كلما ازدادت فرص اندلاع الحرب ضد العراق، زادت الادعاءات، وكثرت الاجتهادات الصحفية التي يكون أغلبها غير صحيح، والبعض ينثر أخباراً خدمة لأهداف أصبحت غير خافية على أحد.
الجميع في المنطقة العربية.. وفي الخليج يتابعون الآن الأخبار ويلهثون وراء أية معلومة بعد ازدياد المخاوف من قرب اندلاع الحرب ضد العراق، وهذا ما جعل المتخصصين في نشر الاشاعات والأخبار التي تخدم أهدافهم، ينشطون لترويج بضاعتهم ولهم في هذا أساليب وطرق مما يجعل رواياتهم الاخبارية قريبة للتصديق وبالذات لغير المختصين. وإذا كان المثل يقول: «الكذب المرتب أفضل من الصدق المبعثر..» فإن المختصين في نشر الاشاعات والأكاذيب، طوروا هذا الأسلوب الى درجة البناء على معلومة صحيحة مضيفين إليها حزمة من الأكاذيب لنشرما يريدونه من معلومات تخدم أهدافهم وتسيء للأطراف التي يعادونها.
هذا الأسلوب يبرز الآن بوضوح في تعامل جهات إعلامية معروفة تتحالف مع أطراف معادية للمملكة في الخارج، وآخر ما قامت به هذه الجهات هو إطلاقها رواية اخبارية تفيد بوجود قوات أمريكية في عرعر وتبوك، وذهبت تلك الجهات في ادعاءاتها إلى أن مطار عرعر أصبح قاعدة أمريكية تضم قوات أمريكيةخاصة لغزو العراق..!!
والآن لنتتبع مصدر الرواية الاخبارية وكيف تمت «صناعة الاشاعة» وكانت البداية خبراً نشر في جريدة الواشنطن بوست الأمريكية يفيد بوجود أمريكيين في مطار عرعر.
تلقفت الخبر جهة عرفت بانتهازيتها لأي معلومة تسيء للمملكة، وإضافت له جملة من الاضافات لتجعل من ذلك الخبر الصغير قصة إخبارية ملفقة على طريقة «الكذب المرتب».. وكالعادة وحسب التنسيق المعتاد بثت القصة الملفقة عبر محطة الجزيرة الفضائية القطرية ليتم نشر الاشاعة.
والآن لنناقش الخبر.. والقصة الخبرية.. والاشاعة. بمهنية.. وبحيدة إعلامية رغم الإقرار بصعوبة أن يكون المرء حيادياً عندما يتعرض الأمر إلى سمعة بلاده وإلى الأمن القومي لوطنه.. إلا أن الواجب الصحفي في تقديم المعلومات، وتوضيح ما يخفى على بعض القراء، بعد تشذيب الأكاذيب، يفرض أن ينشر على الملأ وخصوصاً في مثل هذه الظروف الحرجة التي تمر بها المنطقة.
البداية.. لماذا وجود قوات في عرعر..؟ وبصورة أوضح وأدق.. لماذا يوجد أمريكيون في مطار عرعر..؟!!
لقد كان الأمير سلطان بن عبدالعزيز واضحاً وصريحاً في الحديث عن هذا الموضوع، فقد أكد وجود قوات سعودية في المطار وتحت قيادة السعودية.. ولم ينف وجود «تقنيين أمريكيين» لإعداد «مركز أو قاعدة» لاغاثة اللاجئين العراقيين الذين يتوقع تدفقهم الى أراضي المملكة، وهو جهد كانت المملكة تقوم به دون ضجيج أو ادعاء كما تفعل الدول الأخرى الباحثة عن أدوار، ولأن عملا إغاثياً كبيراً مثل الذي يعد له من أماكن اقامة وتوفير الغذاء والدواء لعشرات الآلاف من اللاجئين، يتطلب خبرات وإجراءات تقنية لا تتوفر لدى جميع دول المنطقة، كان لا بد من الاستعانة بالخبرات الأجنبية تحت إشراف وقيادة السعوديين.
هذا بالنسبة لقاعدة عرعر التي حولتها الاشاعة من مركز إغاثة تعده المملكة لأهداف إنسانية.. إلى قاعدة ينطلق منها الغزو.. وأصبح رجال الاغاثة قواتٍ خاصة..
أما إشاعة قاعدة تبوك فهذا ما يحتاج الى شرح وافٍ آخر لتوضيح الأبيض من الأسود الذي ينشره المغرضون.
|