لا تزال الساحة السياسية تؤثر سلباً في الأوضاع الاقتصادية، وبما في ذلك أسواق العملات، وقد هبط الجنيه الاسترليني إلى أدنى مستوياته أمام العملة الأوروبية الموحدة، في بداية الأسبوع إلى أدنى مستوياته منذ أربعة أعوام، بينما حقق أدنى مستوياته أمام العملة الأمريكية منذ حوالي الشهرين في اليوم نفسه، وبدوره حقق الدولار خلال اليوم الثاني من الأسبوع أقل مستوى له منذ أربعة أعوام أمام كل من الفرنك السويسري واليورو، وحقق الدولار هذا التراجع الكبير بعد أن شككت تصريحات وزير الخزانة الأمريكي (جون سنو) بشأن سياسة الدولار القوي التي تنتهجها واشنطن، حيث أبدى سنو عدم قلقه بصفة خاصة بشأن تراجع الدولار منذ الاجتماع الماضي لمجموعة الدول الصناعية السبع الكبرى (21 و22 فبراير)، ولكن تصريحات لمتحدث باسم وزارة الخزانة حدت من استمرار تراجع الدولار، حيث أكد أن موقف سنو لم يتغير وهو مازال يفضل الدولار القوي، وكانت الأنباء عن تدخلات يابانية قد حدت من تراجع الدولار أمام العملة اليابانية، وقبل اجتماع البنك المركزي الأوروبي خلال هذا الأسبوع، توقع المحللون الاقتصاديون أن يلجأ البنك المصرفي الأوروبي إلى خفض أسعار الفائدة للمرة الثانية خلال ثلاثة أشهر، وذلك نظراً لاستمرار تدهور الاقتصاد الأوروبي، وفي ظل هذا الترقب ارتفع الجنيه الإسترليني إلى أعلى مستوياته في أسبوع أمام اليورو، وأعلى مستوياته منذ أسبوعين في التعاملات الأوروبية أمام العملة الأمريكية وتجاوباً مع الوضع الاقتصادي الأوروبي، قام البنك المركزي بخفض معدل الفائدة بعد اجتماعه إلى أدنى مستوى منذ أربع سنوات بواقع ربع نقطة مئوية، ومع ذلك فقد جاء هذا التخفيض في معدل الفائدة أقل من المتوقع، حيث كان المحللون يتوقعون تخفيضاً قدره نصف نقطة مئوية، خاصة بعد تصريح رئيس البنك المركزي (فيم دويسنبرغ) أنه يشك في إمكانية أن يستعيد النمو في منطقة اليورو قوة الدفع هذا العام، مما جعل المتعاملون يشعرون بخيبة أمل، وعلى الرغم من ذلك فقد دفع هذا الخفض في معدل الفائدة العملة الأوروبية لتقترب من تحقيق أعلى مستوى لها منذ انطلاقها، مدعومة أيضاً بتزايد القلق السياسي، إلا أن إصرار الولايات المتحدة على تبني سياسة الدولار القوي، بالإضافة إلى تباطؤ نمو الاقتصاد الأوروبي، يجعل محافظة العملة الأوروبية على مراكزها القوية أمام الدولار، أمراً صعباً، وعلى الرغم من ضعف أسواق الأسهم في إنجلترا، وتباطؤ النمو الاقتصادي، فضل بنك إنجلترا المركزي كما توقع المحللون، إبقاء سعر الفائدة دون تغيير على 3 ،75%، وقد سجل الدولار مقابل اليور في نهاية الأسبوع الأول من شهر مارس لعام 2003 حسب إقفال نيويورك ليوم الجمعة، انخفاضاً بلغ (1 ،91%) مقارنة بإقفال الأسبوع المنصرم، ووصل سعر اليورو مقابل الدولار، إلى مستوى بلغ في ذروته (1 ،1067) دولار، وكان أقل مستوى تراجع له (1 ،0765) دولار ، وقد أقفل على مستوى بلغ (1 ،1003) دولار في نهاية الأسبوع نفسه.
تطور أسعار العملات مقابل الدولار الأمريكي لإقفال الأسبوع الأول
من مارس 2003 إقفال نيويورك
العملة الأعلى الأدنى الإقفال نسبة التغيير
اليورو 1067 ،1 0765 ،1 1003 ،1 91 ،1%+
الين 6092 ،1 5709 ،1 6024 ،1 86 ،1%+
الجنيه الاسترليني 30 ،118 34 ،116 04 ،117 91 ،0%-
الفرنك السويسري 3580 ،1 3237 ،1 3353 ،1 25 ،1%-
|