Sunday 9th march,2003 11119العدد الأحد 6 ,محرم 1424

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

دفق قلم دفق قلم
هيئة الصحافيين
عبدالرحمن صالح العشماوي

لاشك أن إنشاء هيئة للصحافيين السعوديين مهمٌّ لتطوير الأداء الإعلامي حتى يواكب مستوى الرسالة التي تحملها بلادنا من جانب، ومستوى التحديات الكبري التي نواجهها نحن المسلمين بصفة عامة، ونحن أبناء المملكة العربية بصفة خاصة من جانب آخر.
إننا نأمل أن تكون هذه الهيئة على مستوى ما يُعلَّق عليها من آمال المهتمين بالكلمة الهادفة، والخبر الصحيح، والمعالجة الصحفية الناضجة البعيدة عن الإثارة والتهويل والتطبيل.
ولاشك أن وجود هيئة للصحافيين سيُسهم إن شاء الله في بناء وعيٍ إعلامي يرقى بأساليب الأداء الصحفي في بلادنا، ويرعى حقوق الصحفيين المعنوية والمادية، كما يضبط أساليب معالجاتهم وطرحهم للقضايا، فالهيئة ستكون كما نعتقد مرجعاً لكل ما يتعلق بالصحافة والصحفيين من حيث تحديد أبعاد الواجبات المناطة بهم، ورسم معالم المسؤولية التي يحملونها ولكنَّ ذلك مرهون بالنجاح في التطبيق الصحيح لما يُوضع من القرارات والتعليمات التي تصدر عن هذه الهيئة، وذلك كلُّّه متوقف على حسن البناء الإداري لهذه الهيئة، ووضع «المقاييس» السليمة لاختيار مجالسها ولجانها التنفيذية خاصة أن هيئة الصحافيين تعتمد على سياسة إعلامية مكتوبة واضحة تُعَدُّ من أفضل السياسات الإعلامية في عالمنا الاسلامي.
ليست هذه الهيئة محصورة في رعاية حقوق الصحافيين وحمايتهم، فهذا جانب من جوانب عملها، وإنما هي مسؤولة عن متابعة مسيرة الصحافيين ووضع القوانين التي تحدد واجباتهم وتحول بينهم وبين ما قد يقعون فيه من معالجات صحافية غير منسجمة مع رسالتنا الإعلامية الكبيرة.
فنحن نعلم أنَّ هنالك صحافيين يبالغون في طروحاتهم، ويتجاوزون حدود شرف المهنة الصحافية، ويهوِّلون ويقلبون الحقائق، وربما يصل الحال ببعضهم إلى الإساءة إلى قيم ومبادئ لا يجوز أن يساء إليها، وربما يتجاوز بعضهم حدود المباح شرعاً، والمتاح عرفاً وعقلاً، والمعروف واقعاً، فيقلب الحقائق، ويسيء إلى الأشخاص، وينال من المؤسسات والهيئات المختلفة.
وهذا الجانب السلبي ينافي سلامة العمل الصحفي، والهيئة الصحافية ذاتٌ مسؤولية مباشرة في هذا الجانب المهم.
ومن هنا كان لزاماً على من يعملون في تأسيس هذه الهيئة، ووضع الهيكل الإداري لها، ووضع الأنظمة والقوانين التي تسير عليها، أن ينظروا بنظرة شاملة لجوانب الرعاية والحماية، والمحاسبة والعقاب.
هنالك جمعية سعودية للإعلام والاتصال موجودة من قبل وبالرغم من أنني لم أطَّلع على طبيعة عمل هذه الجمعية إلا أنني أرى أهمية الإفادة من تجربتها مهما كانت قصيرة المدى.
إن للصحافة أهميتها الكبرى في هذا العصر، ومايزال دورها فاعلاً بالرغم من كلِّ الوسائل الاعلامية الفضائية وغير الفضائية، ومن هنا كانت العناية بها من أوجب واجبات أمانة الكلمة، ومن ألزم لوازم هذه المرحلة التي تمرُّ بها بلادنا والعالم الإسلامي كلّه.
ان المسؤولية التي تحملها هيئة الصحافيين كبيرة متعدِّدة الجوانب، ولابد من الشعور بعظم هذه المسؤولية حينما نسعى إلى رسم الأهداف، ووضع الأنظمة والقوانين التي تسير على هداها، نركِّز على هذا الجانب لأهميته القصوى.
نرحب بهيئة الصحافيين، ونشكر من كان سبباً في إنشائها، ونرجو أن نراها تؤدي دوراً إيجابياً في تطوير أدائنا الصحافي، وفي بناء أسس خطاب صحفي سعودي متميِّز ينطلق من رسالتنا العالمية المنبثقة من عالمية شريعتنا الإسلامية الخالدة.
إشارة:


مبادئك الجبال وأنت أسمى
بها قدراً، ولم تَهُنِ الجبالُ

 

 

[للاتصال بنا] [الإعلانات] [الاشتراكات] [الأرشيف] [الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الى chief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الىadmin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-janirah Corporation. All rights reserved