع مجلس الأمن بطائرات اكتشاف وبحث في خط 33-30 بين العراق والكويت والمملكة.. وغيرها كما في تركيا من الجهة الشمالية.
وحول تقدم الحكومة الباكستانية لمجلس الأمن بقرار يعكس وجهة نظر دول المجلس والدول العربية.
قال سموه: ان ذهاب باكستان لمجلس الأمن بصفتها عضواً في مجلس الامن فهي تقدمت تأييداً للأمة العربية والإسلامية.. ونأمل من الله سبحانه وتعالى ان يكون هناك نوع من التفهم لوجة نظر الأمة العربية والإسلامية.
|