Sunday 9th march,2003 11119العدد الأحد 6 ,محرم 1424

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

الاقتصاد العالمي يغرق والبورصات تتدهور أمام حرب وشيكة الاقتصاد العالمي يغرق والبورصات تتدهور أمام حرب وشيكة

* باريس - أ.ف.ب:
تشهد أسعار الأسهم المالية تدهورا بشكل كبير الى أدنى مستوياتها منذ ست أو سبع سنوات كما يرى البعض. بقدر ما تنتقل المؤشرات الاقتصادية العالمية الى الخط الأحمر مع اقتراب حرب في العراق باتت حتمية ووشيكة.
وبعد ان خدعتهم العبارات الجوفاء حول التقلبات الجيو- سياسية. اضطر المستثمرون الى مواجهة الواقع بوضوح. فالاقتصاد العالمي يمر بأزمة خطيرة تعززها التوترات الدولية.
وللمفارقة فإن هذه الظاهرة تطال أوروبا أكثر من الولايات المتحدة.
وقد أكد رئيس البنك المركزي الأوروبي فيم دويسنبرغ وهو يعلن خفضا معتدلا من ربع نقطة على معدل الفائدة الرئيسية «نتوقع فقط نموا معتدلا جدا هذه السنة» في منطقة اليورو.
وبات البنك المركزي الأوروبي يتوقع نموا من 1% هذه السنة في منطقة اليورو بعد ان سجل نسبة ضئيلة جدا من 0 ،8% في العام 2002. وينظر الأوروبيون بقلق الى تدهور سعر صرف الدولار حيال اليورو لأنه يقلل من القدرة التنافسية لصادراتهم.
وقد حذّرت منظمة التعاون والتنمية الاقتصادية في أوروبا من مغبة ازدياد الفارق في نسبة النمو بين أوروبا والولايات المتحدة التي ستتحمل مع ذلك ووفقا لكل الاحتمالات المجهود الحربي في العراق.
واعدّ رئيس قسم الاقتصاد في منظمة التعاون والتنمية الاقتصادية جانفيليب كوتيس ان «الهوة في الظروف الاقتصادية بين أوروبا والولايات المتحدة قد يكون في حالة ازدياد»، مقدرا وتيرة النمو الأمريكي حاليا بـ2 ،5%.
ومع ذلك فإن ارقام البطالة الأمريكية جاءت الجمعة لتذكر بأن الأزمة طاولت الولايات المتحدة أيضا. فقد الغت الشركات الأمريكية 308 آلاف وظيفة الشهر الماضي.
وتتجاوز البورصات الأوروبية تراجع وول ستريت. فهي تعبر من سقف الى آخر لتجد نفسها عند أدنى مستوى لها منذ ستة أعوام في باريس ومنذ سبعة أعوام في فرانكفورت بينما بورصة نيويورك في أدنى مستوى لها خلال العام 2003 «فقط».
والبورصات التي تواجه منذ أشهر انعكاسات السير باتجاه الحرب. سجلت تراجعا جديدا بعدما تبلغت بقرب اندلاع النزاع الذي أشار اليه الرئيس الأمريكي جورج بوش شخصيا.
واختصر الاستراتيجي في لندن لدى «بنك ناسيونال دي باري- باريبا» ديفيد ثويتس هذا «المزيج الغامض جدا» المؤلف من «تقلبات حيال الآفاق الاقتصادية ومعلومات حول الشركات الأمريكية ومخاوف من اندلاع الحرب وتراجع الأسواق الأمريكية».
وتبين ان مدى الخفض في الاسابيع الأخيرة كان كبيرا.
فقد خسرت باريس على سبيل المثال 15% منذ بداية السنة بعد ان تدهورت بورصتها بنسبة 33 ،7% في العام 2002 وتراجعت بورصة لندن بنسبة 10 ،6% بعد ان خسرت 24 ،8%العام الماضي. وفي وول ستريت. تراجع مؤشر داو جونز لأبرز الأسهم المالية بنسبة 8% منذ مطلع العام بعد تراجع نسبته 17 ،7% في العام 2002.
والأمل في تحسن اقتصادي عالمي خلال 2003 والذي كان لا يزال قائما في نهاية العام الماضي. تبخر تماما مع خطر اندلاع حرب في الخليح ستكون نتيجتها الفورية ارتفاع كبير في أسعار النفط.
وقد بلغ سعر برميل النفط اكثر من 33 دولارا في لندن وحوالي 37 دولارا في نيويورك. أي أعلى بكثير من السعر الذي ترغبه منظمة الدول المصدرة للنفط( أوبك). أي ما بين 22 و28 دولارا للبرميل. وهو السعر الذي تعده الدول المستهلكة معقولا.
وبالرغم من كل شيء تواصل الولايات المتحدة توجيه رسالة تؤكد ثقتها في قدرة اقتصادها على دفع النمو العالمي قدما من جديد فور الانتهاء من الأزمة العراقية.
وترى ادارة الرئيس بوش ان خطة النهوض الأمريكية - 695 مليار دولار على مدى 11 عاما- ستعطي مفعولها.
ورغم تشككهم حيال هذه الخطة، فإن الأوروبيين الغارقين في التزاماتهم المالية مرتهنون لها. وقد أقر رئيس الحكومة الاسبانية خوسيه ماريا اثناربان أوروبا «لم تكن قادرة على ان تحل محل الولايات المتحدة كمحرك للاقتصاد الدولي».

 

 

[للاتصال بنا] [الإعلانات] [الاشتراكات] [الأرشيف] [الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الى chief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الىadmin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-janirah Corporation. All rights reserved