تختلف توقعات المحللين حول إمكانية تخفيض الفائدة خلال الاجتماع المرتقب في 18 مارس الحالي، للبنك الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي، فبينما يرى البعض منهم ضرورة تخفيض الفائدة حيث إن ذلك يوفر المزيد من الأموال في الاقتصاد الأمريكي، مما يساعد على تفادي الركود والتضخم، يرى البعض الآخر أن البنك لن يتخذ أي إجراءات لتخفيض الفائدة في اجتماعه القادم، واستناداً إلى تصريحات آلان جرينسبان (رئيس البنك)، تفيد بأن الاقتصاد الأمريكي سوف يتعافى بعد تلاشي المخاوف السياسية، وتراجع أسعار البترول التي ارتفعت بناء على هذه المخاوف، مما يعني أن البنك يترقب نشوب الحرب قبل أن يعلن مدى ضرورة تخفيض معدلات الفائدة، ويرى بعض من المحللين والخبراء أن البنك يتجاهل الآثار السلبية لمرحلة ما قبل الحرب، والمتجلية في تراجع ثقة المستهلك الأمريكي، وتراجع قطاع التصنيع، بالإضافة إلى انخفاض أسعار الأسهم، وارتفاع أسعار البترول، وكلها تمثل أعباء ثقيلة على الاقتصاد الأمريكي، وكل ما اقترحه جرينسبان لمواجهة التداعيات المتوقعة للحرب المحتملة ضد العراق على الاقتصاد العالمي، هو الانتظار وترقب النتائج، بينما حذر خبراء اقتصاديون أمريكيون حائزون على جائزة نوبل للاقتصاد، إدارة بوش من أن عواقب الحرب الاقتصادية ستكون وخيمة، حيث ستتسبب في ارتفاع معدلات الفائدة وأسعار الطاقة بالإضافة إلى أنها قد تؤدي إلى انهيار ثقة المستهلكين، كما أنها ستسبب مخاطر تتجلى في انعدام الاستقرار والإرهاب، واعتبروا الأولوية المعطاة للقطاع العسكري تؤثر في انتعاش قطاع التكنولوجيا وتأتي على حساب الاقتصاد الأمريكي، ووصف أحد الخبراء المحذرين، إدارة بوش بأنها لا تعمل لمصلحة الشعب الأمريكي، نظراً لأنها لا تهتم بالعواقب الاقتصادية الوخيمة لهذه الحرب، واتهم بوش بأنه يحول انتباه الشعب الأمريكي عن المشاكل الاقتصادية العويصة التي يعجز عن حلها، بتركيزه وفريقه على الحرب ضد العراق والمبالغة في ذلك، وعموماً لن يختلف أداء الأسواق كثيراً في الأسبوع الثاني من الشهر الجاري، عما شاهدناه في الأسبوع الأول، مما يعني حجم تداول ضعيف مع استمرار الترقب والغموض بشأن الحرب، وقد تبدأ الشركات خلاله بإصدار تحذيرات عن عن أرباحها للربع الأول من هذا العام، مما قد يرفع من الانعكاسات السلبية التي تشهدها الأسواق حالياً، إلا أن أرقام اقتصادية جديدة ينتضر ظهورها خلال الأسبوع القادم، من شأنها أن ترفع من معنويات الأسواق، أو تنشر أجواء سلبية في حال كانت هذه الأرقام سلبية، وبالنسبة للعملة الأمريكية فإن استمرار المخاوف من نشوب حرب تؤثر عموماً بشكل سلبي في الدولار، وكلما استمرت استمر تأثيرها السلبي، وفي حال نشوب حرب، فكلما طال أمدها تضررت العملة الأمريكية أكثر، ومع ذلك فإن ما ورد في هذا التقرير لا يعتبر نصيحة بالبيع أو الشراء، وبينما تترقب الأسواق مجريات الأوضاع المتوترة في العراق، وتركز فيه انتباهها على حرب أمريكية يحتمل شنها ضد العراق ابتداء من يوم 17 مارس، تشير الأرقام الاقتصادية التي ظهرت مؤخراً إلى احتمالية انزلاق الاقتصاد الأمريكي في مرحلة انكماش اقتصادي De (flation)، وهو ما ينذر حدوثه في الدول المتقدمة، وهو أمر نادراً ما يصيب اقتصاد الدول المتقدمة، وتشهد هذه المرحلة انخفاض أسعار البضائع والمنتوجات دون زيادة الطلب عليها، وقد يأتي هذا الانكماش بعد مرحلة انتفاخ مالي واقتصادي كالذي شهدته الولايات المتحدة خلال التسعينيات، الذي أدى إلى اقتصاد ذي قدرات عالية ولكنه يعمل بأقل من قدراته بكثير.
وبالنسبة للحركة الفنية لمؤشرات الأسواق الأمريكية، فقد غيرت مؤشرات الأسواق اتجاهها إلى الانخفاض، حيث لم تتمكن مؤشرات الحركة الفنية على المدى الطويل، من دفع مؤشرات الأسواق إلى الانتعاش، بينما تحولت مؤشرات الأسواق على المدى القصير إلى تراجع ، وبالنسبة لكل من مؤشر الناسداك والداوجونز والستاندر آند بورز، فإن احتمالية تراجعه إلى أول مستوى دعم، ثم ارتفاعه إلى أول مستوى مقاومة، ثم ثاني مستوى مقاومة، احتمالية واردة خلال الأسبوع القادم ما لم تحدث أي مفاجئات سياسية أو إرهابية أو اقتصادية،.
جدول يوضح نقاط الدعم في حالة الارتفاع والمقاومة في حالة الانخفاض من الناحية الفنية
مقاومة/ اليورو/ الذهب ستاندراندبورز ناسداك داو جونز
الدعم الدولار
المقاومة الاولى 1029 ،1 10 ،354 10 ،835 78 ،1317 92 ،7835
المقاومة الثانية 1109 ،1 30 ،360 23 ،844 09 ،1335 42 ،7908
الدعم الأول 0826 ،1 50 ،346 59 ،808 80 ،1292 00 ،7666
الدعم الثاني 0789 ،1 00 ،343 28 ،785 35 ،1278 70 ،7579
|