قطاع الخدمات في منطقة التعامل الأوروبي باليورو على شفا موجة ركود

* القاهرة أحمد كمال أ.ش.أ:
يوشك قطاع الخدمات في منطقة التعامل الاوروبي باليورو على السقوط في براثن موجة ركودية خانقة تشكل في مجملها ضغوطا على البنك المركزى الاوروبي لاجراء خفض على أسعار الفائدة بهدف تحفيز الاقتصاد الاوروبي المتباطئ الاداء والذي يشكل قطاع الخدمات جانبا كبيراً فيه.
وقد سجل مؤشر مديري المبيعات الأوروبي خلال الشهر الماضي تراجعا ملحوظاً بالنسبة لقطاع الخدمات مسجلا قراءة 2 ،50 نقطة في ثاني تراجع يسجله الموشرعلى التوالى هذا العام .. وكان الموشر المذكور قد سجل تراجعا في يناير الماضي عندما استقر عند مستوى 6 ،50 نقطة.
ويقول محللو البنك المركزي الأوروبي إن التراجعات غير المتوقعة التي مني بها قطاع الخدمات على هذا النحو منذ بداية العام الجاري تشير الى المشاكل التي يعانيها مديرو الشركات العاملة في هذا القطاع الحيوي غير أنه لا يمكن القول أن بنية هذا القطاع تعتريها التآكل «من وجهة النظر الفنية» طالما بقيت قراءة موشر مديري المشتروات فوق الخمسين نقطة وهو الموشر المعبر عن حركة صناعة الخدمات الاوروبية.
وقال خبراء تجاريون أوروبيون إن قراءة مسح أجري على 2000 شركة أوروبية كبرى أوضح أن أداء قطاع الخدمات في المانيا على سبيل المثال قد اقترب فعلياً ما لم يكن قد دخل في حيز موجة ركودية حيث سجل موشر أداء الشركات الالمانيةالخدمية 9 ،43 نقطة وهو تراجع قياسي كبير.
ويكتسب الاستنتاج السابق أهمية اضافية بالنظر الى كون المانيا تمتلك ثاني أكبر هيكل اقتصادي على صعيد منطقة التعامل الاوروبي باليورو وفي هذا الصدد يقول لورينزو كودونجو المدير الفني في بنك أمريكا أن البيانات بشكل عام توكد أن الموقف الاقتصادي في منطقة التعامل الاوروبي باليورو ينم عن حالة عامة من الضعف وبطء الاداء وفي وقت لا توجد فيه أية موشرات مقنعة تلوح في الافق تنبىء بأن اتجاها صعوديا لاداء الاقتصاد في طريقه لان يتحقق.
ومما يزيد من قلق المراقبين بشأن أوضاع قطاع الخدمات في منطقة التعامل الاوروبي باليورو ذلك التراجع الحادث في موشر النشاط التصنيعى في منطقة التعامل الاوروبي باليورو حيث سجل الموشر الخاص بمديري المشتروات في المؤسسات الصناعية الكبرى خلال فبراير الماضي هبوطا يعد الخامس من نوعه.
وجاء في تحليل صادر عن البنك المركزى الاوروبي أن موشري قطاع الخدمات والقطاع التصنيعي يعطيان دلالة صادقة على أن منطقة التعامل الاوروبي باليورو ستشهد بنهاية الربع الاول من العام الجارى اداء اقتصادياً مخيباً للامال تنتفي معه كل آمال الاقتصاديين الاوروبيين في رؤية انتعاشة اقتصادية محققة في تلك المنطقة.
ويتوقع البنك المركزى الأوروبي حدوث تراجعات سلبية في أداء الاقتصادالأوروبي في المرحلة القادمة في ظل المخاوف من اندلاع الحرب في العراق وتنامي معدلات البطالة والضعف العام في حالة الاسواق الاوروبية.
ولا يغفل البنك المركزي الاوروبي من جهته الاثر الناتج عن تدعيم سعر صرف اليورو مقارنة بالدولار وما يشكله ذلك من أعباء على كاهل أصحاب المشروعات والمصدرين وثقة المستهلكين بوجه عام.
وازاء هذه الاوضاع لا يتوقع البنك المركزى الاوروبي ارتفاعا في معدلات نمو الاقتصاد فوق نسبة 75 ،2 في المائة غير أن خبراء البورصات في منطقة التعامل الاوروبي باليورو تنتابهم الثقة في أن ويم دويسنبرج رئيس البنك المركزي الاوروبي سيبادر بخفض الفائدة التي تتعامل بها بنوك أوروبا في حالة استمرار الاداء الاقتصادي مخيبا للامال على نحو ما هو حادث الان.
ومن جهتهم أعرب أعضاء مجلس محافظى البنك المركزى الاوروبي عن موافقتهم المبدئية على قيام البنك بخفض أسعار الفائدة في حالة استمرار حالة الضعف الاقتصادى الاوروبي.
ويذكر في هذا الصدد ان البنك المركزى الاوروبي صادق في مجلس محافظيه على خفض نسبته نصف نقطة مئوية على أسعار الفائدة المعمول بها وكان ذلك في ديسمبر الماضي.
ويعتقد الاقتصاديون الاوروبيون في أن البنك المركزى الاوروبي سيقدم على اتخاذ اجراء لتنشيط الاسواق الاوروبية، كخفض الفائدة على سبيل المثال خلال الشهر الجاري أو شهر ابريل القادم على اقصى تقدير، بالنظر الى البيانات الايجابية الخاصة بالتضخم.
في هذه الاثناء يرى اقتصاديون اوروبيون أن البنك المركزى الاوروبي سيتريث في الاقدام على خطوة خفض الفائدة انتظارا لبدء الضربة العسكرية المرتقبة ضد العراق والتي سيكون لها مردود سلبى على الاداء الاقتصادي لاوروبا يمكن معها أن يرى المسؤولون في البنك المركزي الاوروبي انه لا مفر من خفض أسعارالفائدة وبالتالي فانه لا حاجة في الوقت الراهن لاستنفاذ تلك الالية.
وتشير بيانات الاداء الاقتصادي لمؤسسات الاعمال في منطقة التعامل الاوروبي باليورو الى قيام الشركات العاملة في قطاع الخدمات بخفض العمالة بها منذ بداية العام الجارى على نحو غير مسبوق في سرعته على مدى الاعوام الخمسة الماضية ذلك ما مايؤكده الهبوط في مؤشر التوظيف في شركات ذلك القطاع في الفترةما بين ديسمبر ويناير الماضيين من 47 نقطة الى 6 ،45 نقطة.